قَرصة قلب قبل النوم!

25 نوفمبر 2024 14:34

هوية بريس – د.سامي عامري

انشغلت الأشهر الأخيرة في تأليف كتاب في بحث استشراقي حول القرآن -أرجو أن يصدر نهاية السنة القادمة ضمن سلسلة “الانتصار للقرآن”-. وفي أثناء جمعي لمراجع الكتاب وقفت على أطروحة دكتوراه في إحدى الجامعات الغربية لباحث يبدو أنه ملحد ينصر في بحثه شبهة طاعنة في القرآن؛ فعجبت لجَلَده حتّى إنّه كتب أطروحة كاملة في هذا الموضوع الذي يحتاج صاحبه إلى معرفة لغات (شرقية) قديمة كثيرة. ولمّا اطّلعت على سيرته وجدت أنّه باحث ليس بالطاعن في السن، وقد حصل على شهادتَي دكتوراه، وتخصص في الباكلريوس في اللغات الشرقية، ويعرف قرابة 12 لغة.. فوخزني قلبي -حقيقة لا مجازًا- ونمتُ ليلتي وأنا حزين وموجوع.. رجلٌ لا يرجو من من باطله أجرًا لا ينقطع بعد الموت، يسلك هذا الطريق الوعر، وكثير من الشباب يطلب العلم على طريقة “معلومة في كبسولة”.. وإنّ من نكد الدنيا جلَد الفاجر والكافر وعجز الثقة..

لا أقول هذا الكلام تأنيبًا وجلدًا لأبناء الإسلام، وإنّما هي دعوة لمراجعة النفس، وأنّه من المعيب حقًا أن يجعل المسلم المتديّن فضول الأوقات للدين، في وقت يصرف بعض من لا يرجو من الله خيرًا كل وقته لباطل لا يدوم..

(وَٱلۡعَصۡرِ (1) إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ (2) إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ).

[كنتُ منذ قليل بصدد ذكر أمر هذا الباحث الغربي للشيخ حسين عبد الرازق؛ فحفزني لبثّ هذه التذكرة في هذا المنشور.. فإن يكن في هذه التذكرة خير؛ فله النصيب الأوفى إن شاء الله].

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M