الكنبوري: بسبب نفسية العبيد لا نفهم التحولات الحاصلة اليوم في العالم

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري “بسبب عدم نشأتنا نحن العرب في جو الديمقراطية والكرامة والحرية فإننا نحلل الأوضاع العالمية تحليل العبيد، لذلك في جميع الحوادث الكبرى لا نفهم بأن الحروب تعنينا نحن لأنها حروب بين السادة فقط، ولا ندرك بأن السادة يتقاتلون علينا وحول من يملك العبيد بعد النصر”.

وأضاف المفكر المغربي في منشور له على فيسبوك “وبسبب نفسية العبيد التي نعاني منها لا نفهم التحولات الحاصلة اليوم في العالم انطلاقا مما يجري في القلب النابض للأمة وهو الشرق الأوسط”، مردفا “هناك تحولات عميقة وجذرية تحصل في الغرب سوف تساهم في نهاية إسرائيل، فهذه الأصوات التي ترتفع ضد إسرائيل واليهود من جميع طبقات المجتمعات الغربية هي أصوات جديدة تظهر لأول مرة منذ قرنين”.

وتابع الكنبوري “لقد نشأت هذه الشعوب في مناخ من الدعاية والأساطير حول إسرائيل واليهود، وفي مناخ التضامن معهم والإيمان بأنهم يعانون الاضطهاد، لكن ارتفاع هذه الأصوات يدل على أن هذه الأساطير بدأت تفقد بريقها، وبدأت الشعوب تستيقظ من الغفلة وتشاهد الواقع الحي، والفرق بين الأساطير والواقع الحي أن الأساطير تسمع عنها ويمكن أن تشكك فيها، لكن الواقع الحي لا يقبل الشك فيه”.

ثم استدرك “ولكن بسبب روح العبيد التي تسكننا لا نهتم بهذه التحولات الكبرى، لأننا لا نعرف شيئا عما يسمى الرأي العام. فنحن كبرنا في الاستبداد الذي يجعل المتسلطين علينا هم الذين يقررون، ونشأنا في جو الطاعة والولاء والانصياع وعدم مناقشة كلام الحكام لأنه مقدس، ومن المستحيل علينا أن نفهم ما يجري عند الأحرار”.

كما أكد الكنبوري أن روح العبيد “قيدت علينا حتى مجال الخيال، فحتى الخيال لدينا له حدود فرضها الاستبداد، إذ نحن لا نتخيل زوال إصرائيل حتى مجرد التخيل، ومن المستحيل تماما على الكثيرين منا أن يتخيلوا عودة المسلمين ليصبحوا من جديد سادة العالم، فالعبيد لا يفكرون أبعد من بيت السيد”.

وأوضح في نفس منشوره، أن “الذين كسروا القيود النفسية يدركون بأن إسرائيل إلى زوال قريب، وأن اليهود سوف ينتشرون في العالم ويتعرضون للاضطهاد من جديد وإلى الأبد، وأن أمريكا ستسقط، وأن فلسطين ستعود كما كانت أول مرة، وأن المسلمين سيحكمون العالم”.

وإذا جاز استعمال المجاز لتفهيم بعض الناس، يضيف الكنبوري “نقول لهم إن من يحكمون العالم اليوم يحكمونه بالمسلمين، فهم يسيطرون على العالم بالسيطرة على النفط والغاز وتفكيك المسلمين، فمن يمنع من أن ينقلب الأمر فيحكم المسلمون العالم بأنفسهم كما يحكمه اليوم غيرهم بهم؟”.