حديث مع الميكانيكي.. لابد من فك “براغي الفساد المستعصية”

07 أكتوبر 2025 14:31

هوية بريس – د.ميمون نكاز

قصدت البارحة “ميكانيكيا” لإصلاح عطب في السيارة، وفي سياق الحديث عما يجري في البلد قال “الميكانيكي”: قد سمعت أن المتظاهرين لم يحصلوا على رخصة التظاهر، قلت ضاحكا: وهل حصل “ملأ الفساد” على “رخص الإفساد” لاجتياح البلد بالفساد؟ وهل يُنتظر من “الاحتجاجات الشعبية- مهما كانت خلفياتها ودوافعها أن تستأذن وتنال الرضا والسماحة حتى تنفعل وتفعل؟ الرخصة في التظاهر قيد قانوني وشرط تنظيمي وفق مقتضيات القانون، ولكن عند الاحتقان فإن للواقع منطقا آخر مختلفا، أيها “المكانيكي” إن قومة الناس قدر محتوم لا راد له إلا بمعرفة الأسباب واجتثاث العلل، قال “الميكانيكي” وهو يفك برغيا استعصى عليه، قد قالوا: هنالك أيادي تريد الكيد للبلد وتسعى لإشاعة الفتنة والفوضى فيه، لأن بلدنا -ولله الحمد- فيه كذا وكذا وينعم بكذا وكذا…؟ قلت: دعونا من “الأنغام المطربة“، قوموا من “مجالس التنغم بأوهام الاستثناء” وسارعوا إلى قطع أيادي الكيد والفتنة والفوضى بالعدل وصيانة الحقوق وحفظ الأمانات والوفاء بالعهود والمواثيق القائمة بين “الحاكم” و”المحكوم” قبل أن يُحاط بٍكم، اقطعوا جذور الفساد، وامنعوا عنها “الأودية السائلة بمياه الحياة”، تذبل أغصان الفتنة وفروع الفوضى بعد حين ثم تموت…
قال “الميكانكي” وهو لا يزال يعالج البرغي المستعصي على الحل: هذا كلام معقول، فما الحل: قلت أركانه أربعة: “المعرفة“، “الأفعال“، “الرقابة“، “المحاسبة“، واعلم أن تحت كل ركن من هذه الأركان الأربعة شعبا من المطالب والالتزامات، بتحقيقها تفك “براغي الفساد المستعصية“…

فك “الميكانيكي” برغيه والعرق على جبينه قائلا: أتعبني هذا البرغي، قلت: آه لو علمت ودريت كم هي مستعصية براغي الفساد على الحل والفك، وكم هي مضنية، ولكن لو عزم “ميكانيكيوا السياسة في الدولة والمجتمع” على الفك والحل، وصابروا واصطبروا لفكت براغي الفساد وحلت…

كان حديثا شيقا مع “ميكانيكي السيارات” اجتمع فيه “بأس الحديد” و”بأس السياسة“، على تخوف “في الدولة والمجتمع” أن يغلب “بأس الحديد” “بأس السياسة” أو تقهر “أبؤس الفتنة والفوضى” “منافع الإصلاح والتغيير بالحق والجادة والحكمة“…

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
8°
19°
الإثنين
21°
الثلاثاء
17°
الأربعاء
16°
الخميس

كاريكاتير

حديث الصورة