بيان المنتدى الإسلامي الموريتاني حول “اتفاق وقف الحرب في غزة”

14 أكتوبر 2025 18:43

هوية بريس – متابعة

أصدر المنتدى الإسلامي الموريتاني حول اتفاق وقف الحرب في غزة، بيانا هذا نصه:

*بسم الله الرحمن الرحيم

بيان من المنتدى الإسلامي الموريتاني حول اتفاق وقف الحرب في غزة:
الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد..
فقبل سنتين وعدة أيام، تفجر طوفان الأقصى المبارك، مفجرا معه طوفانا من الوعي، والاهتمام بالهم الإسلامي العام، وإحياء روح الجهاد، وتعزيز حقيقة الأخوة الإسلامية، بل حاملا للناس دعوة الإسلام متمثلة في صدق إيمان المؤمنين، وصبرٍ المحتسبين، وطمأنينةٍ المخبتين، ويقين المتوكلين في غزة، وهي معان إيمانية عظيمة، كادت دعوات الجاهلية تطمسها، وتيارات الباطل تجرفها من واقع الأمة قبل الطوفان المبارك.

كما أعاد الطوفان قضية المسلمين الأولى إلى واجهة الأحداث، وجعلها محور اهتمام في العالم.. اعترافا، وتضامنا، وصحة فهم، وتصورٍ، بعد أن كادت تتم تصفيتها..

هذا فوق ما حققه من نكاية غير مسبوقة في العدو على مختلف المستويات، وشتى المجالات.. العسكرية، والأمنية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والديبلوماسية، والقانونية، محليا، وإقليميا، ودوليا.

وبعد سنتين من الصبر والمصابرة، والجهاد والمرابطة، والثبات والتضحية الأسطورية، التي تشبه المعجزات، أدرك الأعداء وداعموهم أنه لا بديل عن مفاوضة أهل الثغور المجاهدين القابضين على الجمر والزناد، فكان هذا الاتفاق الذي ضمن وقف الحرب، وتحرير حوالي ألفين من الأسرى، وانسحابَ العدو، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات، وعودة النازحين، وقطع الطريق على سياسة التهجير، نسأل الله سبحانه أن يجعله خيرا، وبداية فتح وانتصار للمسلمين.

ونحن في المنتدى الإسلامي الموريتاني -إذ نحمد الله على ما من به من ثبات ومنجزات وثمار مباركات لهذا الطوفان العظيم، وإذ نحتسب عند الله من نسأل الله أن يتقبلهم شهداء من القادة والجنود وغيرهم، وإذ نسأل الله الشفاء للجرحى، وحسن العزاء لذوي الشهداء، والمصابين- نعلن بهذه المناسبة ما يلي:

1- فخرنا، واعتزازنا بالقادة الكبار، والأبطال الأخيار، الذين فجروا هذا الطوفان، وبما حققه من نتائج، وثمار يدركها كل من نظر إليه بوعي إيماني عميق، وتبصُّر شرعي دقيق، وتحليل موضوعي نزيه.

2- إجلالنا وإكبارنا لأهل غزة العزة، لما قدموه من تضحيات، وما وهبهم الله من صبر وثبات، أمام كل المحن والابتلاءات.

3- دعوتنا الأمة الإسلامية، وكل أنصار الحق في العالم للالتفاف حول قيادة المقاومة، ودعم خياراتهم، وقراراتهم، واستحضار أنهم مؤتمنون على القضية، مدركون لأبعادها، وواقعها، وواقع الأمة، وواقع العدو، والظروف المحلية، والإقليمية، والدولية المحيطة، دون أن يلغي هذا التأييد والدعم واجب المناصحة، والتذكير، وذلك مما يقتضي منا التنبيه على الحذر الشديد، واليقظة التامة، من مكر الأعداء، وكيد الخصوم الذين يحاولون أن يحققوا دبلوماسيا، ما عجزوا عن تحقيقه عسكريا، وخاصة فيما يتعلق باستمرار الجهاد، وسلاح المجاهدين، ومن يحكم غزة…

4- تحيتنا لمواقف الشعوب المسلمة التي ظلت -رغم الخذلان من جل الأنظمة الحاكمة- مساندة وداعمة للمجاهدين وواقفة إلى جانبهم.

كما نحيي المواقف الداعمة للعدل والحق في البلدان غير الإسلامية.

5- شكرنا وامتناننا الخاصين لموريتانيا، كل موريتانيا.. رئيسا، وحكومة، وشعبا، وعلماء، ومثقفين، وأدباء، ومفكرين، وكتابا، وإعلاميين، وقبائل، وأحزابا، ونقابات، ومبادرات، على مواقفهم المناصرة والمؤازرة لقضية الأمة الأولى قضية القدس، والأقصى، وغزة، وكل فلسطين، وخاصة إبان هذا الطوفان المبارك.

6- دعوتنا الأمة الإسلامية لمواصلة، وزيادة، وتفعيل إسنادها، وإمدادها، ودعمها لأهلنا في غزة بكل أنواع الدعم.. بالمال، والمقال، والمواقف، والتظاهرات، وبالدعاء الذي هو سلاح المؤمن، وهو أعظم السلاح…

ونذكر هنا بأن توقف الحرب، لا يعني توقف الحاجة للدعم، فإن الدعم ازدادت الحاحة له للتكفل المستمر والمنتظم بأسر الشهداء، ورعاية الأيتام، والأرامل، والجرحى، والمعاقين، والإيواء، وإعادة الإعمار، ومعالجة آثار الحرب، فضلا عن الحاجات العامة المستمرة للماء، والغذاء، والكساء، والدواء.

7- تأكيد المنتدى استمراره في القيام بواجبه الشرعي، والأخلاقي، والإنساني، مناصرة، ومؤازرة، لأهلنا، وإخواننا في غزة في شتى المجالات، ومختلف الأصعدة.

نسأل الله أن يبارك لإخواننا في قيادة المقاومة وفي غزة وفلسطين، ولسائر الأمة في هذا الاتفاق وأن يجعله مقدمة لفتح مبين، يتحقق من خلاله وعد الله للمؤمنين: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكِّنَنَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدِّلَنَّهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا…}.

اللهم تقبل الشهداء، واشف الجرحى، واربط على قلوب المصابين، ومكِّن لعبادك المستضعفين، واجعلنا ممن شرفتهم بنصرة المجاهدين في الدنيا، وألحقتهم في الآخرة بالنبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

والحمد لله أولا وآخرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المنتدى الإسلامي الموريتاني
بتاريخ: 22 ربيع الآخر 1447 للهجرة
الموافق: 14 أكتوبر 2025″.

قد تكون صورة ‏نص‏

قد تكون صورة ‏نص‏

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
19°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة