هل الأنوثة قيمة مضافة؟!

هوية بريس – د.رشيد بن كيران
◆ عبارة “كوني أنثى فأنا قيمة مضافة” تعبر عن نزعة نسوية فردانية بئيسة تـقـوض مبدأ التكامل بين الرجل والمرأة الذي تقره الفطرة والشرع والعقل.
فالأنوثة ليست “قيمة مضافة” بالمعنى التنافسي أو التفضيلي، بل هي قيمة أصيلة في بناء الإنسان والمجتمع، تماما كما الذكورة؛ إذ لا تقوم الحياة إلا بتكاملهما، لا بتفاضلهما أو تضادهما.
◆ وكما أن كل غلو في التصورات يتضمن جهلا مركبا، فإن هذه العبارة فيها تشييء للأنثى إذ تفترض ضمنا أن الأصل هو “الذكر”، وأن الأنثى تضاف إليه كما تضاف الأشياء الجميلة إليه لأجل الامتلاك أو الاستمتاع. وهذا منطق مقلوب يخالف التصور الإسلامي القائم على التكريم المتوازن:
▪︎ {وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِیۤ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَـٰهُمۡ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَـٰهُم مِّنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَفَضَّلۡنَـٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِیرٍ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِیلاً﴾ [الإسراء70].
▪︎ {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَـٰكُم مِّن ذَكَر وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ شُعُوبا وَقَبَاۤىِٕلَ لِتَعَارَفُوۤا۟ۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٍ﴾ [الحجرات13].
▪︎ {فَٱسۡتَجَابَ لَهُمۡ رَبُّهُمۡ أَنِّی لَاۤ أُضِیعُ عَمَلَ عَـٰمِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰۖ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٍ} جزء من آية سورة آل عمران.
فكما أن الأنثى مكرمة فكذلك الذكر ، لا فرق ببنهما من حيث الأصل ولا ميزة لأحدهما على الآخر إلا بالتقوى؛ (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
◆ فليس في الأنوثة “قيمة مضافة” للرجل، ولا في الذكورة “قيمة مضافة” للمرأة، وإنما في كل منهما قيمة قائمة بذاتها تتكامل مع الأخرى لتحقيق الاستخلاف في الأرض.
لذلك فالصياغة السليمة، لو أرادت المرأة أن تعبر عن اعتزازها بأنوثتها، يمكن أن تكون مثلا:
✔️ كوني أنثى، فلي دوري الإنساني والرسالي الذي أؤديه بتكريم الله لي.
أو
✔️ أنوثتي ليست إضافة إلى غيري، بل هي جزء من كيان بشري متكامل أراده الله زوجين.
◆ وختاما، الأنوثة ليست قيمة مضافة، بل قيمة أصيلة أرادها الله شريكا في بناء الحياة، لا في منافسة أحد. فالتكامل أجمل من الصراع، والكرامة أعمق من المقارنة.



