الغلوسي يدخل على خط اختلالات بناء محطة طرقية بمراكش

هوية بريس-متابعات

قال محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إن معطيات خطيرة تكشف عن وجود شبكة فساد منظمة بمدينة مراكش عملت، وفق تعبيره، على “تحريف أهداف البرنامج الملكي الطموح مراكش الحاضرة المتجددة، الذي رُصدت له ميزانية تفوق 600 مليار سنتيم”.

وأوضح الغلوسي في منشور له أن هذه الشبكة “استعملت اللجان الرسمية ومراكز القرار العمومي لفبركة محاضر وقرارات تمنح غطاءً وهمياً لعمليات فساد ممنهج استهدفت الملك العام وموارد المدينة”.

وأكد الغلوسي، في توضيحات جديدة تتعلق بملف المحطة الطرقية الجديدة بحي العزوزية، أن مراسلة المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك حول المشروع تم “تحريف مضمونها بشكل متعمد” لتبرير التفويت غير القانوني لمساحة تُقدّر بـ 7400 متر مربع من الأملاك العمومية كانت مخصصة لتهيئة موقف لسيارات الأجرة والخواص. مضيفا، أن هذه المساحة آلت “بقدرة قادر” لشركة وصفها بـ”الغامضة”، حصلت سنة 2017 على موافقة مبدئية قبل تأسيسها الفعلي، قبل أن تُبرم عقد كراء مع أملاك الدولة سنة 2018 لإقامة محطة وقود وفندق وباحة استراحة مقابل كراء سنوي لا يتجاوز 223 ألف درهم.

وأشار رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام إلى أن الشركة التي رُخّص لها الاستثمار “لا تتوفر على أي مؤهلات مالية حقيقية”، وأن رأسمالها لا يتجاوز 100 ألف درهم، في حين أعلنت عن استثمار يفوق 49 مليون درهم، وهو ما اعتبره “مؤشراً صارخاً على وجود شبهة تضارب المصالح وتبييض الأموال”. ولفت إلى أن مسيّر الشركة الظاهر “مجرد واجهة”، بينما المسير الفعلي “منتخب نافذ يملك عقارات وشركات داخل المغرب وخارجه”.

وكشف الغلوسي أن التخلي عن المشروع من طرف الشخص الذي وُضع في الواجهة، وانتقاله لاحقاً إلى استثمار آخر، “يعزز فرضية استعماله كغطاء”، مؤكداً أن شبكة الفساد “سعت إلى استغلال موقع المحطة الطرقية الجديدة باعتبارها مشروعاً استراتيجياً ضمن برنامج مراكش الحاضرة المتجددة، لتحويل محيطها إلى مجال للمضاربة وإنشاء مشاريع خاصة مدرة للربح”.

وحذّر الغلوسي مما سماه “دولة داخل الدولة” بناها منتخبون ومسؤولون محليون عبر “استعمال اللجان الجهوية للاستثمار والتعمير والإستثناء” لإضفاء الشرعية على قرارات تخدم مصالحهم الخاصة، مضيفاً أن ما يجري يمثل “إهانة لمدينة التاريخ والحضارة ولساكنتها، واعتداءً على البرنامج الملكي الذي تحوّل إلى ما يشبه مراكش البقرة الحلوب”.