منصة “بونزي” أمام القضاء.. تفاصيل ملف نصب إلكتروني ضخم

هوية بريس – متابعات

أسفرت عملية أمنية محكمة، باشرتها الشرطة القضائية بأمن إنزكان زوال اليوم الجمعة، عن توقيف موظف يعمل بإدارة السجون بمدينة تارودانت، للاشتباه في وقوفه وراء تدبير منصة رقمية مشبوهة تُعرف باسم “SMG”، يُشتبه في تورطها في عمليات نصب إلكتروني واسعة النطاق طالت مئات الضحايا عبر مدن متعددة من المغرب.

وجاء التوقيف بناءً على تعليمات من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بإنزكان، عقب تفجّر معطيات ثقيلة بشأن خسائر مالية قُدّرت بالملايير.

خلفية القضية

وفق المعطيات المتوفرة، فقد استدرجت منصة “SMG” مستثمرين أفرادًا عبر وعود بعوائد يومية مغرية تحت غطاء “العمل الرقمي البسيط”، ما حوّل طموح الربح السريع إلى خسائر موجعة بعد اختفاء المنصة المفاجئ من الفضاء الرقمي.

وتشير الأرقام الأولية إلى تسجيل عشرات الضحايا بجهة أكادير وحدها، بخسائر تجاوزت مئات الملايين من السنتيمات، في مشهد خلّف آثارًا اجتماعية قاسية.

آلية الاحتيال

اعتمدت المنصة أسلوبًا تضليليًا قائماً على مهام شكلية، من قبيل مشاهدة إعلانات والضغط على روابط وجلب منخرطين جدد عبر نظام “الإحالات”.

ويصنّف هذا النموذج تقنيًا ضمن أنظمة “بونزي”، حيث تُموَّل أرباح القدامى من أموال الجدد إلى أن يتوقف التدفق ويقع الانهيار.

“مأسسة” وهمية واستقطاب رقمي

ما زاد من خطورة الملف، بحسب مصادر مطلعة، هو محاولة إضفاء طابع مؤسساتي على النشاط عبر فتح مكاتب بعدة مدن وتنظيم مناسبات ترويجية، فضلاً عن الاستعانة بمؤثري منصات التواصل، قبل أن تُحذف المواد الترويجية مع بداية الانهيار نهاية سنة 2025.

تتبع مالي يقود إلى التوقيف

مع تزايد شكايات المتضررين وتماطل الإدارة في صرف “الأرباح”، أُغلق الموقع وحُذفت مجموعات التواصل. غير أن التحويلات البنكية التي أنجزها الضحايا شكّلت الخيط الناظم لتتبع المسار المالي وتحديد هوية المشتبه فيه الرئيسي، ما قاد إلى توقيفه.

مسار قضائي مفتوح

ويواجه المشتبه فيهم المحتملون تهمًا ثقيلة، في مقدمتها النصب والاحتيال وتكوين تنظيم إجرامي، مع تشديد العقوبات عند استعمال الوسائل التكنولوجية للتضليل، وفق مقتضيات القانون الجنائي.

دعوة للضحايا

ويدعو مختصون كافة المتضررين إلى التوجه فورًا للمصالح الأمنية المختصة، بما فيها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، لإيداع شكاياتهم مرفقة بإثباتات التحويل البنكي، ضمانًا للحقوق وتسريعًا لتفكيك باقي خيوط الشبكة.