غدا البزوغ نبوغا

13 نوفمبر 2018 17:54
غدا البزوغ نبوغا

هوية بريس – سفيان أبوزيد

لقد كان لتتويج شيخنا العلامة أحمد الريسوني على رأس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ذلك التجمع الأممي الممثل في رجال ورثوا علم النبوية وحملوا لواء الدعوة وصدقوا في تبليغه شرقا وغربا دون توان ولا تراخ، مع حكمة في التعامل ومرونة في المسير وقوة في القول، وتحد لكل فساد واستبداد، وضع حجر أساسه رجل عاش لله ومضى في سبيل الله واقتفى مراد الله، وصدح بحق الله فنال محبة ورضوان الله إنه أثري المجددين ومجدد الأثريين وأديب الفقهاء وفقيه الأدباء الإمام يوسف القرضاوي حفظه الله ورعاه وأكرمه…

كان لذلك التتويج المبارك الميمون صدى على مستوى العالم، تحدث عنه القريب والبعيد والمسلم وغير المسلم والمهتم وغير المهتم، والموافق والمفارق، وكان لكل تحليله وتفسيره بين موضوعي متفائل ناصح ، وبين متعسف مأجور متحامل طالح..

والذي أريد أن أشير إليه في هذه الكلمات التي عنونت بعنوان استقي من حكمة لشيخنا أحمد الريسوني وهي (البزوغ المشرقي، والنبوغ المغربي) أريد أن أشير إلى بعض ملامح ذلك النبوغ من خلال هذا التتويج:

1- من حيث هيكلة الاتحاد العالمي :

لقد أضاف اعتلاء فضيلة الدكتور أحمد الريسوني حفظه الله على سدة رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إضافة نوعية إلى هيكلة الاتحاد، بأن أصبح الوصول إلى سدة رئاسته بالانتخابات والاقتراع السري المحض، الذي ليس فيه أي اعتبارات أخرى، وهذا يجعله أول تجمع علمائي عالمي في تاريخ الإسلام يسير وفق قانون انتخابي محكم، كما كانت حركة التوحيد الإصلاح أول حركة دعوية تسير وفق قانون انتخابي دقيق ومحكم، وهذا نقل للتجربة وتوسيع لدائرتها لتصبح رمزا عالميا تقتدي به كل التنظيمات والتجمعات العلمية والفكرية والدعوية، وهذا لعمري نبوغ أهم من أي نبوغ أخر، لأن من الأمراض المستعصية التي تعيشها كثير من الجمعيات والمراكز والمؤسسات العلمية والعلمائية هو الاستبداد بمنصب الرئاسة لشخص معين يضيف ويحذف ويصرح ويفتي ويكون الباقي عبارة عن مقلدين أو مريدين أو مستفيدين ماديا ومعنويا، وهذا يؤثر على مدى مصداقية ذلك التجمع وعلى فاعليته وتأثيره واستمراره، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه. وهذا مرض عضال مستشر في كياننا وكيان أمتنا في عصور الانحطاط التي تعيشها.

2- النبوغ الثاني: وهو تطور التوجه المقاصدي في المرحلة القادمة

وليس مقصودي من هذا النبوغ هو أن الاتحاد كان يعيش حالة من الجمود أو التقليد أو الظاهرية، وإنما المقصود أن هذا التوجه كان حاضرا فإن مؤسس هذا الاتحاد وهو الإمام يوسف القرضاوي يعتبر من مدارس المنهج المقاصدي في هذا العصر ومن فواتح ومفاتيح هذا الفكر في هذا العصر، إلا أن هذا التوجه سيلحظ تطورا وتفعيلا وجدة وجدوى خلال المرحلة القادمة، إذ قادئها وقائده شاطبي العصر وإمام في هذا العلم بشهادة القاصي والداني، وتميزه حسب وجهة نظري يبرز في مدى تأصيله الدقيق وتفعيله للمقاصد وتقريبه وتحويله إلى منهج حياة.

مما سيزيد من رصيد الحرية التي يتميز بها الاتحاد، وسيعمق فعالية قراراته وآرائه…

3- النبوغ الثالث: تفعيل أعضاء الاتحاد

مبدأ التداول ومبدأ الشورى يسهم في تفعيل كل أعضاء أي تجمع بقيام كل عضو بمسؤوليته وبواجبه، وبالإفادة من مهاراته وآرائه وأفكاره، ولا يكون انتماء يتزين به في السيرة الذاتية أو في الندوات والمؤتمرات، هذا ما يميز وسيميز المرحلة القادمة برئاسة شيخنا الريسوني وفريقه من العلماء الأفاضل.

4- النبوغ الرابع: تعميق المأسسة والعمل الجماعي في القرارات:

هذا كان موجودا في المرحلة السابقة، إلا أنه سيتعمق في هذه المرحلة وذلك لأن الرمزية بعد أن كانت تنسب للإمام المؤسس حفظه الله ستنسب في هذه المرحلة إلى الجماعة والمجموع، وهذا سيكسب الاتحاد قوة ودافعة وسيؤكد حضور جميع أعضائه وأفراده، وسيجعله أكثر تأثيرا.

5- النبوغ الخامس: الجرأة المفعمة بالحكمة

هذه الجرأة كانت حاضرة في عهد الإمام القرضاوي حفظه الله فإنه أبو الجرأة والحكمة في هذا الزمان حفظه الله، إلا أنها في هذه المرحلة ستكتسي بطابع الحكمة والرؤية العميقة والبعيدة والحرة التي تقف حيث المصلحة في التوقف وتنطلق حيث المصلحة في الانطلاق، ولا تعرف للخوف طعما ولا للغواية طريقا…تقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت بغض النظر عن المحسن أو المسيء…

هذا بعض ما تيسر لي تدوينه من النبوغ الذي نسأل الله تعالى أن يوفق إلى تحقيقه، وأن يجعل يوم الاتحاد خيرا من أمسه وغده خيرا من يومه، وأن يجزي خيرا مؤسسه وإمامه خير ما جزى داعيا إلى الخير عن دعوته، ومعلما عن تعليمه ومصلحا عن إصلاحه، وأن يوفق شيخنا العلامة أحمد الريسوني ومن معه من العلماء في تحمله لهذه المسؤولية وأن يكون له وليا ونصيرا…

إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. لا أرى ما كتبت صوابا وفيه من الإطراء شيء كثير وفي الاتحاد من العلماء السودانيين والموريطانيين وغيرهم من هو أعلم وأفقه بكثير من الأخ الريسوني _حفظة ومفسرين وفرضيين وأصوليينومفتين و,,,,ومعظمين للسنة بخلاف الريسوني فإنه يطعن في كثير من الأحاديث التي لم يهتد إلى فقهها فيردها بقواعد أصولية ومعارضات أجاب عنها العلماء قديما وحديثا وكذلك يصرح ببعض التصريحات في قضايا الواقع يخالف فيها أمة من العلماء هم أعلم منه وأفقه وكما كان صريحا وتمنى إسقاط حكومة مرسي لأنه لا يحكم أتمنى أن يتخلى عن هذا المنصب لأفقه منه مثل +عبد الحي يوسف أو الشيخ الددو وغيرهم كثير حفاظا على تماسك هذا الاتحاد وتجنبا لانقسامه

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M