إضاءات منجية في خضم معارك منهجية
هوية بريس – د. رشيد بنكيران
1- التمذهب هو التزام مذهب مجتهد مطلق – كالإمام مالك مثلا – في أصوله وفروعه وتخريج المسائل على أصول ذلك الإمام.
ويمكن أن نقول هو اتباع طريقة معينة مؤصلة في استنباط الأحكام الفرعية من أدلتها التفصيلة لدى إمام مطلق كالشافعي.
وهذا يعني أن التمذهب لا يكون من طرف العوام، وإنما يتأتى للعلماء، ومن كان في حكم طبقتهم.
والتمذهب بالمعنى المذكور درج عليه كبار علماء الأمة دون نكير، ولم يمنعهم ذلك من أن تكون لهم اختيارات في مسائل معينة، ولا ينكر التمذهب إلا مكابر أو جاهل أو ثرثار معثار.
2- التقليد هو التزام العامي قول مجتهد مطلق أو عالم دون معرفة دليله، وهو واجب على العامي ولا خيرة له إلا ذلك. وهو مأجور بأجر من قلد من أهل العلم، وإذا قلد غيرَ العالم فهو مأزور وأورد نفسه المهالك.
3- التعصب هو اتباع قول مجتهد مطلق أو عالم مع التيقن من خطئه وإلزام الأمة بذلك، فهذا تعصب مذموم، نعوذ بالله منه.
والعامي في تقليده المشروع لا يوصف بالتعصب؛ لأنه لا قِبَلَ له بالتمييز بين الأدلة التفصيلية ومعرفة صوابها من خطئها. وكذلك العامي لا يطالب بالتمذهب لأن التمذهب درجة أعلى من مستواه، فهو لا يستطيع ذلك.
وإذا كان لي من نصيحة لطلبة العلم فأقول: إياكم والتعصب، وإياكم أن تمنعوا أو تعيقوا العوام من تقليد الأئمة.