الدول العَلمــانية والإعتداء الجنسيّ على الأطفــال

25 سبتمبر 2020 20:40

هوية بريس – حمزة الهيشو

يعتقد كثير من عَلمانيــي العرب، أن مشكلة الاعتداء الجنسي واغتصاب الأطفال مقرونة بالدول ذات الطابع الديني في حكمها، أو مقرونة بالموروث الثقافي والكبت المجتمعي الذي يشكله تباعد الجنسين، في حين أن هذه القضية توجد أضعاف ذلك في بلاد الديموقراطية والحرية -حسب زعمهم-، والتي أبعدت الدين عن نظامها السياسي بالكلية.

إن موضوع الاعتداء الجنسي على الأطفال أو التحرش بالفتيات لم يخلُ منه مجتمع أو بلد، ولا سيما عند البحث والنظر نجد أن هذا الأمر يَكثُر في البلدان العَلمانية ويقِل أكثر في البلدان الدينية وبالخصوص المجتمعات الإسلامية.

إحصاءات

سنورد في هذا المقال مجموعة من الإحصاءات الغربية الموثوقة، التي تبرز حجم المعاناة التي يعرفها الطفل الغربي جراء الاعتداء الجنسي الذي يتعرض له.

أمريكا: حيث بلد الحريات والديموقراطية، تشير الإحصاءات إلى وجود 320 ألف ضحية اعتداء جنسي أو تحرش كل سنة، 15% منهم بين سن 2 و 17 من العمر، ويعتبر 34% من هؤلاء المتحرشين من عائلة الطفل.
كما تجدر الإشارة إلى أن 83% من حالات الاغتصاب في أمريكا لا يتم الإبلاغ عنها إلى الشرطة، في حين أن جريمة الاغتصاب في أمريكا تكلف الدولة أكثر من أي جريمة أخرى، والتي تصل إلى 127 مليار دولار سنويا، في حين أن تكاليف جرائم القتل تكلف من ميزانية الدولة 71 مليار دولار فقط !!.

أوروبا: حيث الحياة تُعتبر فيها عبارة عن جنة عند البعض، ففي 2012 احتلت دولة السويد أكبر معدل اغتصاب في العالم، بمعدل 66.5 حالة من كل مليون نسمة سكانية، وفي فنلندا تم التحرش بـ 51% من الفتيات قبل سن الخامسة عشر، وإستونيا 48%، فرنسا 44%، لوكسمبورغ 43%.

كندا: حلم الهجرة عند الشباب العربي، تعاني هي الأخرى من البيدوفيليا، فقد تم الإبلاغ عن 553 ألف حالة اعتداء جنسي سنة 2014 وحدها، 71% من هؤلاء هم بين الـ15 و الـ24 من العمر !!.
كما تجدر الإشارة إلى أن 6% فقط! من حالات الاعتداء يتم الإبلاغ عنها إلى الشرطة.

إذن ما السبب في ذلك؟

يرجع الكثير من الباحثين سبب تزايد الاعتداء الجنسي على الأطفال بمسببات خارجية، ويزداد أكثر مع انتشار وسائل الإعلام المختلفة.

الصورة الجنسية والعنف

أكدت بعض التجارب أن أولئك المشاركين فيها والذين هيجوهم عن قصد، بحيث عرضوا عليهم موادا صُحفية فاضحة جنسيا، كانوا ميالين أكثر إلى الثأر من المسيئين إليهم في الحياة.

وبعبارة أخرى إن مشاهدة المواد المهيجة ذات المضمون الجنسي تزيد من عدوانية الفرد كقاعدة، ويمكن أن تسمى هذه العملية “نقل الهيجان”، حسب عدة تجارب أجراها الدكتور زيلمان وصديقه ج. برايانت، والذين شرحوا علاقة المواد الإباحية في تهييج العدوانية عند الأشخاص.

ألعاب وأفلام الرعب والعنف

لقد أصبح العنف والرعب عبر وسائل الإعلام من أفلام وألعاب أمرا عاديا عند كثير من الناس، رغم خطورة الأمر ومضاعفاته السيئة على الفرد، مما جعل الناس تطبع وتألف هذا النوع من الأعمال، والإقبال عليه بشغف غير عادي، متناسين ما قد يجلب عليهم من أعراض نفسية خطيرة مستقبلا.

في الغالب هذه الأعمال تتسم بمشاهد مروعة، من قتل وضرب بشتى الأنواع ومختلف الوسائل، والتي تشمئز منها النفوس السليمة، كما تتسم بالعديد من مشاهد الاعتداء على الأطفال والنساء، والابتزاز الجنسي تجاههم.

مما يطرح سؤالا، حول إمكانية وجود علاقة للاعتداء الجنسي والأفلام وألعاب الرعب؟

تشير الدراسات العلمية إلى أن هذا ممكن جدا، فخلال واحدة من هذه الدراسات تم الكشف عن أن المساجين المحكوم عليهم بسبب الاغتصاب قد شعروا بتهيج جنسي عند مشاهدتهم موادا جنسية بالاتفاق، وكذلك مشاهد العنف الجنسي.

حلول وخاتمة

مما سبق من معطيات، يمكن القول بكل ثقة، أن الحل الجذري لمواجهة الاعتداء الجنسي بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص، هو عن طريق التوعية، وإبراز خطورة هذه الوسائل الخطيرة والمهيجة للجنس والعنف، من أفلام وألعاب وبرامج تلفزية وغيرها.

وعلى الإعلام الهادف ولا سيما الرسمي منه الثِّقل الكبير في التصدي لهذه الوسائل، وإيصال الوعي إلى أفراد المجتمع، ولا سيما أن الإعلام الرسمي لكل بلد، يكُن محط تأثير على الناس، كما يجب أن تساهم الحكومات في هذا العمل التوعوي والأخذ بمجموعة من الإجراءات الوقائية لحفظ المجتمع من هذا الانحراف الخطير، عن طريق كبح منابع انتشار هذه المواد وحجبها عن المواطنين.

وأخيرا إن الحالة المجتمعية في البلاد الإسلامية، لا زالت لم تصل إلى تلك الحالة السيئة لدى المجتمعات ذات الطابع العَلماني، (ونستثني هنا بعض الدول كمصر وباكستان)، وعلى هذه الدول أن تجتهد أكثر في تطبيق العقوبات الشرعية، والتي كانت صمام أمان لقرون عديدة.

 

المصادر

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. جزاك الله خيرا على هذا المقال الجميل، ولو كنت أشرت لدولة هولندا وريادتها في الاعتداء الجنسي بالأطفال لكنت موفقا أكثر، فأمر هذه الدولة غريب مع التحرش بالأطفال ولا يغرب لو قلت لك أن من ضمن أحزابها السياسية حزب يدعو في برنامجه الحزبي لحرية الاستغلال الجنسي للاطفال وهو حزب PNVD وهناك كتاب يشيع تداوله هناك وهو كتاب هولندي كتب عن كيفية التحرش السلمي والآمن بالأطفال دون متابعات قضائية يسمى دليل بيدو، ولكن للأسف صحافتنا لا تعرف هذه الأمور فقط تتبع المحاضر والكتاتيب القرآنية التي عرفت بالطهر والعفاف

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M