المستشار الملكي عباس الجراري.. خطيب في المسجد (مذكرات)

26 يناير 2024 15:54
مستشار ملكي يرقد في غرفة الإنعاش

هوية بريس-متابعات

كتب المستشار الملكي، عباس الجراري، الذي وافته المنية، رحمه الله، الأحد الماضي، في مذكراته، يقول “يكفيني أن أكون – على رأي الإمام الشافعي – ممن يحب الصالحين وليس منهم، وممن قال عنهم الإمام أحمد في تعقيبه: «رفيق القوم يلحق بالجماعة». مهما يكن فإن هذا التوجه أو بالأحرى حب ذلك الحب» كان عندي نبراسا يضيء لي الطريق، ويفتح لي آفاق المستقبل، ويساعدني على بلورة الرؤية التي كانت تحفزني إلى نمط من السلوك يتجاوز مجرد التبسط في العلاقة مع عموم الناس وخفض الجناح لهم، ولكن يجعلني أتخذ مواقف علمية وإدارية وسياسية قد يستغرب لها غيري، كالاعتذار عن عدم قبول مناصب كان آخرون يسعون إليها بمختلف الوسائل”.

وأضاف المرحوم قائلا، ضمن مذكراته التي نشرت أسبوعية الأيام مقتطفات منها “وفي إطار هذه الرؤية كنت خططت لمشروع علمي، بدأت وضع لبناته التنفيذية الأولى منذ قدمت استقالتي من العمل الدبلوماسي وانتقلت إلى التدريس الجامعي، بكل ما كان لذلك من عواقب كانت في غالبها تبدو لغيري «غبنا» ودون ما أستحق”.

واسترسل الجيراري رحمه الله “وقد بينت في مبحث مسيرتي الوظيفية كيف كانت . أولى في هذه المسيرة أتاحت لي التفرغ الإقامة مشروعي وبنائه. ولم يلبث ذلك الشعور «الغيري» أن تضخم بعد أن أسند إلى جلالة الحسن الثاني طيب الله ثراه . بإلحاح منه وتكرر اعتذاري له – مهمة ـل الخطابة في مسجد للا سكينة في أول افتتاحه؛ إذ تردد يومئذ في مختلف الأوساط، ولا سيما بين زملاء الجامعة وغيرهم من المثقفين أن غاية ما وصلته في جهادي العلمي وتجربتي الطويلة في الحياة، أن سلمني جلالته عصا أقف بها على منبر جامع كما هو في الظاهر”.

وأورد الفقيد في مذكراته “والحقيقة التي أدركتها وأدركها لا شك غيري، أن ما كان يقصده جلالته بحكمته وتبصره هو تقديم صورة رائدة لعمل إسلامي متسم بالجد والجدة والاعتدال وقادر على مواجهة الغلو والتطرف بعلم ومعرفة وإقناع وهو ما كان سيأخذ أبعادا استراتيجية أخرى في عهد جلالة الملك سيدي محمد السادس حفظه الله، لولا ما صادف من مواقف مضادة اضطرتني إلى الانسحاب من الخطبة ومن رئاسة المجلس العلمي للرباط والأقاليم المجاورة، مما سأفصل القول عنه في مكانه إن شاء الله”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M