بنسالم حميش: “الشرعية الدولية” تنبني على منطق القوة والأمر الواقع

29 مايو 2023 12:38

هوية بريس- متابعة

قال المفكر المغربي، بنسالم حميش  “مأساة العرب المستعرة: ويكفي هنا استذكار تاريخ هذه القضية في حَرَم هيئة الأمم المتحدة حتى نرى بالعين المجردة كيف تنبني “الشرعية الدولية” على منطق القوة والأمر الواقع من جهة وعلى ازدواجية المكاييل والمقاييس من جهة ثانية. فقبيل إنشاء دولة إسرائيل على ذكريات توراتية وبالغصب والإرهاب، كان القرار الأممي 181 (29 نوفمبر 1947) قد تبنى مشروع تقسيم فلسطين، الخاضعة إذ ذاك للانتداب البريطاني، إلى دولتين: واحدة يهودية والأخرى فلسطينية (أرض هذه الثانية هي الجليل الأعلى والضفة الغربية والقدس بشطريها وغزة)”.

وأضاف حميش في مقال حديث “أما اليوم فقد ذهب ذلك القرار أدراج الرياح، وخلفه القرار 242 الذي لا يتحدث إلاّ عن ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في حرب يونيو 1967. فصار أفق التحركات السياسية كلها لفض “النزاع العربي ـ الإسرائيلي” محدوداً بهذا القرار الأخير ولا شيء غيره، وإن تغيّرت أرقامه إلى 338 غداة حرب أكتوبر 1973، بل لقد تناقص مضمونه حول وضع مدينة القدس في اتفاقية أوسلو (13 سبتمبر 1993)، التي أعلن شارون مراراً أنها أصبحت لاغية، إلخ”.

وزاد المتحدث ذاته “ورغم فظاعة الحيف التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني فإن “الشرعية الدولية” ظلت عاجزة عن تطبيق حتى قراراتها الدنيا المستصدرة منذ ما يزيد على ثلاثة عقود، وظل الفلسطينيون على مرّ السنين وتناوب حزبي الليكود والعمل يعانون من تبعات ذلك العجز الفادح في حياتهم وأرواحهم وأراضيهم.. وبالتالي فإن أمريكا اليوم أضحت في أمس الحاجة إلى إعادة النظر الجذرية في سياستها الشرق أوسطية، القائمة منذ أزيد من نصف قرن على تحيز مطلق لدولة إسرائيل وسوء تقدير متواتر للقضية الفلسطينية، وكذلك لرمزية مدينة القدس الدينية والتاريخية في وجدان كل المسلمين”. موضحا “وإن تلك السياسة قد تأدت بالجمهوريين والديمقراطيين معاً إلى خدمة الدولة الإسرائيلية منذ نشأتها بشتى أنواع الدعم بما فيها استعمال حق النقض الأمريكي ثلاثين مرة من 1948 إلى اليوم، حتى باتت إسرائيل كأنها عضو سري ضمن أعضاء هذا المجلس الدائمين، بل الولاية الأمريكية الواحدة والخمسين”.

وأكد حميش “والواقع أن هذه العلاقة العضوية بين الدولتين هي التي تسوّد صورة القوة العظمى في العالم العربي والإسلامي، مع أن لهذه الأخيرة القدرة على ردع ربيبتها وترشيدها، كما فعلت ذلك في فترات زمنية متباعدة: 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر في ولاية أيزنهاور؛ 1981: حؤول إدارة ريغان دون دخول الجيش الإسرائيلي إلى بيروت؛ 1991 منع إدارة بوش الأب إسرائيل من الرد على صواريخ سكود العراقية..”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M