تغيرت شوارع أكادير.. فهل يتغير سلوك السائقين؟

03 أبريل 2023 18:15

هوية بريس – سعيد الغماز

تشهد مدينة أكادير تغييرات كبيرة في الشوارع والطرقات. فبعد أن تقدمت الأشغال بشكل ملحوظ، بدأت معالم العديد من الشوارع تتضح وتبرز حلتها الجديدة. سوف لن أتحدث عن كيفية إنجاز الأشغال، فقد كُتب الشيء الكثير عن هذا الموضوع ولن أستطيع التعبير عن الرداءة المصاحبة لتلك الأشغال أكثر من المعاناة اليومية للسائقين، وما تقف عليه الساكنة بأم أعينها وتجد نفسها مضطرة للتعايش معه. لكنني رغم ذلك، سأضم صوتي لكل محب لمدينة الانبعاث ولكل عاشق لأكادير، وسأتمسك معهم بالأمل في رؤية مدينة بحلة جديدة وجيدة بعد انتهاء الأشغال. وسأظل متفائلا معهم لأحلم بالعيش في مدينة تحمل مواصفات المدن الكبرى في المملكة الشريفة.

تحتل تهيئة الشوارع والطرقات نسبة كبيرة في الأشغال التي تعرفها مدينة الانبعاث. كما أن الممر الخاص بالحافلات العالية الجودة “أمل واي”، غيَّر بشكل كبير طريقة الجولان في المدينة وخلق واقعا جديدا يحتاج إلى سلوك جديد لدى السائقين وعقلية جديدة يجب أن تقطع مع سلوكيات قديمة.

إن أول سلوك يجب أن يتغير لدى أصحاب السيارات هو العقلية التي تحكم التوقف المؤقت وركن السيارات. الحلة الجديدة التي تعرفها شوارع المدينة لا تتناسب مع التوقف في الممر الثاني (deuxième position) السائد بشكل اعتيادي وكأنه من حقوق السائقين في ظل عدم إعمال المخالفات الزجرية من قبل رجال الأمن للحد من هذه الخروقات القانونية. فكل صاحب سيارة يبحث عن توقيف سيارته بجانب المحل الذي يقصده ولو كان الغرض شراء سيجارة أو ربطة نعناع.

أما في أوقات الصلاة خاصة صلاة الظهر والعصر، فبعض السائقين يركنون سيارتهم بجانب المسجد “كيف ما جاب الله” بدعوى أداء فريضة الصلاة، علما أنه يُقبِل على ربه وقد ارتكب جُرما في حق إخوته بعرقلة السير وقطع الطريق على الراجلين. كما أن أول درس نتعلمه من الصلاة هو عدم إيذاء الآخرين.

الحلة الجديدة لشوارع أكادير تقضي بركن السيارة في الممرات الخاصة وقد يتطلب الأمر الابتعاد عن المكان المقصود بعشرات الأمتار. ولم يعد هناك مجال لتوقيف السيارة بالقرب من المحل المقصود “صْحَّة” لأن الشوارع الجديدة لا تحتمل تلك العقلية القديمة. وركن السيارة في المكان المخصص لها ولو ابتعد المرء بمئات الأمتار فيه فوائد صحية بممارسة المشي نحو المكان المقصود بعد فترة من الجلوس في مقعد السيارة، ويعكس سلوكا حضاريا باحترام القانون، وفيه ممارسة دينية تتجلى في تفادي إيذاء الآخرين وفي ذلك أجر في الآخرة.

السلوك الآخر الذي يجب أن يتغير لدى السائقين هو تفادي استعمال السيارة الخاصة، وتعويضها باستعمال الحافلات العمومية ما دمنا نتحدث عن حافلات عالية الجودة تناسب جميع شرائح المجتمع الأكاديري. وهو أمر يتطلب التشبع بثقافة الحفاظ على البيئة والمساهمة في تخفيف الاكتظاظ في شوارع المدينة.

وأخيرا يجب على جميع السائقين أن يتحلوا بالسلوك الحضاري القاضي بإعطاء الأولوية للراجلين في الممرات الخاصة بهم والابتعاد عن عقلية السائق الذي يعتبر الشارع مُلكا خاصا بالسيارات، ولا يكترث لا بالراجلين ولا بأصحاب الدراجات، لأنها عقلية لا تتناسب مع الحلة الجديدة لشوارع المدينة.

في الأخير نقول إن ثلة من السائقين سيغيرون سلوكهم لتتناسب مع الطرقات الجديدة التي تتطلب طريقة حداثية في الجولان. لكن ستبقى فئة أخرى من السائقين تتصرف في الطرقات بالعقلية القديمة، وهو ما يتطلب من رجال الأمن التدخل لإعمال القانون. إن أول شيء ينبغي محاربته بالمخالفات الزجرية هو التوقف في الممر الثاني وفي الممرات الممنوعة. إنها الطريقة المثالية لإنجاح الجولان في الشوارع الجديدة إن كنا نريد الاستفادة القصوى من مشاريع التأهيل الحضري الذي تشهدها مدينتنا.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M