دة.صفية الودغيري: تألمنا كثيرا.. وتأملنا كثيرا..

06 فبراير 2022 01:02

هوية بريس – دة.صفية الودغيري

أن تخرج حبيبنا وفلذة كبدنا ريان سالما من محنتك الشديدة ..

وعشنا أياما عصيبة، وقلوبنا وأفئدتنا معلقة معك، وألسنتنا لا تفتر تلهج بالدعاء لك، ورجاؤنا في الله عظيم، أن تنجو من ذاك الضيق وذاك الظلام وذاك الجب العميق، وتخرج من أزمتك لتبصر نور الحياة من جديد، ولكن قدر الله وما شاء فعل، وحكمته أبلغ من مدارك عقولنا وتصوراتنا، وآمالنا وما كنا نرجوه وننتظره ..

فرضينا يارب بحكمك وعدلك، ورضينا بما قسمت لنا وما أردت وشئت، ورضينا بما قدرت علينا، ولا نقول إلا رضينا وما يرضيك عنا .

وإنّني .. في ليلتي هذه، وساعتي هذه ..

لا أجد حروفًا أواسي بها نفسي، أو اواسي بها أم #ريان ووالده، فمصابهما أعظم من أن تضمِّد جروحه وتجبر كسره الأقلام، أو تخفف ألمه ووجعه، أو توقف نزفه وتطفئ ناره الحروف أو الكلمات ..

ولكن قلوبنا جميعًا سواء داخل المغرب أو خارجه قد اتَّحدت وتماسكت كالبنيان المرصوص يشدًّ بعضه بعضًا ..

وأصبحنا جسداً واحداً وروحًا واحدة، وأصبحنا لسانًا واحدًا يدعو الله تعالى وبستغيث برحمته، وصرنا قلبًا ونبضًا واحدًا، وصفًّا واحدًا قد ألف وحدته وجمع شتاته حبّ هذا الطفل الصغير، الذي قسم الله له أن تنتهي حياته بعد خمسة أيام وعمره خمسة اعوام، كما البرعم الصغير يذبل قبل أن تتفتح أوراقه ويزهر فصله الرَّبيع ويخضرَّ غصنه الرَّطيب، وقبل أن يشتدَّ ساعدُه وعُوده النّضر..

ولكنّه خلَّد تاريخا مجيدًا كما تخلّده الرجال والأبطال والفرسان والعظماء، وسيظلّ محفورًا في قلوبنا، ومزروعًا في وجداننا، ووشمًا متقوشًا لا ينمحي من ذاكرتنا، وذاكرة الأمة، وذاكرة الشعوب الأخرى على اختلاف دياناتها ومعتقداتها، وتعدُّد لغاتها وأجناسها ..

وسيظلّ فراقه يحمل الكثير والكثير من الدُّروس والعبر، ويحمل وقفاتٍ وتأمُّلاتٍ وبصائر ساطعاتٍ مشرقاتٍ لا أجد – في ساعتي هذه – قلما يسعفني أو يؤازرني لأعبِّر عنها وأسهب في شأنها، ولا المقام يسمح بالخوض في موضوعها ..

ولا أملك إلا كلمات ثَكْلى أعزّي بها أسرة #ريان، وأعزّي بها الشعب المغربي وجميع الشّعوب قاطبة في وفاة حبيبنا وفلذة كبدنا #ريان ..

ولا أملك إلا دموعا سخيَّة أسكبها، ولا تطفئ جمر ألمي، ولا تخفّف حزني وكمدي ..

ولا أملك إلا الصَّبر الجميل والدّعاء له :

فاللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك أنت خلقته، وأنت أمتَّه وأنت تحييه وتبعثه، اللهم اجعله ذخرًا لوالديه، وشفيعًا لهما وذخراً، وفرطًا وأجرًا، اللهم ثقل به موازينهما، وأعظم به أجورهما، واربط على قلبهما، وارزقهما الثّبات والصبر الجميل، ولا تفتنهما بعده ..

ولله ما أخذ ولله ما أعطى وكلّ شيء عنده مسمى، وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M