د.بنكيران يكتب: بين الهجوم والدفاع عن التشريعات الإسلامية الباقية
هوية بريس – د.رشيد بنكيران
يشتغل الحداثي المتعلمن بطريقة الهجوم على التشريعات الإسلامية الباقية.
أما المسلم المحافظ -كما يحب الحداثي إطلاق هذا اللقب عليه- فيشتغل بطريقة الدفاع على ما تبقى من التشريعات الإسلامية.
والمنطق يقضي أن من يهاجم ينشد الفوز، ومن يدافع يبحث عن بقاء الحال على ما كان، أي يبحث عن التعادل فقط.
هذا التعادل الذي أصبح يراه المسلم في حد ذاته فوزا، مع أن الحقيقة تشير إلى تنازلات تلو التنازلات يعرفها واقع التشريع في كل نزال بين الحداثيين والمسلمين؛ ذهبت ولاية الأب أو الوالي في عقد النكاح في أدراج خبر كان، أصبح الطلاق بيد المرأة من خلال مسطرة التطليق وإهمال مقصود مقنن للخلع..، أصبح الحق فيما يسمى بالخيانة الزوجية لأحد الزوجين وأسقط حق الله تعالى…
هل هي فقط مسألة وقت ويبسط الحداثي رؤيته كاملة على التشريعات للشأن العام!؟
إذا استمرت إدارة المعركة بين الفريقين بالطريقة الآنف الذكر فإن صوت العقل والتاريخ يشهدان لصالح الحداثي للأسف، فلا بد من تغيير إدارة المعركة، والتفكير في الهجوم بدل الدفاع، أو اختيار أسلوب يمكن صاحبه من الأخذ بزمام المبادرة ويكون مهاجما لا مدافعا فقط.