شريحة إيلون ماسك للأدمغة.. بين الشك وفشل التجارب الفعلية

01 ديسمبر 2022 19:25

هوية بريس – وكالات

تخطط شركة نيورالينك التي يمتلكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك لوضع غرسات بحجم العملة المعدنية في أدمغة البشر في غضون ستة أشهر بهدف السماح للعقل البشري بالتحكم في الأجهزة الإلكترونية المعقدة، ومساعدة الأشخاص المصابين بالشلل باستعادة الوظيفة الحركية واستعادة الرؤية لفاقدي الإبصار وعلاج أمراض الدماغ الأخرى.

وبحسب ما نشره موقع FirstPost، يقوم ماسك، الذي يتولى إدارة شركة نيورالينك إلى جانب شركة تسلا لتصنيع السيارات الكهربائية وشركة الصواريخ SpaceX ومنصة التواصل الاجتماعي تويتر، بالترويج لمشاريع تثير جدلاً في الكثير من الأوساط، مثل استعمار المريخ وإنقاذ البشرية.

ودشن ماسك شركة نيورالينك في عام 2016 وأعلن حينها عن هدفه وهو، وفقاً لما نقلته صحيفة The Business Times، عبارة عن جهاز صغير وأسلاك بها قطب كهربائي، من المفترض أن يتم زرعها في الدماغ، جنباً إلى جنب مع حاسوب يتواصل مع الشريحة داخل جمجمة شخص ما.

الهدف من هذا الجهاز هو السماح لشخص يعاني من انعدام القدرة على الحركة، مثل من يصاب بالتصلب الجانبي الضموري ALS أو بالآثار اللاحقة للسكتة الدماغية، بالتواصل عبر أفكاره. وتقوم هذه الشريحة الدماغية بترجمة النشاط العصبي إلى بيانات يمكن تفسيرها بواسطة الكمبيوتر.

دمج الدماغ البشري بالذكاء الاصطناعي
إلا أن ماسك سبق أن تطرق أيضاً إلى فكرة دمج الدماغ البشري بالذكاء الاصطناعي، فوفقاً لـBusiness Insider، قال ماسك في عام 2019 إن هذه الشريحة “تهدف إلى معالجة المخاطر الوجودية المرتبطة بالذكاء الرقمي الخارق”، مضيفاً أن الإنسان لن يكون قادراً على أن “يكون أكثر ذكاءً من الحواسيب الرقمية العملاقة، لذلك، إذا لم يتمكن من التغلب عليها، فينبغي الانضمام إليها”.

This video grab made from the online Neuralink livestream shows a drawing of the different steps of the implantation of a Neuralink device seen during a presentation on August 28, 2020. Futurist entrepreneur Elon Musk late August 28 demonstrated progress made by his Neuralink startup in meshing brains with computers, saying the work is vital to the future of humanity. / AFP / Neuralink / - / RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT AFP PHOTO / NEURALINK  - NO MARKETING - NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS

وتسعى شركة نيورالينك، ومقرها في منطقة سان فرانسيسكو وأوستن بتكساس، والتي أجرت في السنوات الأخيرة اختبارات على الحيوانات، للحصول على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA لبدء التجارب السريرية على البشر. وقد قال ماسك، في حديثه إلى حشد من المدعوين المختارين في عرض تقديمي في المقر الرئيسي لشركة نيورالينك استمر قرابة ثلاث ساعات، إنه يجب الحذر للغاية والتأكد من أن الجهاز الجديد “سيعمل بشكل جيد قبل وضعه في الإنسان”.

وقال ماسك إن أول تطبيقين عند البشر يستهدفهما جهاز نيورالينك سيكونان في استعادة البصر وتمكين حركة العضلات لدى الأشخاص الذين لا يستطيعون القيام بذلك. وقال: “حتى لو لم يكن لدى شخص ما بصر على الإطلاق، كما لو ولد أعمى، نعتقد أنه لا يزال بإمكانه استعادة الرؤية”.

تأخيرات متكررة
وتم التخطيط للإعلان عن الخطوة الجديدة في حدث كان مقرراً له أن ينعقد في 31 أكتوبر، لكن ماسك قام بتأجيله قبل أيام فقط من انعقاده دون إبداء الأسباب. وعلى الرغم من وعود ماسك، فإن نيورالينك لديها تاريخ في التخلف عن الجدول الزمني. فقد سبق أن قال ماسك في عرض تقديمي عام 2019 إنه يهدف إلى الحصول على موافقة الجهات التنظيمية بحلول نهاية عام 2020. ثم قال في مؤتمر في أواخر عام 2021 إنه يأمل في بدء التجارب البشرية هذا العام.

وأفاد موظفون حاليون وسابقون في شركة نيورالينك بأن الشركة تأخرت مراراً عن المواعيد النهائية الداخلية للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لبدء التجارب البشرية، مما دفع ماسك إلى أن يتحدث مع شركة منافسة هي Synchron في وقت سابق من هذا العام بشأن استثمار محتمل بعد أن أعرب عن إحباطه لموظفي نيورالينك بشأن تقدمهم البطيء، حسبما أفادت وكالة “رويترز” للأنباء في أغسطس.

الخلافات حول التجارب
أيضاً كانت هناك خلافات بشأن تجارب شركة نيورالينك على القرود. فقد شهد آخر عرض علني لشركة نيورالينك، منذ أكثر من عام، ظهور قرد بشريحة دماغية حيث قام بممارسة لعبة كمبيوتر من خلال التفكير بمفرده.

لكن مجموعة من الأطباء تقول إن هذا العرض لا يروي القصة كاملة، فبحسب ما نشره موقع Yahoo Finance، رفعت” لجنة الأطباء الأميركية للطب المسؤول” دعوى قضائية ضد جامعة كاليفورنيا، التي دخلت في شراكة مع نيورالينك، للحصول على تفاصيل التجربة. وأظهرت السجلات العامة، التي تم الحصول عليها، وجود ما تم وصفه بـ”تجارب قذرة” على حيوانات تسببت لها في التهابات مزمنة ونوبات صرع وشلل ونزيف داخلي وتدهور في الصحة النفسية قبل أن يتم قتلها في النهاية.

ماسك خلال عرض في 2020 لنيورالينك

وفي إحدى التجارب، قام الباحثون في نيورالينك بملء الثقوب في جماجم القرود بمادة لاصقة غير معتمدة، والتي تسربت إلى أدمغة الحيوانات. وأظهرت السجلات أن المادة اللاصقة في أحد القرود تسببت في نزيف بالمخ وقيء وشملت الآثار الجانبية الأخرى ظهور تقرحات مفتوحة في المريء.

وفي حادثة منفصلة، خضعت أنثى القرد “أنيمال”، التي تبلغ من العمر 10 سنوات، لعملية جراحية لمدة ست ساعات تم فيها حفر ثقوب في جمجمتها وزرع أقطاب كهربائية في دماغها. وتُظهر السجلات أن الغرسات أصيبت بالعدوى على الفور تقريباً و”تآكل الجلد”، وكانت القردة “تحك الغرسة اليسرى”. وحاول الباحثون تنظيف الجرح والشريحة، لكن لم يتمكنوا من إزالتها بالكامل، مما أودى بحياة “أنيمال” بعد أسبوع خلال إجراء جراحي آخر.

وفي هذا السياق قال رايان ميركلي، مدير “البحث العلمي” في “لجنة الأطباء الأميركية” إن ماسك هو مجرد “رجل استعراض يقدم وعوداً كبيرة بينما يخفي التفاصيل المروعة عن الجمهور. نحن نسحب الستارة عنه”.

تشكيك الخبراء
ولا يزال الخبراء متشككين بشأن هذه الشريحة، لا سيما بشأن ادعاءات ماسك الأكثر غرابة مثل السماح للناس بقراءة أفكار الآخرين وحفظ الذكريات وإعادة عرضها واستدعاء سياراتهم عبر الأفكار – والتي تبدو أقرب إلى الخيال العلمي منها إلى العلم الفعلي.

وفي هذا السياق، قال أندرو جاكسون، أستاذ علم الأعصاب بجامعة نيوكاسل، في تصريح لموقع Business Insider في عام 2020: “لا أريد أن أقول إن هذا الأمر لن يحدث، لكنني أعتقد أن علم الأعصاب أكثر هشاشة. نحن لا نفهم الكثير حول كيفية عمل هذه العمليات في الدماغ”.

من جهته، سخر أستاذ آخر، هو أندرو هايرز، في تعليق نشره موقع Insider Musk، قال فيه إن مزاعم الاندماج مع الذكاء الاصطناعي هي المكان الذي ينطلق فيه ماسك إلى “أرض الخيال الطموحة”، حسب موقع “العربية.نت”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M