“علب الليل” تستأنف نشاطها قريبا.. لك الله يا مصاحف المساجد لا زلت مسجونة

12 نوفمبر 2021 09:51

هوية بريس – إبراهيم الطالب

الملاهي و”العُلب الليلية” ستستأنف نشاطها في إفساد الشعب، حيث الرقص الماجن والعناق الساخن والزنا الموبقة، والسكر المحرم بين المسلمين بنص الشرع والقانون، وذلك في نهاية نونبر الجاري، في حين لا تزال أغلب المساجد يمنع فيها المصلون من لمس المصاحف، ولا ترص فيها الصفوف ويمنع التقارب بين روادها في الصلاة، ولم تفتح بها إلى الآن أماكن الوضوء.

المقاهي عامرة بروادها وكذلك المطاعم، والجامعات والمدارس تغص بالتلاميذ يجلسون في الطاولات والمدرجات الكتف إلى الكتف، إلا المساجد مقهور عمّارها. فلا أدري أين السيد توفيق؟

هل يحتاج إذنا ملكيا ليفك الحصار عن المصاحف؟؟

لماذا لا يلغي ما اتخذه من قرارات قد يكون لها ما يسوغها في وقت ما، بخلاف اليوم حيث عادت الحياة الطبيعية في كل مناحي المجتمع المغربية؟؟

لماذا يصر على التضييق على بيوت الله وضيوف الرحمن؟؟

فإن كان السيد الوزير يجد حرجا في مراسلة القصر الملكي في مثل هذا الأمر الذي يضر أول ما يضر بإمارة المؤمنين، فإنه بالتأكيد لا يصلح لكي يدبر الشأن الديني للمغاربة.

الوضع اليوم مع وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد يحتمل مثل هذا الاستهتار، خصوصا في ما يتعلق بالأمن الروحي، فالكل صار يدرك سوء تدبير السيد الوزير للقطاع الذي هو مسؤول عنه أمام الله قبل كل أحد، فالمساجد فقدت حيويتها ودفأها مع هذه الإساءات المتكررة.

وحتى المنبر الشامخ في الإسلام لم يعد كما كان، أصبحت أعواده تستنكر ما يتلى فوقها من خطب عن التلقيح والرضاعة الطبيعية والسلامة الطرقية، فضلا عن الخطب في المناسبات الوطنية والتي “يدبجها” كتابها في الوزارة بأسلوب ممل كأنه نشرة أخبار في منتصف ليل ماطر كئيب، منزوعة الإحساس تجعل المصليين ينتظرون الصلاة ليخرجوا من حصة التعذيب؟؟

ألم يتابع السيد الوزير كيف جعل الخطباء الأبرياء المرتهنين لدى سعادته أضحوكة على وسائل التواصل الاجتماعي؟؟

فلماذا هذه الإساءة الممنهجة، وهذا التحييد المرفوض للدور الحيوي الذي ينبغي أن يلعبه المسجد في دولة إمارة المؤمنين، في دولة الشرفاء العلويين، دولة الأمجاد التي كان ملوكها وعلماؤها يذودون عن حياض الدين أن تنتهك، ويعمرون المساجد بالعلم والتوجيه والإرشاد ويجعلون منها قاعدة لكل إصلاح.

يا سعادة الوزير إن الله هو من سيسألك عن دينه ماذا عملت فيه، هل قصرت أم وفيت؟؟

نريد للمسجد أن يكون منارة للحيارى في صحراء العلمانية التي تنشرها المدارس ووسائل الإعلام، وفي مستنقع الرذيلة الذي تدير السباحة فيه وسائل الإعلام العمومي، حيث تزين الفواحش ما ظهر منها وما بطن وتزكي الفسوق والعصيان.

نريد للمسجد أن يسمع صوته في كل القضايا التي تهدد عقيدة أبنائنا، نريد للمسجد أن يكون قاعدة للإصلاح منها تنطلق جيوش الدعاة والمرشدين إلى المؤسسات التعليمية والمركبات السجنية، حتى تنزل معدلات الجريمة التي تجاوزت كل الحدود.

نريد لمن يدخل المسجد من الأساتذة والموظفين وأبناء الأمة، أن يسمعوا ما يجعلهم عبادا لله حقا.

نريد للمساجد أن تعمر بالدروس والمواعظ، حتى تتدنى معدلات الإجهاض والأبناء نتاج الزنا، والأمهات من زنا، وتنخفض معدلات شرب الخمور بين المسلمين واستهلاك المخدرات.

إن السيد وزير الأوقاف هو المسؤول عن تدبير الشأن الديني، وليس هناك في الوجود شأن ديني لا يشتمل على منظومة للأخلاق يحرص المسؤولون على نفاذها إلى كل القطاعات العمومية والخاصة، فالأخلاق قوام الدين وقاعدته، بل كل أحكام الشرع مرتبطة بها.

فهل للسيد وزير الأوقاف سياسة أخلاقية يروم تنزيلها بغية إحداث إصلاح إجتماعي لمواجهة الفساد وما تنتجه قطاعات اللذة المحرمة يوميا في ربوع المملكة؟؟

أليس هو الذي صدع رؤوسنا بالثوابت المغربية وعلى رأسها المذهب المالكي؟!

فهل المذهب المالكي يجيز الخمور والزنا والمخدرات والاختلاط والعري الفاحش وما يجري في العلب الليلية من متاجرة بالمرأة بل بالقاصرات، وما تحفل به الكبريهات والكازينوهات من الرقص والخنا والفجور والسكر والقمار؟؟

هل ما يجري في قاعات التدليك اليوم SPA موافق لما جرى به العمل الفاسي!؟

رحم الله علماء المغرب لقد بُحت حلوقهم وهم ينادون بالإصلاح الاجتماعي على أساس دين الإسلام، فقد كانت كل مؤتمراتهم توصي بمحاربة كل ما ذكرنا من الموبقات والفجور، وذلك في رابطة علماء المغرب، التي أفرغت من محتواها وأبطلت وظيفتها التي أُنشِئت من أجلها مباشرة بعد تولي سي توفيق زمام تدبير الشأن الديني.

والذي ينبغي أن يكون معلوما لدى السيد الوزير هو أن الإشباع الروحي والديني ضرورة بشرية، فإن لم تشبعها الدولة لدى شعبها بصدق وحق، فسيشبعها له غيرها بما يعود عليها بالوبال.

وأقبح ما يمكن أن يحصل لدولة بنيت على أساس ديني أن تفقد ثقة الناس في دورها في حماية ملة الشعب ودينه.

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M