قضية المناضل أحمد ويحمان والصمت العلماني

01 نوفمبر 2019 17:00

هوية بريس – محمد عوام

قد لا أكون مبالغا إن قلت إن الدكتور أحمد ويحمان من أكبر المناضلين من أجل القضية الفلسطينية وأكثرهم تتبعا دقيقا للنشاط الصهيوني بالمغرب توثيقا وتصنيفا واحتجاجا ولا أدل على ذلك من كتابه الأخير بعنوان “بيبيو الخراب” الذي أنفق فيه الرجل جهدا وترك لنا وثيقة تشهد بدون منازع عن تغلغل النشاط الصهيوني في المغرب.

بل إنه بطريقة أخرى يحمل الدولة كاملة بأجهزتها الأمنية مسؤولية هذا الخراب الذي يهدد كيان الدولة، أمنها واستقرارها فينبغي على كل مغربي أن يعرف للرجل قدره في هذا المجال، فلم تلن له عريكة بل هو صامد مجاهد يشرف المغرب والمغاربة.

غير أن الغريب أن رفاق الأمس من العلمانيين والحداثيين الذين طالما صدعوا الرؤوس بالصراخ والعويل من أجل حقوق الإنسان تخرس ألسنتهم ويتوارون عن الظهور الإعلامي من أجل نصرة د ويحمان، يصابون بالسكتة القلبية لا لشيء إلا أن الصهيونية مسألة مقدسة وحريم مصان لا تسمح للا فرنسا بنقده أو حتى الإشارة إليه بالبنان، كما لا تسمح بالتشكيك أو دراسة الهلوكوست فحاكمت من أجلها العالم الفرنسي روجي كارودي رحمه الله.
فالصمت العلماني المخزي أكبر دليل على التموقع في أحضان الصهيونية وحماتها الغربيين والتنكر لمبدأ حقوق الإنسان الذي لا يراه العلمانيون إلا فيما له علاقة بالسوأتين، ومحاربة الشريعة والانفصال عن هوية الأمة، لذلك لا نستغرب أن نجدهم يناصرون ضحايا «شرلي ابدو» والسائحتين اللتين قتلتا ظلما، ولا نجد لهم نفس المسلك مع د أحمد ويحمان.

فلم تعد القضية الفلسطينية ولا حتى القضايا الوطنية (مثل موقف عصيد من حرق العلم) تعنيهم، مثلما تعنيهم القضايا الغربية وتحديدا فرنسا فهم منها إن غوت غووا وإن رشدت يرشدون.
وقد ذكرني هذا الموقف العلماني الحداثي بما كنا نسمع في صغرنا مما كان يقال عن شدة ولع علي يعتة ورفاقه واليسار عموما بالاتحاد السوفياتي أنه إذا هطلت الأمطار في موسكو رفع يعتة ورفاقه المظلة في المغرب.
المهم عندي أنه سقطت منظومة حقوق الإنسان عند العلمانيين، وسقطت معها عندهم القضية الفلسطينية، وسيظل د ويحمان رمز النضال الشريف من أجل شرف المغرب من أن تطؤه وتدنسه قدم الصهاينة المجرمين وستفتخر به أجيال الأمة. وسيلحق العار والشنار كل خوان أثيم.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. يا سيدي الكريم ان سقوط منظومة حقوق الانسان عند العلمانيين متوقعة لكن المصيبة انها سبقتها سقوط منظومة حقوق الانسان عند الاسلاميين الذين طالما صدعوا رؤوسنا او بالاحرى صدعنا رؤوس الناس بها وها هو صمت العلماني سبقه صمت العثماني والرميد والخلفي ووووووو.
    ان المجازر الحقوقية التي ترتكب في ظل وجود حزب اسلامي اغلبي في الحكومة المغربية نقلتنا كإسلامينين من مرحلة الحرج الى مرحلة العجز عن التعبير !

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M