“مركز إرشاد للدراسات والتكوين”.. مركز جديد لنشر الوعي في مختلف مجالات المعرفة
هوية بريس – إبراهيم الوزاني
ازدانت الساحة المغربية العلمية والمعرفية بمركز جديد، اختار له القائمون عليه اسم “مركز إرشاد للدراسات والتكوين”، ويهتم بنشر الوعي في مختلف مجالات المعرفة، عبر وسائل التكوين المؤثرة، وطرق البحث المختلفة.
ولمزيد تعرف على المركز، ننظر ما جاء في المقال الافتتاحي لموقع المركز بقلم مديره العلمي الدكتور البشير عصام المراكشي:
“بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه.
ما زلت -منذ سنوات طويلة- أقلّب طرفي في قضايا الأمة، الصغيرة والكبيرة، الخاملة والشهيرة، المتيسرة والعسيرة؛ فلا يزيدني تعاقبُ الأيام إلا يقينا بأن الأمة تعيش أزمة وعي مستحكمة، اجتمع فيها ضعف العلم وضحالة الفكر، مع استسهال الخوض في المعضلات، ومناقشة المشكلات، بالفطير من الرأي، والقُلَّب من الفكر!
وتزيدني الأيام المتتالية، وما أشاهده فيها من عجائب الفهم، وغرائب النظر والاستدلال، يقينا بأن كثيرا من الأزمات كان بالإمكان تفاديها، لو أن جاهلا تعلّم، أو -على الأقل- لم يتعالم، فتأنى قبل أن يتكلم!
ثم إن السنوات الأخيرة -على الخصوص- عرفت أحداثا كبيرة في أمتنا، تزعزعت لها قناعات، ونُسفت فيها قطعيات، واضطربت لها منظومات فكرية..
بل يمكن القول: إن المقولات الفكرية الكبرى التي كانت تؤطر العاملين للإسلام، إلى زمن قريب، وصلت إلى مفترق طرق ولم تعد قادرة على الاستمرار في مهمتها التأطيرية.. وتجديدُها يحتاج إلى جهد فكري جبار، لم تتبين بعدُ معالم الخطوة الأولى فيه..
وفي مقابل ذلك: يواصل التغريب مسيرته التهديمية، ناشرا الإلحاد والتشكيك والنسبية..
ويواصل التجهيل تدفقَه في المدرسة والإعلام والشبكة العنكبوتية، وفي كل مكان..
وبين تغريب يطمس الهوية، وتجهيل يمحو القدرة على استعادتها، يضيّع أفراد الأمة بوصلتهم، فيتناثرون صرعى أمام آلة السوق الاستهلاكية المزمجرة، التي تتفنّن في إخضاعهم، مع تزيين الخضوع في أعينهم!
لقد صار أكثر شبابنا اليوم -وليس الكهولُ أفضل حالا- عاجزين عن فهم تراثهم، وإتقان لغتهم، والتبني الفكري الواعي لثقافتهم.
ولكنهم صاروا أيضا -في الغالب الأعمّ- عاجزين عن فهم ثقافة الغرب، فهما يتجاوز الانبهار السطحي بمظاهر التطور الحضاري، ومقارنتها بحالة الانحطاط الذي تعيش فيه دولهم.
وبين العجزَين، لا يبقى لهؤلاء المساكين إلا الانتساب إلى الفكرة الأكثر بريقا، والأقدر على تسويق نفسها في سوق التواصل والتأثير الإعلامي.
وبعد الانتساب، يأتي التخندق والتعصب، وألوان من الجهل المركب، وتشقيق الكلام في المناقشات والمناظرات، وذبح الأخوة الإسلامية على نصب الخصومات..
إن الصورة قاتمة حقا..
ولكن الحل مركب، كما أن الأسباب مركبة..
وفي الوقت الذي يكثر فيه النقد السلبي، الذي يهدم ولا يخطو أدنى خطوة نحو البناء، فإن المطلوب اليوم -وهو مطلوب في كل وقت- أن نعمل، ثم نعمل، ثم نعمل..
وإذا كان في مقدورنا أن نصلح أمورا صغيرة، تبدو لبعض الحالمين تافهة، فلن يمنعنا عجزُنا عن إصلاح ما هو أكبر شأنا، وأعظم خطرا، أن نسعى في فعل تلك الأمور الصغيرة التي نستطيع فعلها..
لأننا نعلم أن الله يحاسبنا على ما نستطيعه، لا على ما ليس في وسعنا..
ولأننا نعلم أن الصغير إذا أضيف إلى الصغير، أوشك أن يكون كبيرا، بفضل من الله ومنة..
وإذا كان من أعظم غاياتنا نشر العلم الشرعي، فلنبدأ ببث ما نستطيعه من ذلك (ولعل “أكاديمية الإمام الباجي” التابعة لمركز إرشاد للدراسات والتكوين، تكون لبنة في الصرح المطلوب تشييده).
وإذا كان منها أيضا نشر الفكر المنضبط، الذي يزيد في وعي الناس، ويقرّبهم من فهم الواقع ومعرفة الواجب فيه، فإن “المقالة” من أجلّ الوسائل الموصلة لتلك الغاية، ومن أعظمها نفعا.
لذلك، نهَد القائمون على “مركز إرشاد للدراسات والتكوين” إلى السعي نحو هذه الغاية الجليلة، ففتحوا هذا الركن الطيب، الذي تُنشر فيه المقالات النافعة، في مجالات مختلفة:
في تثبيت أصول الفكر الإسلامي الرصين؛ وتقرير النافع من الفكر الوافد؛ وفي مناهج طلب العلم الشرعي، وآدابه ومعالمه؛
وفي تقرير المباحث الشرعية (العقدية والفقهية والحديثية والأصولية وغيرها)، تجريدا وتدليلا، وتثبيتا ونقضا؛
وفي كشف شبهات الإلحاد واللادينية المعاصرة؛
وفي التصور الإسلامي للأسرة والمجتمع، والتحديات الفكرية والواقعية الحديثة؛
وفي محاسن اللغة العربية، وتحديات الواقع اللغوي المعاصر؛
وفي التزكية والتربية والأخلاق، وفق التصور الإسلامي والصحيح النافع من التصورات المعاصرة.
وفي غير ذلك، مما يعظم نفعه، ويصعب حصره.
فهذه نافذة مفتوحة، نمد فيها أيدينا لكل من يرى في نفسه الأهلية للكتابة في مجال المقالة، ونرحب من خلالها بكل مفيد أو مستفيد..
وليكن هذا المقال إذن خطوة أولى في مسار نرجوه طويلا مثمرا..
والله الموفق”.
وعند زيارة موقع المركز، نجد أيضا مقالة نشرت حديثا للأستاذة والأديبة والخبيرة في العلاقات الأسرية وصال تقة، تحت عنوان “وأتزوج النساء“، كتبت في مطلعه “#دعها تعنس
حراك اجتماعي جديد، وحملة من تلك الحملات التي أصبحت تسري مسرى النار في الهشيم في مواقع التواصل، فتلقى إقبالا واسعا من شريحة كبيرة من الشباب، قد تقاسموا نفس الهموم، وتواطئوا على تقديم الحلول، أو على الأقل تشاركوا التعبيرعن شجبهم وتنديدهم ورفضهم لظاهرة من الظواهر المجتمعية المستشرية في عالم ما يفتأ يتغير ويتحول وتنقلب موازينه”.
مقدمة رائعة
سأحاول أن أكةن سندا للشيخ ولو بالدعاء ولو استطعت ماديا ولو بقدر يسير