ملاحظات منهجية أولية على وضعية اختبار جهة مراكش..

06 يونيو 2023 08:10

هوية بريس – د.محمد بولوز

فهذه الوضعية التقويمية وما أثارته من جدل ونقاش تبين لأساتذة التربية الإسلامية وأطرها ومفتشيها، أمرا وجب أخذه بعين الاعتبار، وهو ضرورة الجدية أكثر والجودة والإحكام في أعمالنا التدريسية والتقويمية كلها وما يوجه منها الى العموم على الخصوص، ومنها المواضيع التي نساهم بها في الاختبارات الموحدة على صعيد المؤسسة او الاشهادية منها في مختلف المستويات التعليمية، ويضاعف من مسؤولية اللجنة المكلفة بالصياغة النهائية ومن يتولى رئاستها..

ثم نحتاط أكثر في التمييز بين الوضعية التعليمية التي يؤطرها الأستاذ المدرس حيث يكون التدارك والتصحيح للأفكار والتصورات والمواقف، وبين الوضعيات التقويمية التي يباشرها المتعلم وحده، والتي يمكن ان تدخل فيها أطراف أخرى على الخط، والتي قد تعطيها أبعادا ربما لم تخطر ببال من وضع الوضعية التقويمية…

وفائدة أخرى: تجنب التسرع في الحكم على النوايا، وخصوصا في مثل في هذه المواقف الحساسة التي تهم الرأي العام، فوضع الاختبارات إلى حد الآن وبحسب علمي لا يزال شأنا داخليا لمادة التربية الاسلامية بين أساتذة المادة ومؤطريها التربويين (المفتشين) بمختلف مستوياتهم المديرية والجهوية، وأقصى ما يحدث هو اجتهاد وتقدير، ويجب أن يتناول النقد والتحليل بروية وموضوعية وافتراض حسن النية في أطر المادة والذين لا يزال الخير غالبا فيهم.

ثم الانتباه أكثر لخصوصيات مادة التربية الإسلامية، فرغم ما حباها الله من مرونة وقدرة كبيرة على التكيف مع المستجدات والأفكار والرؤى التربوية المعاصرة سواء لما كانت موجة الأهداف والتدريس الهادف أو مع الكفايات والوضعيات المشكلة التعليمية منها والتقويمية وغيرها، وجب الاحتياط لطبيعة نصوصها الشرعية باعتبارها وحيا ربانيا ولعقيدتها التوحيدية وانتسابها لدين خاتم أكمله رب العالمين وارتضاه للإنس والجان الى قيام الساعة، ولا يقبل أبدا هيمنة عقيدة أخرى عليه بل هو المهيمن والحق والميزان، فلا نعرض أصولها وثوابتها للتشكيك وحتى مجرد المماثلة مع الفكر البشري ونقصه المعروف مهما تقدم وتطور..

وتبقى الوضعية المشكلة وسيلة لتثبيت أصولها ومبادئها وليس أبدا معولا لهدمها في نفوس ناشئة نعلم في معظمنا هشاشتها وحساسية الظروف المراحل التي تمر بها…

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M