هذه صرخة لعلها تصل الغيورين من نخبنا حتى لا تغرق السفينة

29 يناير 2020 18:19
هذه صرخة لعلها تصل الغيورين من نخبنا حتى لا تغرق السفينة

هوية بريس – ادريس اوسبلا*

من المستفيد من نشر الفكر العدائي بين فئات المجتمع؟ من المسؤول عن تأجيج هذا الصراع؟ ماذا استفدنا ككيان من هذه الحرب المستعرة؟ هل وصلت حالة فقدان الثقة بين مكونات المجتمع إلى هذه الدرجة من العدائية؟
لقد أصبح الحاكم يعتبر المحكوم عدواً يسعى لقهره وإنهاكه والمحكوم يرى في الحاكم شرّاً يستعين عليه بالصبر والإيمان باعتباره من شر القدر ويستغل أي فرصة سانحة الصراخ في وجهه.

ومن صور هذا الفكر العدائي أيضاً تلك الحرب المستعرة بين الرجل والمرأة حتى اعتبر الرجل المرأة شيطاناً يجب الإستعاذة منه واعتبرت المرأة الرجل سبباً في جميع اخفاقاتها ومآسيها، حتى أضحت المنازعات الأسرية من أكثر القضايا رواجا داخل ردهات المحاكم، وهذا الفيروس لم يستثن أي قطاع من القطاعات الحيوية، فإننا نعيش الحالة العدائية هاته في التعليم والأمن والصحة وغيرها، فهذه قضية الأستاذ وتلميذته بإقليم تارودانت ماتزال غضة تشهد على ما نقول، وما يهمنا فيها ليس تبرئة الأستاذ أو تجريمه فهذا شأن القضاء، ما يهمنا أكثر ويجب أن يثيرنا هو تداعيات القضية حيث قسمت المجتمع نصفين،نصف يلوم التلميذ وينعت الآباء بأقبح الأوصاف ونصف يجرم ويكيل الإتهامات ليس فقط للأستاذ المتهم بل لكل متدخل في المنظومة التعليمية ويستدعي لذلك أقذر الأوصاف، ما يدل على نسبة التوتر الكبيرة في العلاقة بين الطرفين.

وإذا استمررنا في سرد هذه الثنائيات لطال بنا الأمر و لن ننتهي، فرجل الأمن والمواطن، والأجير والمشغل،والتاجر والمستهلك، و….

وما يدعو حقيقة للدهشة والإستغراب هو أن الأستاذ عندما يصور متلبساً بسلوك تربوي، رغم أنه من صميم مهنته، دأب على إتيانه سواء هو أو غيره ممن يشاركه مهنة التعليم، تفاجأ بالعنوان المرفق أو في التعليقات على الصورة أنه مازال في هذا القطاع شرفاء!!!!! ومثل هذا في قطاع الأمن عندما يصور رجل أمن في مهمة أمنية إنسانية، وكأن سلوكهم هذا استثناء، فالسلوك التربوي من الأستاذ إستثناء، والسلوك الأمني الإنساني من رجل الأمن إستثناء، ماهذا؟؟!! يكفي من إذكاء نار الفتنة بين فئات المجتمع وطبقاته، فالمجتمع في حاجة لجميع أفراده فلا حاكم بلا محكوم ولا شعب بلا حاكم يسوسه، ولا أمة بدون تعليم و بلا وصحة و بلا أمن، فلننشر ثقافة التسامح والتعاون و التآزر ولنجتهد في إخماد الحرائق التي لن تستثني أحداً فتأتي على الأخضر واليابس منا، و لنقوي مناعة المجتمع ضد مثل هذه الفيروسات التي تنخر في جسده.

—————————
* ادريس أوسبلا: عضو في نادي أصدقاء الكتاب بأولادتايمة.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M