هل التزجيج هو النمص؟ وهل يختلفان في الحكم؟

21 ديسمبر 2015 23:50
هل موقف «بان كي مون» من الصحراء شخصي أم هو خطة غربية مدروسة؟

عبد السلام أجرير

هوية بريس – الإثنين 21 دجنبر 2015

طلعت علينا إحدى “الداعيات” في إحدى القنوات تدعي أن التزجيج (وهو تدقيق الحواجب من الأطراف) جائز لأنه يخالف النمص، وأن الذي ورد فيه التحريم هو التنميص وليس التزجيج!

ظنت هذه الداعية أن الله فتح عليها بفهم لم تسبق إليه، فافتتنت بفهمها وفتنت أناسي كثيرا من بنات المسلمين.

قلت يا سبحان الله! كيف يبحث المفتونون عن أدنى شبهة ولو كانت واهية من أجل أن يطلقوا عنان أنفسهم الأمارة بالسوء؟!

هذه “الداعية” المدعية -غفر الله لنا ولها- أتت ببدع من القول وزورا لم يسبق إليه، حسب علمي، وادعت فهما لم ينتبه إليه كل العلماء على جلالة قدرهم وعلو باعهم…

نقول لها ولمن اغتر بكلامها:

“الأزج” في اللغة هو الذي خلقه الله دقيق الحواجب، أي أن حاجبيه يبدآن غليظين ثم ينتهيان دقيقين رقيقين، وهي صفة خلقية جمالية في الإنسان.

وقد ورد في الحديث أن النبي عليه السلام كان أزج الحاجبين.

هنا نتساءل: ما هي حقيقة النمص والتنميص؟ أليس هو إزالة شعر الحاجب ليبدو دقيقا صافيا؟ أليس القصد هو تزيين الحاجب بإخراجه من حاله العادية إلى حال الدقة والتزين؟

إذن فما موقع التزجيج من هذا كله؟ أليس التزجيج هو عين النمص بل روحه ولبه؟

بلى، باختصار أقول إن غاية النمص هو التزجيج، وغاية المنمصة أن يصبح حاجبها مزججا دقيقا.

والنمص اسم عام يطلق على كل وسيلة تزيل شعر الحاجبين لأجل الزينة سواء كان بالنتف أو الحلق أو التشقير… كل ذلك مفض إلى علة النمص ومقصده وهو التزجيج وتدقيق الحاجب وإخراجه عن معهوده من أجل التزين.

للتذكير فإن للعلماء مذاهب في النمص؛ هناك من منعه مطلقا وهم الجمهور إلا بقدر إصلاح العيب إن وجد، وهناك من أجازه للمتزوجة بإذن زوجها؛ لأنه من الزينة المطلوبة.  ولكن -وهذا مهم جدا- من أجازه للمتزوجة فرض عليها غطاء وجهها مع الأجانب حتى لا يطلعوا على زينتها التي أوجب الله عليها سترها مع غير زوجها ومحارمها والأطفال الذين لم يظهروا على عورات النساء، قال تعالى (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن…) الآية.

ولا أعلم هناك عالم من علماء الأمة أجاز للمرأة النمص أمام الأجانب، ومن علم به فليذكره لنا بارك الله فيه.

والله تعالى أعلم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M