وزير سابق يرد على من ينكرون السنة ويطالبهم بـ”شيء من المنطق”
هوية بريس – خالد الصمدي
عجبت لمن يدعو الى اتباع المنهج العلمي والتقيد بقواعده في النقل والرواية، ينكر أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تضمنت بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلاغه القولي والعملي الذي لا غنى عنه لفهم وتطبيق ما ورد في القرآن الكريم من متشابه حقه البيان ومجملات حقها التفصيل ومطلقات حقها التقييد، فعنيت بها الأمة بتوفيق الله تعالى جيلا بعد جيل فتداولتها كتابة وحفظا بأسانيد صحيحة متصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أن دونها جهابذة أهل الحديث في كتب الصحاح بمنهج علمي دقيق يعرف بعلم الجرح والتعديل لم تعرف له الإنسانية مثيلا، واعتنوا بفقهها والاستنباط منها وتنزيلها، وبلغ بهم الاحتياط الى أن دونوا الاحاديث الموضوعة تنبيها عليها حتى لا تختلط بغيرها؛
ثم ينسى نفسه بعد هذا الانكار، فيحتج بوقائع بعينها من كتب التاريخ إختلف الناس في أحداثها ووقائعها، وكثير منها بشهادة المؤرخين الذين عرفوا بالدقة والتحري وقائع لا سند لها ولا خطام ولا أزمة وإنما هي أخبار مدسوسة في زمن الفتنة قال المنصفون في وصفها “تلك فتنة قد عصم الله منها سيوفنا فلنعصم منها ألسنتنا“؛
فإذا به يجزم قاطعا بحدوثها دون حجة ولا برهان ويبني عليها قناعاته وتحليلاته ، ويدعو الناس إلى الاقتناع بها وتصديقها مستعملا لغة بعيدة كل البعد عن لغة العلم والمنهج العلمي،
ولو تأمل مليا قوله تعالى “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد” لتحرى في كل كلمة كلمة، ولسلك المنهج العلمي بأصوله وقواعده في نقد الرواية والسند، ولاستمسك بلغة العلم و قواعد الحوار العلمي، وتلك هي الطريق القاسية التي تتطلب جهدا وكبدا، ولا يبتغي صاحبها منها حشدا ولا عددا،
قال تعالى “ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب” صدق الله العظيم.