د. أحمد الريسوني*: هناك «شراذم».. حيث ما كان الدين فهم في الطرف الآخر منه

07 يوليو 2014 14:02
د. أحمد الريسوني*: هناك «شراذم».. حيث ما كان الدين فهم في الطرف الآخر منه

د. أحمد الريسوني*: هناك «شراذم».. حيث ما كان الدين فهم في الطرف الآخر منه

حاوره: نبيل غزال

هوية بريس – الإثنين 07 يوليوز 2014

1- أثارت التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة بخصوص عمل المرأة حفيظة النسويات، وخرجت حركات احتجاجية نسوية تصف خطاب رئيس الحكومة بأنه خطاب ذكوري ورجعي… فما تعليقكم على هذا الحدث؟

أولا أنا شخصيا استفدت من هذه الحركات الاحتجاجية ومن ردود الفعل المتشنجة، لأني لكثرة انشغالي لم أكن استمعت إلى ما قاله السيد عبد الإله بنكيران، فعدت واستمعت إليه وتابعت هذه الاحتجاجات، وأنا أقول دائما في مثل هذه الحالة: أين المجتمع المغربي؟

المجتمع المغربي متفق مع السيد بنكيران في ما قاله وبدون شك؛ لكن هناك أقلية لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب ولا في شعبان ولا في رمضان.

هؤلاء يعبرون عن حالاتهم الفكرية والنفسية، كما أن اعتبارهم لخطاب السيد عبد الإله تعسفيا ضد المرأة ساقط وسخيف، هذا يطرح مشكلة أمام المؤسسة البرلمانية، تعالوا كيف نعالجها؟

يجب معالجتها بعيدا عن الشتائم وردود الفعل المتشنج والسخيف، هذه مشكلة كبيرة وضحاياها بالملايين، وضحاياها من أبنائنا.

نعم نحن نبحث للمرأة عن تمكين مادي ومعنوي وتشريعي؛ ولكن هل على حساب الأبناء فلذات الأكباد، هذه مشكلة أمام المجتمع، أمام الدولة أمام الحكومة، أمام المؤسسة التشريعية، علينا أن نناقش الموضوع، كيف نوفق كيف نحفظ؟

والكيفيات متعددة والحلول متعددة، لكن أن يتم العويل والصراخ الحزبي والأيديولوجي متجاهلين المجتمع ومصيره ومصير أبنائه الذين تفترسهم المشكلات النفسية والسلوكية والتي يعرفها الجميع والتي غزت البيوت جميعا؛ هذا حقيقة جناية أخرى يضيفونها على ما جنوه على المجتمع؛ أقول لهم: ولمن يهمه الأمر: تعالوا هذه مشكلة حقيقية يعرفها الجميع يعرفها الآباء، وتعرفها الأمهات، ويعيشها الأبناء، تعالوا نفكر جميعا كيف نعالج هذه المشكلة؟

2- هل يمكن أن نعد عمل المرأة في بعض القطاعات والمجالات كنادلة في المقهى وعاملة في محطات البنزين إذ تعبئ العجلات بالهواء وغيرها من الوظائف تكريما للمرأة؟

أولا أنا أقول في نفسي وأقوله الآن «الله يحسن العوان» نحن نقدر الظروف التي تخرج هذه المرأة أو البنت للعمل في ظروف صعبة وربما غير لائقة، لكن كما قلت في البداية للأسف الآن، نحن لا نفكر بعقلية مجتمع يحل مشاكله يكرم أبناءه وبناته ونساءه ورجاله.

للأسف النخبة السياسية والمثقفة كثير منها لا يشتغل إلا بالتراشق والكيد وردود الفعل والحسابات الأيديولوجية.

بدون شك لا المرأة التي تعمل في مثل هذه الظروف، لا أهلها ولا أي أحد يمكن أن يقول أن هذا تكريم وأن هذا عمل كريم وأن هذه وضعية كريمة وهذا تمكين للمرأة، هذا تدمير لها.

نحن نريد تكريما حقيقيا للمرأة، تكريم آبائنا وأجدادنا، كانوا يفسحون للمرأة الطريق ومكان الجلوس ويقدمونها في كل شيء، في السوق يفسحون لها بمعنى يؤثرونها على أنفسهم، وأصل هذا الخلق -أي إيثار المرأة في كل ما هو كريم- أصله في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يكرمهن إلا كريم».

قرأت مؤخرا كما قرأتم جميعا تقريرا من الخارجية الأمريكية عن مواطن تداول اللحم المغربي، أي لحوم نسائنا وبناتنا، أين يوجد ذلك وأين ينتشر في دول العالم. فأصبحت هذه الظاهرة تدرس وتتناول من طرف الأجانب.

كان على حكومتنا ومسؤولينا وأحزابنا وبرلماننا أن يعلنوا حالة طوارئ، لكي ينتشلوا كل امرأة من كل وضع مهين. فطبعا نحن نريد الكرامة للرجال وللنساء ولكن طبعا أخلاقنا الإسلامية تجعلنا نبحث عن كرامة المرأة أولا والبنت أولا، ونكرمها بأن تعمل وتتعلم وترتقي المناصب ولكن في أوضاع كريمة تحفظ لها كرامتها من جميع النواحي.

3- ما تعليقكم على الجمعيات الحقوقية التي توظف الحرية توظيفا منحرفا، حيث أخرجت بعضها هذا المفهوم من الإطار الحقوقي إلى التوظيف الإيديولوجي لتحقيق أهداف معينة؟

دون شك هناك شراذم ومجموعات وفئات حيث ما كان الدين فهم في الطرف الآخر منه، وحيثما كانت الأخلاق فهم في الطرف الآخر، وحيثما كانت الأصالة فهم في الطرف الآخر، وحيث ما كانت الكرامة الحقيقية فهم في الطرف المناقض.

هؤلاء أصبحوا معروفين، إذا أتيت بالقرآن ناقدوك، وإذا ناديت بالسنة ناقدوك، وإذا قلت الشريعة ناهضوك، وإذا قلت الأخلاق قاموا ضدك.

فأولا: هناك عنصر التبعية والاستلاب وهو ربما العنصر الأساسي المحرك، وهناك: الشبكات الدولية والانخراط فيها له إكراهات نقدرها لهم، وله التزامات ولهذه الشبكات حقوق على هؤلاء لأنهم مدينون لها بكثير من الفضل.

وأنا الذي يطمئنني دائما هو عندما نجس نبض المجتمع المغربي برجاله ونسائه وشبابه نطمئن ونتأكد ونستيقن أن هذه شرذمة معزولة، لكنها على كل حال تتحرك وتصرخ هنا وهناك وتجد من وسائل الإعلام من يرجع صداها، فالذي يطمئن هو عمق المجتمع المغربي أين هو، وليس عشرة أو عشرات أو مئات.

[email protected]

ـــــــــــــــــــــ

* نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومدير مركز المقاصد والدراسات.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M