الإرهاب الراعي الرسمي لخزينة البيت الأبيض

13 أكتوبر 2014 17:10
الإرهاب الراعي الرسمي لخزينة البيت الأبيض

الإرهاب الراعي الرسمي لخزينة البيت الأبيض

مهدي زنكي

هوية بريس – الإثنين 13 أكتوبر 2014

الحشد الدولي للحرب بجانب الولايات المتحدة الأمريكية يأتي كالعادة بمختلف أطيافه لمساندتها لعل ذالك يجنبها ويلات الدرس القاسي الذي تلقته على أبواب تنظيم القاعدة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بتلقائية: ما هو الإرهاب الذي يؤرق أبناء العم سام؟

هل يكون الإرهاب بعدد القتلى والأشلاء ومدى صراخ الأطفال والنساء، لقد اعتاد العالم ذلك فأضحت أصواتهم طربا يسمع كل يوم، أما أعدادهم ووحشية قتلهم فتلك مجرد حواشي وتفاصيل لا يعترف بها أصحاب القرار وان شككت في ذالك فاسأل أرض الشام فهي خير شاهد ومجيب.

وللإنصاف فمصير الشعوب كان ولا يزال أكبر من جدال عقيم حول حقوقهم، كل تلك الخطابات الزاهية والكلمات البراقة تسقط تباعا حين تظهر حفنة دولارات أو قطرات نفط هناك أو هنالك، والسيناريو يعيد نفسه بين الحين والحين، نفس الرجل الأمريكي يحشر رأسه بدبابته أو على طائرته في أرض غير أرضه وجو غير جوه في مكان ليس له فيه نصيب إلا لأن أنفه أطول من أن يرتدع.

والعقلاء في الأمم المتحدة اجتمعوا “فجأة” لا ليبحثوا عن أصل الداء ولكن ليتفقوا كم رجل سيقتل قبل أن تمتلئ خزينة واشنطن ويطمئن البيت الأبيض على أبار الذهب الأسود التي ربما بدأت تجف منذ زمن، مادام الملعب عربيا فلما لا تدخل طائرات التحالف في جولة أخرى ربما لسنوات مديدة كما أصبح يتردد في الأوساط الدولية، كأن دول المنطقة لم تبلغ بعد حافة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي ليأتي من سيقدم لها يد المساعدة ويلقي بها من أعلى الجبل إلى عصور سحيقة من القتل والتقتيل، إذا كانت “داعش” قد خرجت من الاستبداد والتنكيل فما أيسر ظهور “داعش” اثنان و”داعش” ثلاثة…. فلا توجد تجارة أربح على أرض العرب من بضاعة ظلم الحاكم للمحكوم.

لكن الغرور الأمريكي يأبى فهم تلك الحقيقة ويطمع في صب المزيد من الزيت على النار المتأججة أصلا بدعوى محاربة شيء سماه الإرهاب؛ فماذا بعد داعش؟ كيف ستحل القضية السورية؟ متى تستقر المنطقة؟ من المسئول عن التطرف في شرق الأوسط؟

كل تلك أسئلة هامشية أو محذوفة على أجندة الولايات المتحدة الأمريكية، لن يجيب عنها أحد كما لم يجب عن مصير حرب طويلة مع تنظيم القاعدة مضت وانتهت في صمت بعد أن بدأت بجعجعة صدعت الرؤوس، ثم إنك لن تجد من يفكر في إيقاف هذا الكبر الأمريكي لأن العقلاء ضعاف ومن لا يملك القوة لن يمتلك الصوت، لذا لا استغراب من التأييد المنهمر على أسماع أوباما وحاشيته فقد تحول العالم إلى مطبل بزي رسمي وربطة عنق.

أما الشرق الأوسط فهو مغلوب على أمره فقد أمسى مجرد أرقام لصادرات وواردات، أو ربما سوقا تباع وتشترى فيه الأرواح والمصالح في مزاد على رؤوس الأشهاد أو تحت قبة الأمم المتحدة، هناك عرب كثير وإن مات بعضهم فلا زالت أعدادهم وفيرة وأموالهم أوفر؛ هكذا يرى الرجل الأبيض أمة بتاريخها وحضارتها مجرد أرقام تزيد أو تنقص لا أكثر ولا أقل، حتى الدول الأكثر استقرارا تقوم على حبل رفيع في يد أصحاب القرار وعندما يراد لها السقوط ستهوي أسرع ما يكون.

لكن لدهر حسابات أخرى ومعادلات الزمن أعقد من أن تديرها بناية بيضاء وقرار الحرب والسلم لن يبقى دائما في يد حفنة من المغرورين فربما يوما ما سيستيقظ الحلفاء ليجدوا ما صنعوه قد نُفخت فيه الروح وبلغ سن الرشد وقرر إرجاع الإحسان بالإحسان!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M