رحم الله رحمة واسعة عبد الله باها… الأخ الفاضل والأستاذ المناضل

15 ديسمبر 2014 19:41
رحم الله رحمة واسعة عبد الله باها... الأخ الفاضل والأستاذ المناضل

رحم الله رحمة واسعة عبد الله باها... الأخ الفاضل والأستاذ المناضل

رشيد وجري

هوية بريس – الإثنين 15 دجنبر 2014

إن الحزن يعتصر قلوبنا والدمع يفيض من أعيننا ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون… رضينا بقضاء الله وقدره واختياره له سبحانه وتعالى.

عبد الله بها رحمه الله وأسكنه فسيح جناته توفاه الله تعالى، كان أستاذا لنا بالحال قبل المقال فهو المحب لدينه وقيمه محب لوطنه وثوابته محب لأمته ومهتم بأمرها، فقد كان لنا الأخ الفاضل والأستاذ المناضل، وبشهادة الخصوم قبل الحلفاء كان باها رحمه الله السياسي الزاهد المتواضع المخلق، الذي لم تفتنه السلطة ببريقها وبهارجها وتنسيه أمر دينه ودنياه، وكان رجل التوافقات والوحدة والابتسامة، رجل من طراز خاص وناذر في زمن عز فيه الرجال… ولا نزكيه على الله تعالى…

بلى إنه علمنا بحاله قبل مقاله قيما رفيعة سامية جسدها وترجمها حتى بدت واضحة لأهل الدعوة والسياسة والسلطة غيرها وذلك من قبيل التواضع والانصات للآخر ونكران الذات وحب الوطن والبساطة والابتسامة وقبول الآخر والزهد في هذه الدنيا…

استحضر هنا في هذه الكلمة المتواضعة عن الفقيد دورة تكوينية بمقر حركة التوحيد والإصلاح بالرباط يوم 2010.10.06 لفائدة الشباب “قادة المستقبل” إن شاء الله وتأطيره لمحور معالم التجديد في حركة التوحيد والإصلاح التي من بينها بكلمة هادئة هادفة ومن معالم هذا التجديد: التوحيد والرسالية والتخصص والفاعلية وأكد لنا أن رحمه الله أن أغلبنا غير فاعل لأسباب ثلاث أساسية وهي: الخوف من الفشل ولوم الآخرين، والتطلع إلى الكمال (وهذا محال) وغياب المبادرة والإبداع…

فعلا كان رحمه الله بحكمته يركز على المنهج والأسلوب الرصين لأنه يعلم ماذا يعني ضبط المنهج والنسق المنظِّم في عالمنا الشائك اليوم، وكان تغمده الله بواسع رحمته هادئا في طرحه بعيد النظر…

وكان يؤمن رحمه الله بسنن التدرج وعدم استعجال النتائج، وسمعته يردد أكثر من مرة أمام جموع الشباب المتحمس بشأن الإصلاح “لا تحاكمننا بمنطق الثورة بل بمنطق الإصلاح” لأننا في المغرب رضينا بأن يكون عندنا إصلاحا هادئا هادفا متدرجا ثابتا، الذي يتطلب حكمة ووقتا حتى يؤتي أكله وثمرته، كان الحكيم، يذكرنا بأن “حزب العدالة والتنمية هو أداة للإصلاح في المجتمع وليس هو كل الوطن لذلك عليه أن يقوم بدوره سواء كان في الحكومة أو في المعارضة”، ومما تعلمنا من عبد الله بها كذلك “حب الوطن” الذي يجري في عروقه وهو مقدم عنده على الهيئة التنظيم سواء كان الحركة أو الحزب أو غيرهما…

ومما نُقِل عن باها تغمده الله برحمته قوله: الديموقراطية بلا أخلاق آلة صماء، والدين بلا ديموقراطية استبداد، والتغيير عملية كيميائية وليست ميكانيكية والزمن ضروري لنضج التغيير، كما هو ضروري لنضج الثمار على الأشجار.

رحم الله رحمة واسعة عبد الله باها... الأخ الفاضل والأستاذ المناضل

فإن مات باها رحمه الله فقد ترك فينا منهج التدرج والحكمة وهو حقيقة استقاها من منهج الإسلام المعتدل، إسلام المقاصد وترتيب الأولويات، إسلام الاستشراف والتخطيط، وترك بيننا كذلك حكمته وصيته الحسن وكذا تقديره للناس كيفما كان اختلافهم… ولا شك أنه ترك بيننا رجالا آخرين، قادة فيهم من الخصال الحميدة الكثير ولهم من الخبرة والكفاءة وبعد النظر الحظ الوفير، أمد الله في عمرهم وعطائهم وسددهم لما يحبه ويرضاه، ونسأله كذلك أن يعينهم على تتمة درب الإصلاح المهم والشاق والذي يتطلب نَفَسا غير عاد… فلهم نقول حي على خير العمل والجد والاجتهاد، فروح باها عبد الله إن شاء الله ستفرح وتهنأ بتتمة المشوار :مشوار الإصلاح وتصحيح المسار إلى الأحسن والأفضل…

وفي ختام هذه الكلمة المرتجلة نتذكر بأن ديننا الحنيف علمنا أن نقدر الناس ولا نقدسهم، ونحترمهم ولا نغالي في ذلك، وننسب لأهل الفضل فضلهم وهم بيننا كثر وبحمد الله، فرحم الله الفقيد عبد الله باها وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان… وإنا لله وإنا إليه راجعون.

فحيا أيها الإخوة والأخوات على خير العمل، حي على الإصلاح، حي على محاربة الفساد والاستبداد، حي على العدالة الاجتماعية، حي على التقدم والازدهار، حي على التنمية المستدامة، حي على الكرامة الإنسانية الشاملة…

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M