محادثات لابن عبد الكريم مع مكاتب «التايمز»

16 سبتمبر 2013 17:18

ذ. إدريس كرم

هوية بريس – الإثنين 16 شتنبر 2013م

جاء في برقية من لندن أن عبد الكريم تحدث مع مكاتب “التايمز” في شأن الحالة الحاضرة، وقال في خلال الكلام أنه لو لم تكن بلاده غنية بالمعادن لما كانت الدول الأوربية اليوم تحارب  لتستولي على الريف.

 

فمكاتب “التايمز” الذي وقع المقالة باسم “واحد يعرفه” قد أشار إلى استياء عبد الكريم من الدول والجرائد التي تلقبه بقاطع طريق ونقل عنه الحديث التالي، قال:

“لنفرض أننا نحن الريفيون كنا أقوياء إلى درجة تساعدنا على الوصول إلى إنجلترا واجتياحها بقصد الاستيلاء على ما عندكم من مناجم الفحم الغنية، ولنفرض أن الجيش الإنجليزي بقيادة ملك إنجلترا أُخرج لقتالنا، فقلنا: عن ملككم بأنه قاطع طريق أما كنتم تستاؤون؟ ماذا أصابكم أنتم الأوربيون؟ هل بلغت بكم البلاهة هذا الحد؟

ألست أنا أكبر زعماء بلاد الريف وأعظمهم صولة؟

وهل في وسع الدول الأوربية إنكار ذلك الحق علي؟

ومن هو أجدر مني بالملك؟

إذ فلو لم أكن قد تعينت كملك لما كنت أستطيع البقاء هنا خمس دقائق.

إن إسبانيا قد حاربتنا مدة ثلاثين سنة بدون نتيجة، نحن في حضرتنا الجبلية نستطيع مقاومة العالم بأسره، وقد بعثت لي إسبانيا تقول إنها راغبة  في عقد  الصلح معي بطريقة ولائية، وتقول في رسالتها أني إذا أبيت ذلك فإنها ستسحقني سحقا.

فهل يجوز لي أن أسأل تلك الدولة، ما الذي كانت تحاوله في غضون الثلاثين سنة الماضية؟

إن كلامها هذا مضحك للغاية في نظرنا نحن المراكشيين المساكين، بل هو من أسخف الأقوال التي ترددها نساؤنا للتسلي والمزاح.

إننا نرحب بالإنجليزيين والأمريكيين إلى بلادنا لأنهم يجلبون الأموال معهم لاستثمار البلاد، يجيئون ويروحون كما يشاؤون بدون استعانة بالقوات المسلحة.

وإنني حاربت  جيشا إسبانيا عدده 150000 جندي، بجيش ريفي عدده 15000 رجل، وأسرت من الجيش الإسباني 20000، إنهم يتكلمون عن إنهاء الحرب بالطيارات والمدافع الضخمة وهو قول من يجهل الحالة الحربية هنا، كما أنهم يهددون بضرب مقر قيادتي بالمدافع من الأسطول، وأنت تعلم أن مقر القيادة كائن تحت الأرض، وبين مقر القيادة والأسطول يوجد عشرين ألف أسير إسباني أقمتهم ليتلقوا القنابل  بصدورهم.


فإذا أطلق الأسطول الإسباني أو غيره المدافع على مركز قيادتي في أجدير فإن  قنابلها لا تصيبني بل تمزق صدر الأسرى من رجالهم، أما رجالي فلا تتمكن الطيارات من رؤيتهم إلا إذا تدانت إلى علو 150 قدما من الأرض، ويستحيل على الدول الأوربية إنهاء هذه الحرب بالطيارات لأن رجالنا لا يجتمعون كتلة في مكان واحد بل هم هنا وهناك وفي كل مكان، فلا توجد أمة تحت السماء تقوى على المخاطرة، وتعرض نفسها لخسائر حرب طيارات فادحة تكون شديدة الهول طويلة الأمد للتغلب علينا، وعندي الآن من الجنود 160000 لم أستخدم منهم للآن سوى ستين ألفا”. 

(المنقذ (جريدة)، عدد:4، بتاريخ:23/07/1925).


(الأستاذ إدريس كرم)

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M