الدكتورة عائشة فضلي.. أمام أربعة إجهاضيين

21 مايو 2015 21:12
عائشة فضلي.. أمام أربعة إجهاضيين

عائشة فضلي.. أمام أربعة إجهاضيين

هوية بريس – ذ. نبيل غزال

الخميس 21 ماي 2015

لم يخلِف برنامج «مباشرة معكم» الفرصة كالعادة؛ ولم يحترم تكافؤ الفرص المتاحة، حيث كانت الدكتورة عائشة فضلي وحيدة في البرنامج وسط عصابة من الإجهاضيين، يتزعمهم:

شفيق الشريبي: وهو إجهاضيٌّ عال الصوت؛ أتيح له ما لم يتح لغيره؛ حيث بات باستطاعته تعبئة الرأي العام وحشد وسائل الإعلام الوطنية والدولية، وتأتيت منصات الندوات والمؤتمرات التي ينظمها حيث شاء بوزراء وبرلمانيين وحقوقيين ومسؤولين عن مؤسسات دينية أيضا…

وليس من حق أحد -من طبيعة الحال- أن يضع علامة استفهام حول من يقف وراء هذا الإجهاضي الكبير ومن يدعمه ويتيح له كل هذه الفرص؟!

مع العلم أنه على الطرف الآخر ترتفع حناجر عشرات الأطباء الأكفاء في ميدان التوليد وطب المرأة، من ذوي الخبرة والحنكة، ولا يعبأ لهم ولا لتحذيراتهم المتكررة لمخاطر الإجهاض.

ومن ضمن حضور حلقة مباشرة معكم حول «نقاش الإجهاض» ثرية التناني عن جمعية «إنصات» للنساء ضحايا العنف والأمهات العازبات وهي من الماركسيات اللينينيات، ومن مناضلات اليسار في مدينة بني ملال، وقد ابتليت في يساريتها سنة 1984م بسبب تأسيسها رفقة رفاق لها آخرين فرعا لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي بالفقيه بن صالح. وحكم عليها آنذاك بسنتين سجنا نافذا.

كما أتت بلاطو القناة العلمانية الثانية اليسارية لطيفة البوحسيني وهي من جيل اليسار الذين لم يبتلوا وعاش الدَّعة والرخاء، وتعوَّد على وضع المساحيق قبل دخول الغرف المكيفة وتكرار ثرثرات الجمعيات النسوية البائدة والرجعية.

والضيف الثقيل الرابع الذي أصاب معظم متابعيه بالغثيان هو رشيد الجرموني، لا أريد التعليق على ما تفوه به في البرنامج المذكور، ولا الوقوف مع اصطفافه في معسكر الإجهاضيين وتهلل وجه الشرايبي القطوب لما تفوه به رشيد في البرنامج، لكني سأفسح المجال للفاضل امحمد الهلالي النائب السابق لحركة التوحيد والإصلاح ليعبر لنا عن تقييمه لأداء الجرموني في الحلقة -علما أن الأخير ابن الحركة الإسلامية وقد استدعي للبرنامج ليعبر عما يسمونه برأي المحافظين-؛ حيث قال الأستاذ الهلالي:

«الجرموني أخطأ الموعد مع علم الاجتماع ومع موضوع الإجهاض، أتساءل أين ذهبت شهادته وتخصصه؟ أم أنه مشغول بحجز مكان ضمن المعسكر المخالف له أو نفي تهمة توجه معين عنه، أتأسف على كل حال عندما يستدعى المرء على أنه يمثل رافدا فكريا معينا في إطار احترام تعددية الرأي والفكر فيكون ضرره على الرأي الذي بسببه تم استدعاؤه بأكثر من الآخرين سواء بالهزال والضعف أو من خلال التنكر» اهـ.

عائشة فضلي.. أمام أربعة إجهاضيين

فرغم كثرة عدد الإجهاضيين، وارتفاع أصواتهم، وتعدد تخصصاتهم، ومقاطعاتهم المتكررة في البرنامج.. كانت الدكتورة الوقورة الهادئة عائشة فضلي في الموعد، وكانت الدقائق القليلة التي أتيحت لها كافية لتأتي على عروش الإجهاضيين، وتكشف للرأي العام المغربي أن الإجهاضيين قتلة للأجنة في الأرحام، وأن الحجج التي يستندون إليها لا أساس لها طبًّا وواقعا ودينا.. وأنهم يركزون على الحلقة الأضعف في الموضوع وهي: الجنين؛ ليتخلصوا من جريمتهم والكبيرة التي وقعوا فيها وهي الزنا.

وأنهم لازالوا يمارسون إلى اليوم النفاق، ولم يستطيعوا بعد امتلاك الشجاعة ليعلنوا أن المنظومة العلمانية التي تلغي المقدس وتجعل من الإنسان مركز الكون؛ هي السبب الرئيس وراء العديد من الظواهر المجتمعية السلبية التي نناقشها ونحاول أن نجد لها حلولا؛ لكن دون جدوى.

كانت الدكتورة فضلي وحيدة على بلاطو 2M تدافع عن الحق في الحياة أمام عصابة من الإجهاضيين؛ لكنه -وبكل تأكيد- كان وراءها ممن يتابع البرنامج الآلاف؛ بل مئات الآلاف ممن يسندون ظهرها، ويتبنون طرحها، ويدافعون معها جنبا إلى جنب عن الحق في الحياة.

[email protected]

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M