سر الإجماع السُني بلبنان على دعم «عاصفة الحزم»
هوية بريس – متابعة
السبت 11 أبريل 2015
أثار الإجماع السنّي اللبناني على دعم “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين في اليمن كثيرًا من التساؤلات، خاصة وأن هذا الإجماع كان مثار صدمة لـ”حزب الله” الذي فشل في كسر الإجماع السنّي لأول مرة في تاريخه، رغم كل الضغوط التي مارسها على حلفائه السنّيين لاستجلاب مواقف مؤيدة له.
وقالت مصادر خاصة: إن الذي يقف وراء هذا التوحد السني اللبناني، ما أطلقته السعودية قبل شهر وبعيدًا عن الأضواء من حوار سنّي، كانت نتيجته إنتاج تماسك سنّي في هذه المرحلة، بحسب موقع جنوبية اللبناني.
وأشار الموقع إلى أن الدليل على ما قدمه هو أن أحدًا من أقطاب الطائفة السنيّة لم يعترض على الموقف السعودي من اليمن ولا على حملتها العسكرية العربية؛ حتى المنخرطين منهم مع فريق 8 مارس أو من يطلق عليهم “سنة حزب الله”، فلم يصدر مثلًا عن أسامة سعد وتنظيمه الناصري الصيداوي ولا عن بعض فعاليات الشمال الدينية والسياسية المعارضة لتيار المستقبل والمحتمية بـ”حزب الله” والمدعومة منه أي موقف سلبي أو إيجابي.
ولم يستطع “حزب الله” تحقيق أي اختراق للموقف السني اللبناني كعادته عن طريق حلفائه من نواب وسياسيين سنّة يدينون له تاريخيًّا بالولاء، وكان هو سبب نجاحهم في الانتخابات وسبب بروزهم على الساحة السياسية اللبنانية.
وقال أحد حلفاء “حزب الله” التاريخيين رئيس حزب “الاتحاد” اللبناني عبد الرحيم مراد في تعليقه على الأحداث في المنطقة، وخصوصًا “عاصفة الحزم” التي تشنها دول التحالف العربي بقيادة السعودية: “إن المملكة العربية السعودية ترى أن أمن اليمن من أمن السعودية، وهي محقة في ذلك”، وفقًا لموقع جنوبية.
وقال لصحيفة “الحياة”: “هذا التحالف العربي الحالي نأمل بألا يقتصر على معالجة مشكلة اليمن، وإنما كل المشاكل التي تعاني منها الدول العربية، وبأن تبقى القضية الفلسطينية أم القضايا العربية وأولوية لأي تعاون عربي شامل”، مشيرًا إلى أن “مصر ترى أن باب المندب قضية أمن مصري-عربي وهي محقة، وكذلك السعودية ترى بأن أمن اليمن من أمن السعودية وهي محقة أيضاً، كما ترى سوريا أن أمن لبنان من أمنها وهذه أمور صحيحة”.
وقال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لرؤساء وملوك العرب بالقول: “أنتم في قمتكم التي عقدتموها في مصر أثلجتم قلوبنا بتباشير التضامن العربي، وعلينا جميعًا أن نقف في مواجهة التحديات الكبيرة، ولن يكون ذلك إلا بوقفة تضامنية وحدوية واحدة، نقول فيها للجميع كفى تلاعباً بالأمن القومي العربي”.
أما الجماعة الإسلامية في لبنان، فاعتبرت أن ما آلت إليه الأمور عسكريًّا هي “نتيجة طبيعية لإصرار فريق الحوثيين على المضي قدمًا في استخدام السلاح لفرض إرادته على بقية الفرقاء”.
واعتبرت الجماعة أن “مبادرة السعودية في عاصفة الحزم تأتي في سياق معاهدة الدفاع العربي المشترك، وهي توجه مجموعة رسائل إلى الإيرانيين بأن تمددهم على حساب استقرار المنطقة لا يمكن أن يستمر، وإلى الحوثيين بأن منهج استخدام القوة لفرض الشروط مرفوض”، وفقًا لـ”جنوبية”.
ويأتي موقف دار الفتوى والجماعة الإسلامية متممًا لمواقف أخرى إسلامية سنيّة مؤيدة للحملة العسكرية، حيث أصدرت هيئة علماء المسلمين في لبنان بدورها بيانًا أيدت فيه ما سمتها “الخطوة الشجاعة بإطلاق عملية عاصفة الحزم في اليمن”، مطالبة باستكمال ردع من سمتهم الظلمة في سوريا والعراق، و”تقديم الدعم للمرابطين في الأقصى وفلسطين”.
وكان صدر أول مواقف التأييد للخطوة العسكرية من تيار المستقبل، حيث وصف زعيمه سعد الحريري القرار السعودي بـ”السليم والحكيم والشجاع؛ لأنه لا يمكن للسعودية أن تترك الشرعية في اليمن وحدها أمام مليشيا تحاول أن تسيطر على الشعب”.