أسئلة ورادة ممن سيصلي وراء التلفاز
هوية بريس – عبد الحق التويول
مع استمرار جائحة كورونا وتمديد حالة الحجر ببلدنا السعيد لتشمل أغلب أيام رمضان، وبما أن الصيام لا طعم إلا بالصلاة وذكر الله تعالى وخاصة في بيوت الله التي طالها الإغلاق بدورها، تفاديا لعلة الاجتماع التي قد تؤدي إلى انتشار الفيروس والزيادة في احتمال تنقله بين الناس . فإنه قد أصبح مطروحا في الساحة مجموعة من الأسئلةالفقهية، التي إن دلت على شيء فإنما تدل عن مدى حب المغاربة لدينهم وتعلقهم به وحرصهم عليه، تماما كما يحرصون على سلامة أبدانهم وحفظ أنفسهم.
وبما أنه لم يسبق في التاريخ الإسلامي أن عُطلت الصلاة في المساجد في شهر رمضان، فإن السؤال عن أداء الصلاة عموما والتراويح خصوصا في البيوت وراء المذياع والتلفاز ونحوهما وغيرها من وسائل الاتصال لم يكن مطروحا، ولكن ها هي المسألة قد طُرحت في زماننا، وهاهم الناس يسألون اليوم عن حكم الصلاة وراء المذياع والتلفاز بحكم الحاجة والارتباط الوثيق بسنة التراويح التي تُكسب رمضان لا محالة طعما آخر.
وأنا في هذه الأسطر لن أقدم جوابا فقهيا للنازلة لأنني بكل بساطة لست فقيها،وأعلم أن الإجابة عن مثل هذه الأسئلة النازلة يتصدى لها الفقهاء ممن حازوا قصب السبق ولهم قدم راسخة في العلم وتعمق في الفقه دراية وتنزيلا.
وعليه فأنا مجرد متابع للنقاش وبحكم أنيّ مسلم فمثل هذه النوازل تعنيني وبيان جوابها ( كما يبينه الفقهاء طبعا ) يهمني لأنني مطالب ومخاطب بشعيرة الصلاة كما أني مخاطب بالصيام وغيرهما من العبادات، ومن خلال تتبعي للنقاش الدائر حول هذه النازلة( نازلة صلاة التراويح في البيت خلف المذياع والتلفاز وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة)، رأيت أن هناك اختلافا في الرؤى بين من يفتي بالجواز تيسيرا على الناس، وبين من يفتى بعدمه لانتفاء حقيقة صورة الصلاة، وهذا في حد ذاته وضع غير صحي لأنه سيقسم المجتمع بين من سيصلي وراء المذياع و…، وبين من سيعارض الفكرة ويحجم عن هذه الطريقة ويكتفي بالصلاة بعيدا عن هذه الوسائل.
وفي خضم هذه الرؤى المختلفة، تبادرت إلى ذهني مجموعة من الأسئلة الفقهية المحتمل أن أقع فيها حال أديت الصلاة وراء المذياع أو التلفاز أو نحوهما مقتديا بإمام افتراضي يصلي في مسجد بعيد عني، ولعل الجواب عنها من طرف فقيه سيجلي الغمامة ويزيل الغشاوة عن مسألة أصبحت تشغل بال كل لمسلمين ليس في بلدنا وحسب، بل في جميع البلاد الإسلامية التي وصلها الوباء، وأول هذه الأسئلة هو :
-معلوم أن الصلاة بالمساجد قد علقت قبل شهر وستمتد لشهر آخر، فهل أفهم من قول من أجازوا الصلاة وراء هذه الأجهزة أن المساجد ستفتح في رمضان بحيث سيدخلها الإمام وبعض المصلين فيصلون مباشرة ونحن سنقتدي بهم في بيوتنا ؟ وإذا كان فتح المساجد لن يتم، وتراويح هذه السنة في المسجد لن تقام، فهل يمكن الاعتماد على صلاة مسجلة لسنة فائتة يمكن تحميلها من اليوتوب وغيره ؟؟ وبناءً على ذلك هل اختلاف النية في الصلاة وراء إمام صلى السنة الماضية بنية تراويح سنة 1440هـ، ومأموم يقتدي به في السنة الحالية بنية تراويح 1441هـ غير مؤثر ؟؟؟
-السؤال الثاني الذي تبادر إلى ذهني هو : إذا كنت أصلي في بيتي وراء إمام في مكان آخر عبر التلفاز أو المذياع…، وانتقض وضوء الإمام وأراد أن يستخلف غيره، علما أن كل من يصلون وراءه هم في بيوتهم، فكيف يحدد من ينوب عنه لإكمال الصلاة ؟؟؟ أم ننتظره إلى أن يجدد وضوءه ثم يعود فنكملها ؟؟؟
-السؤال الثالث : إذا كبرت ودخلت في الصلاة وراء التلفاز أو الحاسوب وبدأ الإمام يقرأ، وفجأة انقطع التيار الكهربائي أو ضعف صبيب الأنترنت ، واستمر انقطاعه لدقائق، ولما عاد لم أدري في أي ركعة أصبح الإمام أمازال في الأولى أم انتقل إلى الثانية ؟، فماذا أفعل ؟؟ وإذا انقطع التيارالكهربائي أو الأنترنت كذلك وهو يقرأ ولما عاد الاتصال وجدته ساجدا، فكيف أفعل آركع وأسجد لألحقه أم ماذا ؟؟؟
-سؤال رابع : في حال أخطأ الإمام في القراءة أو سهى عن ركوع أو سجود، فالمعلوم كما في الحديث أني يجب عليّ أنأقول له ” سبحان الله ” لأنبهه وكذلك المرأة ينبغي أن تصفق، فكيف نفعل ذلك والإمام بعيد عنا وليس بيننا وبينه غير الأقمار الاصطناعية ؟؟؟
-سؤال خامس : بينما أنا أصلي بخشوع وراء التلفاز أو الحاسوب فجأة وقع عطب تقني في البث فعُرض إشهار أو وصلة غنائية أو ما شبه، فماذا يتوجب عليّ أن أفعل ؟؟
-سؤال سادس : المعلوم أنه في شهر رمضان تكثر المادة الدنية المعروضة في قنوات الإعلام، ويحصل التسابق لعرض صلاة التراويح حتى في القنوات الرياضية والترفيهية وقنوات الأفلام والمسلسلات، لا لأغراض دينية ولكن لأغراض ربحية، فهل يجب التركيز على قناة معينة بغية الائتمام وأداء الصلاة، أم يمكن اتباع أي قناة وإن كانت معروفة بعرض مواد تتنافى مع الدين في الأحوال العادية ؟؟؟
-سؤال أخير: في حال استمرت كورونا بالانتشار (لا قدر الله) وامتد الحجر إلى شهر ذي الحجة، فهل يمكن أن أؤدي مناسك الحج في البيت اعتمادا على التلفاز والنقل المباشر للمناسك من مكة، وهل يجوز لي أن أطوف حول الثلاجة مثلا بشرط أن أغطيها بستار أسود، قياسا على الصلاة خلف المذياع والتلفاز والحاسوب؟؟