بعد المغرب.. قناة إماراتية تغضب التونسيين بتقرير أظهر بلادهم أنها تعيش “حربا طاحنة”
هوية بريس – متابعات
أثار تقرير نشرته قناة “الغد” الإماراتية، الجمعة 30 ماي 2020، غضبا واسعا في أوساط تونسيين، بسبب حديثه عن وجود “احتجاجات شعبية في تونس ضد تفشي البطالة وغياب سلع غذائية أساسية”.
تقرير نشرته وكالة الأناضول أفاد بأن مئات النشطاء التونسيين كتبوا على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات غاضبة ومنتقدة للتقرير الذي نشرته القناة، واعتبروا أنه “يضلل الرأي العام ويشوه صورة تونس”.
قناة الغد ذكرت في تقريرها وجود مظاهرات في 7 محافظات تونسية، احتجاجاً على تفشي البطالة، وغياب مشاريع البنى التحتية، ونفاد سلع غذائية أساسية من المتاجر، وعدم توزيع السلع بشكل عادل على الفئات الضعيفة خلال فترة الحجر الصحي المفروضة ضمن تدابير مواجهة كورونا.
كما أظهر التقرير مئات من المتظاهرين يجوبون شوارع البلاد، فيما قال نشطاء وتقنيون عبر مواقع التواصل، إن الصور المنشورة تعود لاحتجاجات قديمة ليس لها علاقة بما أورده التقرير.
وأضافوا أن “التقرير أظهر مظاهرة نفذتها الأسبوع الماضي، جماهير فريق كرة القدم بمحافظة بنزرت، شمال العاصمة تونس، احتجاجاً على أوضاع المنشآت الرياضية”.
كما أشار النشطاء، إلى أن المحتجين ظهروا في مقطع آخر ضمن تقرير القناة الإماراتية، وهم يرتدون ملابس شتوية، في وقت تشهد درجات الحرارة ارتفاعا بفصل الربيع.
واعتبروا أن التقرير “مؤامرة تحاك ضد بلادهم”، فيما قال آخرون، إن “شعب تونس واع برغبة هؤلاء في تدمير تجربته الديمقراطية وثورته وهو لا يباع ولا يشترى”.
ووفق “عربي بوست” فقد انتقد صحفيون تونسيون محتوى التقرير أيضا، وطالب بعضهم الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري في تونس (الهايكا)، بـ”التحرك لإيقاف مثل هذه الادعاءات التي تزج بالبلاد في خانة صعبة”.
الصحفيون اعتبروا أن “التقرير يفتقر لأبسط أساليب المهنية وأنه صور الوضع في تونس وكأن البلاد على حافة حرب أو أزمة كبرى”.
ودعا آخرون إلى مقاضاة قناة “الغد” الإماراتية ومطالبتها بالاعتذار للشعب التونسي.
كما نشرت مواقع إخبارية تونسية مقالات رافضة لمحتوى التقرير، ومعتبرة أنه “فبركة وتزييف للواقع التونسي”، فيما سلطت أخرى الضوء على ردود فعل النشطاء على مواقع التواصل على تقرير القناة الإماراتية.
الناشط التونسي هاني معمر قال في تغريدة عبر “تويتر”، إن “التقرير يعد بداية التحريض (ضد تونس)، وقناة الغد المدعومة من الإمارات تبث السُّم وتنشر فيديو قديماً على أنه ثورة في تونس على الحكومة”.
ويرى مراقبون أن الحملة تهدف إلى الوقيعة بين البرلمان والرئاسة في تونس، وإثارة معارك جانبية بين الكتل البرلمانية والأحزاب رغبة في تفكيك مؤسسات الدولة، فيما يعتبرها خبراء محاولة للتغطية على الفشل في ليبيا.