أبو زيد: ما أسهل أن يمحوَ بايدن اعتراف ترامب بجرة قلم..
هوية بريس- محمد المكودي
شارك المفكر المغربي المقرئ الإدريسي أبو زيد، مع جمهوره، على حسابه فيسبوك، مقالة جاء فيها:
“ما نفع عرفات اعتراف 100 دولة به دفعة واحدة ، فور انتهائه من خطابه ” التاريخي ” بمقر الأمم المتحدة بجنيف سنة 1988؟
وما نفعه اعتراف العالم به كله ، بما فيهم اسرائيل، بعد توقيعه اتفاق غزة أريحا، برعاية كلنتون يوم 13 شتنبر 1993؟ بل وحصوله على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رابين؟
لم تكلف” اسرائيل” نفسها ، بعد كل ما أعطاها، إلا أن تقول له ، يوم وصل الموعد المتفق عليه لقيام الدولة الفلسطينية على 22% فقط من أرض فلسطين التاريخية:” ليس هناك تواريخ مقدسة”! ثم تداعت دول الغرب كلها تتناهق تناهق الحمير: إياك يا عرفات أن تركب رأسك وتعلن الدولة الفلسطينية من طرف واحد! فلن ننصرك! ثم بعد ذلك قتلوه ، وجاءوا من بعده بمن باع دمه: أبو مازن. واليوم يعدون أسوا فلسطيني على وجه الأرض: دحلان، ليطيح به ، رغم انبطاحه الكامل.
هكذا يطلبون منا التعقل حين نظلم، مع الإلتزام الكامل بما أكرهنا على توقيعه، ولا يطلب من الطرف الآخر أي شيئ مقابل دعم شامل غير منقوص ولا مشروط؟؟!!
فكيف لنا بعد كل هذه البيانات، أن نصدق حديثا معسولا عن مصداقية للصهاينة، او جدية لأمريكا ، أو توازن في المواقف؟
تركيا سلمتهم سنة 1917 العالم الإسلامي ، وسلمتهم نفسها سنة 1923, وذبحت نصف مليون تركي مسلم إرضاء لهم ، وطبقت علمانية شرسة أجرمت في حق الإسلام والمسلمين، واعترفت بإسرائيل فور قيامها سنة 1948, ودخلت حلف الناتو لتكون سدا منيعا للغرب في وجه الشيوعية، وناصرت الغرب ضد المسلمين في كل القضايا ، وأرسلت أبناءها ليموتوا في الحرب الأهلية الكورية 1950- 1955، حيث مقبرتهم هناك أكبر من مقابر قتلى الكوريين أنفسهم. واليوم لأنها تريد أن تدافع عن الحد الأدنى من مجالها البحري بموجب القانون الدولي الذي شرعه الغرب نفسه، تتحد الدول الأوربية كلها وراء اليونان في موقف صليبي تشم منه رائحة القرون الوسطى، وتتخذ قرارات قاسية بعقوبات ظالمة ضد الطرف المظلوم. فماذا بعد؟
على سبيل التذكير: في سنة 1829 أرسلت الجزائر شحنات ضخمة لفرنسا هدية لانقاذها من المجاعة، وشحنات أخرى بيعا بثمن مخفض وتسهيلات كبيرة. ومنحتها قرضا بدون ربا وبأقساط مريحة جدا. فماذا كانت المكافأة في السنة التي تليها؟ احتلت فرنسا الجزائر سنة 1830 وأبادت قبائل بأكملها حرقا بالنار ، وهدمت على امتداد نصف قرن 85% من المساجد، وأرغمت الجزائريين أن يغرسوا مكان القمح ، الكروم لانتاج الخمور، وفعلوا في بلادهم العكس ، لتصبح فرنسا اليوم هي من يصدر القمح للجزائر، ولكن في أي سياق وبأية شروط؟؟؟؟
ولم نضيع كل هذا الوقت؟ والجهد؟ ما نفع الهنود الحمر أن وقعوا مئات اتفاقيات السلام بعد تنازل رهيب عن حقوقهم المتعلقة بوجودهم، وعلى امتداد أربعة قرون، إلا اتخاذ تلك الإتفاقيات سبيلا لإبادتهم ومحوهم من الوجود. أناشدكم الله أن تقرأوا كتب منير العكش، لتقفوا على التفاصيل المذهلة في هذا الموضوع.
إنه الخراب القادم، ولا حول ولا قوة الا بالله! لننظر ما فعل بمصر وهي أقوى وشعبها أعرف بالصهاينة وهو لهم أشد كراهية. كيف وقد خربت مصر من إسرائيل مع الفشل الكامل للتطبيع الشعبي واقتصاره على المستوى الرسمي. كيف ووعينا بالقضية لا يتناسب مع حبنا لفلسطين؟ كيف إذا أصبح لمليون مغربي إسرائيلي حق التصويت بمسمى أنهم من ” مغاربة العالم”؟
أما وهم أننا كسبنا مقابل التطبيع الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، فما أسهل أن يأتي بايدن ويمحوه بجرة قلم ، في سطر تغريدة، كما فعل ترمب مع الإتفاق النووي الإيراني، في حين يستحيل علينا نحن الضعفاء التراجع عما ورطنا فيه ، أو حتى التوجع من السكين الصهيوني حين ينغرس عميقا في الأحشاء، أو حتى ردع المغاربة المتصهينين عن صلفهم وعتوهم، على قلتهم وتفاهتهم.
المرجو الاطلاع على كتاب الدكتور أحمد ويحمان:” بيبيو الخراب على الباب” وملحق ” حصاد الهشيم ” في آخر كتابي ” أفهم القضية الفلسطينية ليكون لي موقف”. وحسبنا الله ونعم الوكيل”.
مع احترامي للمفكر المغربي إلا أني أختلف معه تماما في الرأي، أولا لا علاقة بين قضيتنا الوطنية وبين قضبة فلسطين الحبيبة. لأنه ببساطة إسرائيل جيء بها واستعمرت الارض الفلسطينية، المغرب لم يستعمر أحدا عمل فقط على استرجاع ارضه.
ثانيا التفاق بين فلسطين واسرائيل كان بمثابة الاعتراف باسرائيل والتنازل له عن الراضي التي احتلها، المغرب لم يتنازل عن اي من حقوقه سواء تعلق الامر بصحرائه او بموقفه من القضية الفلسطينية.
ثالثا اذا كان المفكر يشكك في تدوينة ترامب فالمغرب أيضا لم يوقع أي اتفاق، اذا ألغى بادن التدوبنة بأخرى فلسنى ملزمين بشيء لأننا ببساطة لم نوقع ولم نتفق مع إسرائيل على أي شيء.
المفكر سرد لك قرنين من تاريخ الغرب و كيف يتعامل مع العالم الإسلامي و انهم على مر التاريخ لا يلتزمون بالاتفاقيات، و قولك لم نوقع على أي اتفاقيات يتوقع و هكذا بدأت الأمور في الإمارات و البحرين و السودان.
قول صاحب التعليق: التفاق بين فلسطين واسرائيل كان بمثابة الاعتراف باسرائيل والتنازل له عن الراضي التي احتلها
كلام فارغ وكلام متأمزغين من أين لك أن فلسطين تنازلت لإسرائيل؟! وا عجبا من الكذب الصريح! وهب أن حكومة فلسطين اعترفت بإسرائيل هل هذا يعني أن لها حقا في أراضي ملايين الفلسطينيين الذين هجروا من وأخرجوا من ديارهم ظلما وعدوانا… إذا أراد أن يتنازل فليتنازل عن أرضه أما أراضي الشعب فهم لم ينسوها ولن ينسوها وحق العودة نازال في قلوبهم ودمائهم إلى أن يأتي وعد الله باستئص الشرذمة المغضوب عليهم من مسرى الأنبياء المطهرين
نحن كشعب لن نعترف أبدا بهذا الكيان الغاصب ، الذي لعنه الله في قرآنه المتزل
إنا لله و إنا إليه راجعون.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إذا أراد الله السوء بقوم، منحهم الجدل و منعهم العمل.
لدي سؤال بسيط : هل بالكلام نتقدم إلى الأمام ؟
العالم يحكمه قانون الغاب، لديك تكنولوجية متقدمة، لديك أسلحة فتاكة……كلامك يسمع على الفور . ما دون ذلك فهو فراغ في فراغ….مزايدات و ملاسنات …..و منذ سنين ما زالت دار…..على حالها و السلام عليكم.