حكومة أخنوش وغياب الأمطار وسقوط الأطفال في الآبار
هوية بريس – برعلا زكريا
مع تجاوز الولاية الحكومية الجديدة ل 120 يوما من عمرها، لعل أبرز ما يشغل بال المغاربة حاليا هو انحباس المطر عن سماء المملكة بشكل ينذر بتعثر الموسم الفلاحي، هذا الأمر يمس بشكل مباشر الفلاحين البسطاء ومربي الماشية، وبشكل غير مباشر الاقتصاد الوطني وكل المغاربة.
وما يزيد الطين بلة، الارتفاع الصاروخي لثمن المحروقات، والذي ينعكس بدوره على كافة المواد والبضائع التي لا يستغني عنها المواطنون، فزيادة ثمن المحروقات يعني ارتفاع كلفة التوصيل والتوزيع، وبالتالي ارتفاع ثمن البيع، والمواطن هو الحلقة الأضعف الذي يجد نفسه مكتوا بنار ارتفاع الأسعار.
ومن جهة أخرى عرفت مناطق متفرقة من البلاد، حوادث سقوط في الآبار أبرزها وأشهرها الطفل ريان الذي شد انتباه وتعاطف العالم بأسره، عكس ما تلاه من حوادث مشابهة لم تعرف نفس الزخم الإعلامي.
أزمة أخرى لا تقل أهمية عرفتها الحكومة الحالية، تتعلق بقطاع السياحة الذي تضرر بشكل كبير بفعل إغلاق الأجواء، وانعكس ذلك أيضا على البسطاء ممن كانوا يقتاتون من تواجد السياح في المركبات الفندقية أو المطاعم والمقاهي، والمتاجر التي لا تعرض سوى ما يهم الزوار.
وفيما يحاول المسؤولون الحكوميون بالإدارات المركزية بالرباط التعامل مع كل هذه المستجدات، لا شيء يتغير في مناطق المغرب العميق، فالعزلة شبه التامة بأقاليم كأزيلال وشفشاون لا تجعلهم يحسون بالأزمة ما داموا فيها أصلا، على الرغم من تعاقب عدة حكومات. فلا زالت بعض الدواوير هناك تعاني من العطش وغياب الطرق والبطالة والهدر المدرسي والهشاشة وتعثر برامج التنمية التي لطالما تغنى بها السياسيون.
تحد آخر تواجهه حكومة اخنوش وهم “شعب الفيسبوك”، حيث أصبح الجميع مهتما بالشأن العام، ويراقب كل صغيرة وكبيرة ويتفاعل بشكل مستمر مع الأحداث، بل ويترصد هفوات المسؤولين وينتقدهم.وقد يستعين بهاتفه من أجل التوثيق وإبداء الرأي. وبفضل ذلك خرجت للعلن ممارسات كانت تقع في الخفاء، كقضية “الجنس مقابل النقط” التي هزت أركان الجامعات.
إضافة لتكتل قاطني “الفيسبوك” في مجموعات، هؤلاء يرفضون التلقيح وآخرون متخصصون في مراقبة أسعار المحروقات، وكل يغني على ليلاه.
ناهيك على أن نشاط مواقع التواصل الاجتماعي زاد من حدة الشائعات، واختلط الحابل بالنابل، وأصبحت بعض صفحات “الفيسبوك” أكثر تأثيرا من الجرائد. وصار الوصول للمعلومة صعبا في عصر وفرة المعلومات. فتارة سمعنا أن ريان بصحة جيدة في قعر البئر وبعدها مات ريان!
وفي الوقت الذي تتحدث فيه مكونات الحكومة كل في مجاله عن نصف الكأس الممتلئ، وما تحقق وماهو في طور الإنجاز، تركز تصريحات المعارضة على النصف الفارغ من الكأس، وتطالب الحكومة بملئه فورا. وبين هذا وذاك يظل المواطن البسيط ممسكا بالكأس فاتحا فاه في انتظار أن يرتشف شربة ماء بعد أن أعياه العطش، عطش الانتظار.