أعضاء مركز تكوين.. تشريح معرفي (1)

05 يونيو 2024 15:15

هوية بريس- محمد زاوي

1-يوسف زيدان

يوسف زيدان، أبرز مؤسسي “مركز تكوين”؛ لا يخرج فكره عن وجهتين اثنتين: نقد التدين بالوجدان، ونقد المقولات الدينية بالتاريخ. وهو بذلك يحاول تجريد السلطة من أهم وسائل سيطرتها. التوليفة الواضحة بين هذه الأفكار ضمّنها في كتبه “دوامات التدين” و”متاهات الوهم” و”فقه الثورة”. أما الثورة المصرية الناجحة في نظره فهي تلك التي تنجز قطيعة مع “أوهام المصريين” و”المنزع الثيوقراطي في الدولة” و”سيطرة السلطة” كيفما كانت، بما فيها سلطة العسكر.

ورغم هذا الميل لتخليص الدين من شوائب التدين وتأثير السياسة، فإن زيدان سرعان ما يقول باستحالة الفصل بين الدين والسياسة، بل بينهما وبين العنف. فحيثما وجد الدين وجدت السياسة، ووجد معهما العنف. اليهودية والمسيحية والإسلام، كلها أديان تشترك هذا المعنى، وقد نحت هذا المنحى مهما حاول بعض الدارسين البحث عن علمانيات خاصة بها. لو انفصل الدين عن واقعه، لكان الكلام الديني قد انفصل عن مقدماته، ولما كان متكلمو العالم القديم ولاهوتيوه هم أنفسهم متكلمو الدين الجديد. (راجع “اللاهوت العربي وأصول العنف الديني”)

ينزع يوسف زيدان إلى فك الارتباط بين الدين والسياسة، وهو ما لا يتأتى في نظره إلا بقطيعة مع الدين نفسه، أي بما هو يهودية أو مسيحية أو إسلام، إذ كلها لا تخلو من سياسة، والدين الصحيح والمطلوب هو ما كان قبل السياسة، وما تحقق به الوجدان خارجها وبعيدا عنها. إنه دين صوفي يبحث عنه زيدان عند عدد من المتصوفة، غير آبه بضرورة السلطة، أو شرط السياسة، أو اضطرارهما للتوسل بالعنف.

(يتبع)

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M