محامون يرفضون الدفاع عن متهمين في محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا
هوية بريس – متابعة
رفض بعض المحامين المسجلين في نقابة أنقرة للمحامين، الدفاع عن متهمين بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا، منتصف يوليوز الجاري.
وقال حسين قايا، رئيس جمعية الدراسات القانونية (غير حكومية)، للأناضول، إن “بعض المتهمين في المحاولة الانقلابية طلبوا من بعض أعضاء الجمعية الدفاع عنهم في المحكمة، غير أن المحامين رفضوا ذلك”.
وأوضح قايا، أن أعضاء الجمعية، اتخذوا قرارًا بعدم الدفاع عن “المتورطين” في المحاولة الانقلابية، مشددًا على أنهم أصدروا بيانًا بذلك.
من جانبه، أفاد محمد علي جانلي، رئيس هيئة القانون والديمقراطية، للأناضول، بأنهم لن يحضورا جلسات محاكمة الانقلابيين.
بدروها قالت، ملتم بانكو، المحامية المسجلة في نقابة أنقرة، إنها “تلقت عرضًا من قبل بعض أسر الانقلابيين من أجل الدفاع عنهم”، مشيرةً إلى رفضها الطلب.
وبررت بانكو للأناضول، رفضها ذلك بقولها إن “الدفاع عن خائني الوطن، بمثابة خيانة للوطن كذلك”، مضيفةً: “لا يمكن أن أدافع عن أشخاص جعلونا نعيش تلك الليلة (محاولة الانقلاب).. ضميري لا يسمح لي بذلك”.
وأردفت قائلةً “أساس العلاقة بين المحامي وموكله، تتمثل بالثقة”، مستدركةً: “كيف يمكن أن أثق في من خان بلده؟”.
من جانبه، قال رئيس نقابة المحامين في أنقرة، هاكان جاندوران، للأناضول، إنهم عينوا 430 محاميًا للدفاع عن ألفين و200 موقوف في إطار التحقيقات.
وأشار جاندوران، إلى أن عدد المحامين المسجلين لديهم يبلغ نحو 3 آلاف شخص، موضحًا أن معدل قبول المحامين للدفاع عن المتهمين ضعيفة.”
وأكد جاندوران، أنه “لا يمكن الحديث عن مسألة رفض المحامين الموكلين بموجب قرار المحكمة بالدفاع عن المتهمين”، مشددًا بالقول إن “المحامين لدينا هم موظفون حكوميون، والجميع لديهم حق الدفاع عن شخصهم، ولهذا السبب فإن الدولة ملزمة بتوكيل محامي للدفاع عنه”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 يوليوز)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية -غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة، والقضاء، والجيش، والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.