ابتـ.زاز و”كريساج”.. أفارقة يثيرون فوضى بمقبرة الشهداء بالرباط

هوية بريس – متابعات
أدت الفوضى اليومية في مقبرة الشهداء بالرباط إلى إزعاج الزوار، وتزايدت الشكاوى من المواطنين بشأن التجاوزات والاعتداءات من قبل أفراد من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وفق يومية “الأخبار” يقيم بعض هؤلاء الأفراد حول المقبرة بشكل غير رسمي، ويفرضون رسومًا على الزوار، ويطلبون مبالغ مالية مقابل خدمات مثل بيع زجاجات المياه (5 دراهم) أو حفر القبور (300 درهم)، وقد يصل الأمر أحيانًا إلى الاعتداء الجسدي.
وهناك تساؤلات كبيرة حول غياب تدخل حازم من السلطات المحلية، خاصة وأن المقبرة تعتبر من أبرز أماكن الدفن في الرباط، وتستقبل يوميًا عشرات الجنائز والزوار، في مشهد يتسم بالازدحام الشديد وغياب شروط التنظيم والاحترام لحرمة المكان.
هذا وقد عاينت “هوية بريس” أول أمس الجمعة أن السلطات تدخلت فمنعت ولوج الأفارقة المثيرين للجدل للمقبرة، لكن كثيرا من زوار مقبرة الشهداء الشهيرة بالرباط طالبوا استدامة هذا الوضع الأمني، ولم يخفوا توجسهم من عودة الوضع لما كان عليه بالسابق.
ويؤكد مواطنون أن المشهد العام لمقبرة الشهداء لا يليق بمكانتها الرمزية والدينية، إذ تحولت إلى مكان يعج بالعشوائية و”سماسرة الموت”، في ظل سوء إدارة واضح من قبل الجهات المسؤولة.
وفي حين تعاني مقابر الرباط من هذا الوضع، تُسجَّل تجربة مختلفة في مدينة سلا، حيث تم تفويض إدارة المقابر إلى جمعيات محلية في إطار شراكات مع مجلس المدينة، مما سمح بتنظيم عملية الدفن، وتوفير بيئة أكثر احترامًا لزوار المقابر، وضمان تدخلات إنسانية لمرافقة أسر المتوفين في ظروف كريمة.
ويطالب نشطاء محليون وحقوقيون بتبني مقاربة جديدة في إدارة مقابر العاصمة، تقوم على الحكامة المحلية، وتعزيز دور المجتمع المدني، مع وضع حد للتجاوزات التي تشوه صورة المدينة وتمس بحرمة الموتى وكرامة الأحياء.
هذا تواجه الرباط أزمة حقيقية في دفن الموتى، بسبب تجاوز أغلب مقابر المدينة قدرتها الاستيعابية، مما دفع الأسر إلى البحث عن مقابر بديلة خارج أحيائهم، وأحيانًا خارج المدينة، في انتظار مشروع “المقبرة الكبيرة” الذي طال انتظاره.
وتضيف “اليومية وفقا لمصادر جمعوية، أن عددًا من مقابر المدينة، خاصة في أحياء المحيط ويعقوب المنصور، قد امتلأت بالكامل، مثل مقبرة الشهداء، ومقبرة العلو، ومقبرة سيدي مسعود بحي الرياض، مما يطرح تحديات كبيرة على الأسر التي تفقد أقاربها، ويضع سلطات المدينة أمام مأزق إدارة قطاع حيوي وحساس، خصوصًا مع الارتفاع الطبيعي في عدد الوفيات السنوي.



