المغرب يسجل 49.2° كرقم قياسي جديد.. وبشرى سارة للمغاربة
هوية بريس – علي حنين
أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن المغرب عرف موجة حر طويلة وغير مسبوقة خلال فترة الصمايم، حيث تجاوزت درجات الحرارة معدلاتها المعتادة بفوارق وصلت إلى 13 درجة مئوية، في ظاهرة جوية أثرت على معظم المناطق بما فيها السواحل.
وشهد المغرب خلال الأسبوعين الماضيين موجة حر قوية وطويلة الأمد، امتدت حتى إلى بعض المناطق الساحلية التي عادة ما تتسم بالاعتدال، مثل الدار البيضاء وآسفي والصويرة.
وتشير معطيات الأرصاد إلى أن هذه الموجة سجلت يوم 17 غشت 2025 ارتفاعات عامة تراوحت بين +3 و+13 درجات مئوية مقارنة بالمتوسطات المناخية للعشرية الثانية من غشت.
وكانت الزيادة الأشد في السهول الداخلية والهضاب الوسطى، حيث تجاوزت درجات الحرارة معدلاتها بفوارق كبيرة.
حتى السواحل بدورها سجلت زيادات ملحوظة تراوحت بين +5 و+8 درجات، بفعل ضعف تأثير نسيم البحر وتوغل الهواء القاري الحار.
أسباب الظاهرة
توضح الأرصاد أن هذه الوضعية مرتبطة أساسًا بظاهرة الشرگي الناتجة عن تعزز موقع المرتفع شبه المداري فوق شمال إفريقيا، ونشاط المنخفض الحراري الصحراوي الممتد نحو المغرب.
هذا ما أدى إلى صعود كتل هوائية حارة وجافة من عمق الصحراء الكبرى، زادت شدتها محليًا بفعل تأثير الفوين على السفوح الغربية للأطلس والريف، إضافة إلى غياب السحب، مما فاقم من التسخين النهاري.
أرقام قياسية
بلغت درجات الحرارة يوم 17 غشت ما بين 38 و47°م، حيث سُجلت أعلى درجة في سيدي سليمان والسمارة (47°م). كما تجاوزت 19 مدينة عتبة 40°م في نفس اليوم.
والأبرز أن محطة العيون حطمت الرقم القياسي الوطني والشهري لدرجة الحرارة القصوى يوم 09 غشت 2025، إذ سجلت 49.2°م مقارنة بالرقم السابق (47°م) المسجل في غشت 2016.
التوقعات الجوية
تتوقع الأرصاد استمرار الطقس الحار خلال اليوم الاثنين خاصة بالسهول الداخلية الشمالية والوسطى والمناطق المتوسطية والريف والشمال الشرقي وداخل الأقاليم الجنوبية، حيث يُرتقب أن تتراوح الحرارة بين 42 و47°م بمناطق كسهل سايس والغرب وتانسيفت وتادلة وسوس.
كما ستشهد الحالة الجوية زخات رعدية محلية بالأطلس ومنحدراته الشرقية وشرق الريف وبعض مناطق الجنوب، مع تشكل ضباب بالسواحل الأطلسية ليلاً وصباحاً.
عودة التأثير البحري
ابتداء من يوم الثلاثاء 19 غشت، ستتأثر البلاد بتيار بحري غربي من شأنه الحد من شدة الموجة الحرارية، ما سيؤدي إلى انخفاض تدريجي في درجات الحرارة خاصة في الشمال والوسط، مع بقائها مرتفعة نسبياً بالجنوب والجنوب الشرقي.
ويتوقع أن يستمر هذا التراجع حتى نهاية الأسبوع، مع طقس معتدل إلى حار نسبياً بالداخل الشرقي والجنوب الشرقي، فضلاً عن احتمال زخات رعدية محلية بمرتفعات الأطلس وأقصى الجنوب.
ختاما
تؤكد المديرية العامة للأرصاد الجوية أن موجة الحر الاستثنائية التي عاشها المغرب خلال فترة الصمايم تعكس تأثير التغيرات المناخية على المنطقة، لكنها تتوقع انفراجًا تدريجيًا ابتداء من 19 غشت مع عودة التأثيرات البحرية، ما سيساهم في خفض درجات الحرارة واستقرار نسبي للأحوال الجوية.
