ماذا لو قال بنكيران: لا يمكن أن نقاوم الحداثيين إذا لم نحاربهم..؟!
هوية بريس – إلياس الخريسي
مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن نتائج 7 من أكتوبر والتي بوأت حزب العدالة والتنمية الصدارة، توالت تعليقات الخاسرين في الانتخابات والناقمين عن الإسلام والإسلاميين، فمنهم من برر فشله قائلا: (بأنه يواجه مشروعا دعويا أمميا متوحش العقيدة يستهدف هدم الوطنية وحضارة المغرب.. إلياس العماري)، وهناك من بررت فشلها الانتخابي مصرحة: (الذين صوتو على الإسلاميين لهم ثقافة الشيخ والمريد ونتاج مدرسة حفظ وعرض.. نبيلة منيب).
وتعتبر هذه التصريحات أقل قوة وخطورة من تصريحات كتائب هذه الأحزاب الخاسرة والتي تتمثل في مجموعة من الناشطين الحقوقيين والباحثين والجمعويين والصحفيين والمدونين…
ولعل العنوان العريض على جريدة الأحداث المغربية الصادرة يوم 14 أكتوبر (لا يمكن أن نقاوم الإسلاميين إذا لم نحاربهم)، يعطي مجموعة من الإشارات الخطيرة، خاصة مع استعمال كلمة الحرب الدالة على كل معاني القسوة والكراهية والعنصرية واللاإنسانية التي لطالما صدع بها رؤوسنا هؤلاء العلمانيون.
بغض النظر عن السياقات والأسباب وراء هذه الهجمات المتكررة على الإسلاميين، يجب أن نطرح هذا السؤال: ماذا لو خرج علينا عبد الإله بنكيران في تصريح قوي قائلا: (نحن هنا لمحاربة الحداثيين دفاعا عن الحداثة..) على غرار ما قاله منافسه السياسي إلياس العماري (نحن هنا لمحاربة الإسلاميين دفاعا عن الإسلام..)..!؟
كيف ستتلقى وتتعامل الصحف التي تخدم التوجه الحداثي مع هذه الجملة..؟ وهل ستركز على الجملة بالكامل أم أنها ستركز على كلمة (الحرب) فقط..؟ كيف ستتلقفها “دوزيم”..؟ وما هو الحيز الزمني الذي ستخصصه في أخبارها وبرامجها الحوارية لمناقشة تصريح رئيس الحكومة الذي ستصفه بلا شك بالداعشي..؟
وكيف ستكون ردة فعل الجمعيات الحقوقية والحركات التي تدعوا للحريات الفردية..؟ وكيف سيرد عصيد ووديع والغزيوي والآخرون..؟
لا شك أن تلفظ بنكيران بمثل هذا التصريح سيخلق ضجة كبيرة في كل الأوساط وسيصل صداها للعالم، ولن تمر مرور الكرام، ولا نستبعد أن تكون هذا التصريح سببا في إسقاط الحكومة وحل حزب العدالة والتنمية.
والخلاصة هي أن العلمانيين يمكنهم أن يستعملوا كل الأسلحة في مواجهة الإسلاميين دون حسيب أو رقيب لدلالات الكلمات وحمولتها الخطيرة، أما الإسلاميين فيجب أن يزنوا كلماتهم بدقة قبل أن تخرج من أفواههم لأن الكل يتربص بهم، يستفزهم، ينتظر منهم زلة صغيرة ليجعل منها قضية ويلصق بهم تهمة الإرهاب والدعشنة وإقصائهم بالقوة، لأنهم يدركون أن إقصاءهم هو الوسيلة الوحيدة للفوز بالانتخابات وتنفيذ مخططهم العلماني في الدول الإسلامية.. ولكن هيهات هيهات.
ماذا ننتظر من دولة الذين يمتلكون القوة فيها هم أناس لا يرقبون في مؤمن إلا و لا ذمة، يستعملون الإعلام و التعليم و المؤسسات للتعتيم على ما يريدون و تضخيم ما يحتاجون و نزع الشرعية أو إضفاءها على من يختارون، و لكن أعمالهم الدنيئة تبوء في أحايين كثيرة بالفشل الذريع، إن الله لا يصلح عمل المفسدين.