المغرب يدعو الى اعتماد مقاربة تتوخى الوقاية من تداعيات النزاعات على الأطفال
هوية بريس-متابعة
دعا المغرب يوم الثلاثاء 21 فبراير في العاصمة الفرنسية باريس، إلى اعتماد مقاربة تتوخى الوقاية من تداعيات النزاعات على الأطفال.
وأكد عمر هلال السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، خلال ندوة دولية في موضوع “حماية الأطفال من الحروب” نظمت بتعاون بين وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية واليونسيف، انه يتعين اعتماد مقاربة مزدوجة تتوخى أولا الوقاية من النزاعات ومن تداعياتها على الأطفال في حال وقوعها.
وأضاف الدبلوماسي المغربي أن هذه الوقاية تمر عبر تحسيس المجتمعات من خلال التلفزيون والإذاعة، والحملات الدعائية، وبالمدارس، مشددا على ضرورة الوقاية من النزاعات عبر ترسيخ الديموقراطية، وتعزيز الحكامة الجيدة، والنهوض بالتنمية المستدامة، ودولة القانون وحقوق الإنسان.
وقال إنه يتعين على الحكومات من جهتها المصادقة على المعاهدات الدولية وتنفيذها، وإدراجها ضمن التشريعات الوطنية، مذكرا بأن المغرب كان ضمن البلدان الأوائل التي وقعت وصادقت على البروتوكول الاختياري الإضافي لاتفاقية حقوق الأطفال، المتعلقة بمشاركة الأطفال في النزاعات المسلحة، وبمبادئ والتزامات باريس.
كما دعا إلى اتخاذ تدابير قانونية وسياسية ومؤسساتية من أجل الوقاية ومحاربة العنف ضد الأطفال، مؤكدا على ضرورة وضع آليات فعالة من أجل تحديد العمر، من أجل الوقاية من تجنيد القاصرين.
وتطرق عمر هلال أيضا إلى ضرورة ضمان ولوج كافة الأطفال إلى التربية والتكوين المهني، وخاصة اللاجئين، والأطفال النازحين من أجل منع تجنيدهم.
ودعا من ناحية أخرى إلى إدانة الهجمات على المدارس والمستشفيات، مما يخلف قتلى في صفوف الأطفال، مشيرا إلى أنه عندما تغلق المدارس، لا تبقى للأطفال أي خيارات وبالتالي يصبح من السهل التغرير بهم.
واعتبر أنه يتعين متابعة الأطراف التي تعمد إلى تجنيد الأطفال دون السن القانوني، أمام العدالة، مبرزا أنه يتعين اعتبار الجرائم المرتكبة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة، جرائم ضد الإنسانية.
من جهته قال رضوان الحسيني رئيس قسم الأمم المتحدة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، إن وضعية المهاجرين تتطلب اهتماما خاصا من خلال وضع آليات للحماية بالنسبة لغير المرفوقين في بلدان الانطلاق أو العبور أو الوصول.
وجدد الحسيني دعم المغرب الثابت لمبادئ والتزامات باريس حول حماية الأطفال في زمن النزاعات المسلحة، التي تعتبر مكملة لعمل مجلس الأمن الدولي.
وأضاف أن المغرب يشيد بجهود لجنة قيادة مبادئ باريس في إعداد الخطوط التوجيهية، حول تجنيد وتحرير وإعادة إدماج الأطفال.
يذكر أن الوفد المغربي خلال هذه الندوة والذي يضم أيضا سفير المملكة بباريس شكيب بنموسى، ذكر بالمبادرة الملكية لتسوية أوضاع المهاجرين المنحدرين بشكل خاص من بلدان جنوب الصحراء.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد أعلن في افتتاح هذه الندوة أن 230 مليون طفل يعيشون في بلدان أو مناطق، تشهد نزاعات مسلحة، مشيرا إلى أن 15 مليونا منهم متضررين بشكل مباشر جراء هذه المعارك، ومليون ونصف المليون مهددون بخطر الموت جوعا.
وشارك أزيد من 120 وفدا يمثلون دولا ومنظمات دولية والمجتمع المدني، في هذه الندوة التي تندرج ضمن استمرارية ندوة ” لنحرر الأطفال من الحروب” التي عقدت بباريس سنة 2007، والتي تمخض عنها تبني “مبادئ والتزامات باريس” التي تتوخى حماية الأطفال من التجنيد من قبل قوات أو مجموعات مسلحة. و.م.ع