أوريد: المغرب والجزائر في حالة حرب.. والوضع قابل للاحتراق..

14 أكتوبر 2021 10:45
حسن أوريد: الأنظمة العربية لا تعير لغتها اهتمامًا

هوية بريس- محمد زاوي

نشر المفكر المغربي حسن أوريد مقالة على “TRT عربي”، يفسر فيها التوتر الأخير بين المغرب والجزائر، كما يرصد فيها انتقال العلاقة بين البلدين من حالة “لا حرب ولا سلم” إلى “حالة حرب”، حسب وجهة نظره.

وقال أوريد أن “العلاقة بين البلدين خرجت من حالة توتر تحت السيطرة، أو من حرب باردة، مع ما تعرفه الحرب الباردة من سباق تسلُّح وارتياب، إلى حالة الحرب state of belligerence، مع حملات إعلامية، وتعبئة عسكرية، ومناورات، وتجييش دبلوماسي”.

ويقدّر أوريد أن “مقاربة الجزائر حيال المغرب بدأت تتحول، منذ انضمامه إلى اتفاق إبراهام (10 ديسمبر/كانون الأول 2020)، ولا تعتبر الجزائر قرار المغرب سيادياً، بل موجهاً ضدها. منذ ذلك الحين تَغيَّرَت طبيعة المشكل بين البلدين، من نزاع ذي توتر صغير تحت السيطرة، إلى توتر مرتفع يمكن أن يخرج عنها”.

أما “موقف المغرب حيال الجزائر (فقد) تطور كذلك، إذ كان في دائرة الدفاع، من خلال الدعوة إلى حوار مع الجزائر، الطرف المعني بنزاع الصحراء، من منظوره، إلى وضع جديد من خلال تغيير دائرة أحلافه، ومنها ربط علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ومنها ردّ السفير المغربي في الأمم المتحدة لحقّ الشعب القبائلي في تقرير المصير (يوليو/تموز 2021). والملف يكتسي حساسية مفرطة في الجزائر، رغم المضاعفات المحتملة على المغرب، على اعتبار ملفّ الأمازيغية عابراً للدولتين”. يتابع أوريد.

ويزيد أوريد أنه “على مدار أكثر من خمسين سنة، لم يستطع البلدان تجاوز ما يسمّيه الصحافي من أصل موريتاني المرحوم محمد باهي، عقدتيهما، إذ يشكوان، كل واحد على حِدة، من ملازمة لم يستطِع أن يتجاوزها؛ الجزائر تشكو من متلازمة التطويق، والمغرب من متلازمة التمزيق”.

وشارحا التمييز أعلاه، يقول أوريد: “منذ الاستقلال ترى الجزائر أنها مهدَّدة لإجهاض تجربتها، ويزداد هذا الشعور بالتطويق، في الآونة الأخيرة، ويسود الاعتقاد في الأوساط الجزائرية أن بلدهم مستهدف، ويعتبرون المغرب الظاهر من الجبل الثلجي.

أما المغرب فيشكو من متلازمة التمزيق، إذ قسمته القوى الاستعمارية إلى مناطق نفوذ، منطقة شمالية وجنوبية وجيوب تحت الاحتلال الإسباني، ووسط تحت الاستعمار الفرنسي، ومنطقة دولية في طنجة واقتطاعات ترابية. جوهر المشكل هو طبيعة العقدة التي يشعر بها كل من البلدين، التطويق من الجزائر، ومتلازمة التمزيق من المغرب، لذلك تكتسي الوحدة الترابية والبشرية بالنسبة إلى المغرب طابعاً وجودياً”.

ويضيف أوريد مشخصا الواقع الحالي للعلاقة بين المغرب والجزائر: “لقد ظل البلدان في حالة لا حرب ولا سلم، ولكنهما اليوم انتقلا إلى حالة الحرب، إذ يعرف البلدان حالة استنفار غير مسبوقة، عسكرية ودبلوماسية وإعلامية، مع سعي حثيث لكسب حلفاء دوليين، ويمكن لـ”حالة الحرب” أن تنتقل إلى “الحرب”.”.

وختم المفكر المغربي مقالته بالقول: “قيادتا البلدين تدركان خطورة المغامرة، إذ سينفلت الأمر في حالة المواجهة كي يصبحا مجال صراع قوى دولية. الحرب ستكون مدمرة، وستكون أسوأ من الحرب العراقية-الإيرانية، لأن الحرب العراقية-الإيرانية، أبقت على النظامين، وعلى البلدين، باعتبارهما شعبين لهما هويتان مختلفتان، والحال أن المغرب والجزائر شعب واحد، وأسوأُ الحروبِ الحروبُ الأهلية. وهذا أمر تعيه القيادتان، وليس من الحكمة العبث بالنار في وضع قابل للاحتراق، وكما يقول المثل الشعبي المشترك بين المغرب والجزائر: اللي يحسب بوحدو يشيط له، (من يَعُدّ وحده يجدِ الحساب بالفائض)”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M