الترويج للعامية خدمة للاستعمار

07 أغسطس 2020 14:39
لقاء مع الصحافة بعد غد الثلاثاء لتقديم مهام ومنهجية اشتغال ومجموعات عمل المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري

هوية بريس – د.محمد عوام

من درس تاريخ الترويج للعامية والعناية بها، سوف يخرج بنتيجة وهي أن الذين يروجون للعامية، ما هم إلا خدام الاستعمار وعبيده. لقد انتبه المستعمر للغة العامية في وقت مبكر جدا (ق16 و17 وما بعدهما)، فأنشأ من أجل ذلك كليات ومعاهد، في كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا، وغيرها من البلدان، وإلى عهد قريب جدا عاصرناه كانت هناك في شمال المغرب جريدة تصدر بالعامية وتوزع مجانا، من ورائها جهة أجنبية، وقبل ثلاث سنوات أو أكثر زرت المركز الثقافي الفرنسي فوجدت مطوية في الباب من جملة ما يعلمونه العامية، هل كل هذا حبا في العامية؟ إنه لشيء عجاب. ولا يخفى أن الهدف من ذلك كله هو القضاء على لغة القرآن الكريم، وإبعاد المسلمين عنه.

وما أحوجنا لمعرفة هذه الحقيقة من الاطلاع على كتاب نفيس ومهم جدا للدكتورة نفوس زكريا سعيد، الذي نالت به درجة الدكتوراه في خمسينيات القرن الماضي، وهو (تاريخ الدعوة إلى العامية في مصر)، فقد جمع وأوعى كل ما يتعلق بالدعوة إلى العامية، حتى قال فيه العلامة محمود شاكر رحمه الله: وددت لو طبعت منه نسخا ووزعتها على كل بيت في مصر مجانا. وكفى بهذه الشهادة في حق الكتاب.

وإن من أفحش ما نعيشه اليوم في المغرب، أن تجد الهاكا تتنكر للدستور المغربي الذي صوت عليه المغاربة، وجعلوه حكما بينهم، ونصوا فيه على اللغة التي ارتضوها، أن تغض الطرف عن الترويج للعامية، وما ذلك إلا مساهمة في تنفيذ المخطط الاستعماري القديم بروح جديدة.

إن أسوأ ما يقف في وجه التنمية هو العامية والفرنسة، والترويج لهما خيانة دينية بالتنكر للغة ارتضاها لنا ربنا أن تكون وعاء لدينه، وخيانة دستورية بالتنكر لمبادئ الدستور بلا خجل ولا وجل، وبلا حساب ولا مراقبة، وخيانة وطنية وذلك بتعطيل التنمية والرقي والتحضر، إذ اللغة فيه أساس البناء وفسطاط التحرر، وعمود الرقي.

إن أي أمة ملتصقة بلغة أجنبية أمة مستعبدة، لن تشم رائحة التحرر والتحضر، لأن اللغة وعاء لهما، ومن فقد لغته الأصيلة، كان بمثابة من استلحق بأب غير شرعي، لن يجد يوما من يعترف به أو يقر بنسبه، ولكن مع الأسف أن خدام الاستعمار الثقافي تبلد إحساسهم، وتكلست عقولهم عن إدراك مخاطر الاستعمار اللغوي الذي هو أسوأ من الاستعمار العسكري، ونعوذ بالله من الخذلان، ومن عباد عجل السامري.

آخر اﻷخبار
5 تعليقات
  1. نعم للغة الدرجة ف كل مكان من المغرب هي للغة الي كايتكلم بيها كل مغربي من طنجة لكويرة إلى جانب اللغة الإمزيغية كانتمناو يزيدو للغة العبرية حيت هي اللغة تلاتة ف المغرب إلى جانب التقافة الحسانية ان شاء الله حتى هي تكون للغة معترف بها ف المغرب

    1
    3
  2. إن العامية تعرقل مهمة المدرسين للغة الأم فلو ساعد الاعلام بترجمة البرامج المداع في القنوات الفضائية والأرضية إلى اللغة العربية لسهل على رجال التربية تمرير المحتويات الدراسية بسلاسة ولو أن المؤسسات الحكومية والخاصة من ابناك وإدارات اعتمدوهالسهل التواصل مع جميع الشرائح الاجتماعية من المواطنين.

  3. نعم الترويج للعامية خدمة للاستعمار الفرنسي، ومحاربة الاسلام ، لان اللغة العرببة الفصيحة لغة القرءان هي التي تجعل المسلم شغوفا بمعرفة اسرار القرءان الكريم.
    فعزل المسلم عما يفهم به دينه وعقيدته، ويحافظ على هويته وما تزدخر به من قيم واخلاق، يجعل سهل الاستيلاب والابتلاع.
    الا يلاحظ المرء ان من يدعو للعامية، هم يحاربون احكام الشريعة الاسلامية، فعندهم المثلية والزنا الذين يسمونها
    العلاقة الرضائية لايجب ان تجرم،
    الا ترى بان عيوش المشهور بدفاعه عن الدارجة ، هو عضو في المجلس الاعلى للتعليم.
    في نظري الدفاع عن العامية، بل وفرضها، هو يمس حرية استقلال الراي والتسيير، بالرغم ان الدستور يقر بان العربية والامازيغية هما االغتان الرسميتان، ولكن الواقع لاعرببة ولا امازيغية، في ابسط المعاملات الادارية ،تجد لغة المستعمر هي السيدة والسائدة، رغم تخلفها واقعيا وعالميا وعلميا.
    وكما جاء عن ابن خلدون المغلوب مولع بتقليد الغالب،

  4. الترويج بل فرض (اللهجة) العامية في الإشهار و الندوات عبر القنوات الرسمية لهو أكبر حرب على اللغة العالمية العربية.

    أصحاب المشروع يدعون أنه باللجوء إلى العامية فإننا يرومون تقريب المعلومة من المواطن (العامي) لا غير لدرجة فرضها في خطبة الجمعة و الحقيقة غير ذالك فبدل رفع مستوى العامي يهبطون باللغة إليه.

    فمثلا يجب على الأستاذ المعلم أن يحط من علمه ليكون في مستوى التلميذ المتعلم.

    برنامج ذي صيت عالمي ()أمودو و هو منتوج مغربي ممتاز كان قد إعترض على تغيير لغته العربية الممتازة إلى اللهجة الدارجة لأن هذا التحول سيجعل البرنامج مقتصرا على بعض المغارة و بالتالي محدود الإنتشار و النتيجة الحتمية وأد كلي للبرنامج.

    محاصرة اللغة العربية تعتبر ضربت لأداة التمكن من تعاليم الإسلام خاصة القرٱن.

    3
    1
  5. آكيهدو ربي آكوما الدليمي ماني آسرغ تريت
    ريغ آييتملت إغورتسينت كرا نتاكوريت غالدارجة نتاعرابت مان القاموس ليغ راس تتسيكلت
    وبالعربية الفصحى (واعدرني إن كنت أنت ملما بتشلحييت) أود أن أعرف إن لم تكن تعرف كلمة بالعربية الدارجة ما هو القاموس الذي ستستنجد به
    لنكن واقعيين، ومنطقيين يا أخي العزيز، ليس لأنه فرطنا وتكاسلنا في تكويننا وفي تكوين أجيالنا التكوين الصحيح، وأتكلم هنا باسم مجتمعنا وأجدادنا، أقول ليس لأننا فرطنا، نلجأ إلى إنكار داتنا والتشبث بغيرنا ليعطينا المراجع التي تكاسلنا في إنتاجها. لأنه بهكذا في آخر المطاف، سنبقى طول الدهر منتظرين إنجازاته ونبقى مجرد مستهلكين، منتظرين ما سيجودون به علينا…
    فلنتصور مجتمعا منفتحا، فالمغاربة منفتحون والحمد لله. لكن الأمية ضاربة أطنابها فيه منذ أجيال، زيادة على الفساد والرشوة، مما أوصله إلى مرحلة كل يفتش عن مصلحته، وفي أحسن الأحوال عن لقمة عيشه ولقمة عيش أولاده، ولو كان ذلك على حساب قيمه وعلى حساب هويته.
    وفي هذا الباب أتذكر صديقا “سابقا” تحدثت معه في موضوع الدفاع عن الصالح العام، فأدهشني قوله هكذا حرفيا: ” متفق معك mais pas à mon détriment ”
    وهذا بالظبط ما تكلمت عنه بشأن من يقولون: ” مصلحتي ولوخرين لهلا يكلب ولبلاد لهلا يكلب……”
    وهنا يمكن أن نتساءل : هل نلومهم؟ وما نسبة مسؤوليتهم؟ وهذا موضوع آخر. حقا إن الحديث دو شجون…
    اللهم الطف بنا واهدنا فيمن هديت
    ومعدرة عن استعارة تعليقي بمقال سابق في نفس الموضوع بالظبط
    عبدالله بن مسعود

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M