الرباط.. كلمة مجموعة العمل الوطنية ومرصد مناهضة التطبيع بمناسبة يوم القدس العالمي (صور)

05 أبريل 2024 18:02

هوية بريس – متابعة

ألقى القيادي في حركة التوحيد والإصلاح عبد الرحيم الشيخي كلمة مجموعة العلم الوطنية من أجل فلسطين والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع والهيئات المشاركة، وهذا نصها:

ها نحن نقف اليوم مجددا في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان 1445، وهو اليوم المائة واثنين ثمانين (182) من الحرب والعدوان الصهيوني على غزة، والذي يصادف أيضا ذكرى يوم القدس العالمي الذي قررت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع وعدد من الهيئات والفعاليات المساندة لفلسطين والمناهضة للتطبيع عبر العالم إحياءه، كما دعت العديد من الهيئات إلى جعل يوم الجمعة هذا يوم غضب واحتجاج على العدوان الصهيوني وخاصة على الإدارة الأمريكية التي تقود هذه الحرب إشرافا وتخطيطا وإمدادا بالعتاد والسلاح ودعما بشريا بالمقاتلين والمرتزقة وإسنادا سياسيا بحشد الأنصار والضغط على المعارضين وبإشهار الفيتو ضد قرارات وقف الحرب.

قد تكون صورة ‏‏‏‏١٠‏ أشخاص‏، و‏حشد‏‏ و‏نص‏‏

إن هذه الوقفة المركزية الشعبية تندرج في سلسلة الوقفات والمسيرات الشعبية والندوات الفكرية ومختلف الفعاليات التي أسهمت المجموعة في تنظيمها بدون انقطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، وتتزامن مع العديد من الوقفات والمسيرات التي أعلنت عنها العديد من الهيئات في مختلف المدن المغربية وفي مختلف البلدان العربية والإسلامية. وهي وقفة خاصة للاعتبارات الآتية:

1- فهي أولا وقفة من أجل القدس والأقصى:

√ وهنا لا نحتاج للتفصيل ولا للتدليل على علاقة المغاربة بالقدس دينيا وتاريخيا، فجهادهم لتحريرها موثق في التاريخ بشهادة القائد صلاح الدين الأيوبي الذي أوقفهم حارة بجوار بيت المقدس تسمى حارة المغاربة، ولهم باب يحمل اسمهم هو باب المغاربة، مغاربة الغرب الإسلامي حين كان موحدا وقويا ولم تفت في عضده عوامل الانحطاط والاستعمار والتجزئة. وللأسف فإن هذه الأوقاف هدمها العدو الصهيوني واستباحها وهي تنتظر من يحررها من قبضتهم.

المغاربة الذين اعتادوا أن يزوروا بيت المقدس عقب أداء فريضة الحج عملا بما جاء في الحديث النبوي الصحيح (… وَلا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِي، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى)؛ شد الرحال الذي أصبح بالنسبة لنا ولغيرنا من المسلمين من غير أهل فلسطين إسهاما في تحرير المسجد والقدس وفلسطين، وليس إسهاما في التدليس على الناس بالذهاب للسياحة التطبيعية في ظل اعتداءات الكيان الصهيوني على المسجد والآثار الإسلامية هناك تصل إلى حد التدنيس.

√ وهنا تنتصب أمامنا المسؤولية الوطنية التاريخية للشعب المغربي في المرابطة على قضية القدس وفلسطين، شعبيا ورسميا، من خلال مختلف أوجه الدعم والإسناد المادي والمعنوي، السياسي والإعلامي والإنساني وغيره.

قد تكون صورة ‏‏‏٨‏ أشخاص‏ و‏نص‏‏

√ وإذا كان الشعب المغربي قد برهن عبر تاريخه وأيضا في الوقت الراهن عن وفائه لهذه القضية وسعيه لنصرتها قدر المستطاع حيث يهبّ لنصرة القدس والأقصى وأهله في فلسطين كلما ألمت بهم مصيبة أو أصابهم مكروه، وما المسيرات الشعبية والوقفات والدعوات لفتح الباب لتقديم الدعم الإنساني والفعاليات المتواصلة عبر ربوع الوطن منذ السابع من أكتوبر دعما للمقاومة ومناهضة للكيان الصهيوني وللتطبيع إلا خير دليل على ذلك لمن ما زال في حاجة إلى دليل. نقول إذا كان الشعب المغربي قد برهن دوما عن وفائه فإنه يبقى على الدولة المغربية أن تنسجم مع ما عبرت عنه من كون فلسطين قضية وطنية في مرتبة قضيتنا الوطنية الأولى، وأن تنسجم مع تاريخها ومواقف شعبها بالإقدام على تصحيح خطيئة التطبيع بالقطع الرسمي والنهائي للعلاقات مع كيان الإرهاب والإجرام الصهيوني وإلغاء كافة الاتفاقيات المبرمة معه وإسقاط التطبيع إلى غير رجعة، واتخاذ المواقف الحازمة والتدابير العملية للإسهام في وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني الأعزل.

2- وهي ثانيا، وقفة لمواكبة تحديات معركة طوفان الأقصى المجيدة:

√ هذه المعركة التي انتصرت فيها المقاومة الباسلة والشعب الفلسطيني وانكسر الكيان الصهيوني العدو الذي كان يروج لنفسه ويروج له الخائفون منه والمطبعون معه أنه الجيش الذي لا يقهر. وها هي المعركة اليوم تقارب الستة أشهر دون أن يتمكن العدو الصهيوني بآلته الحربية المتطورة والمشاركة الأمريكية المباشرة والدعم السياسي للدول الغربية الاستعمارية والخذلان المذل لأنظمة الدول العربية والإسلامية، رغم كل ذلك لم يتمكن من تحقيق أهدافه التي أعلن عنها عند شن هجومه الإجرامي والشروع في حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة العزة.

قد تكون صورة ‏‏‏٥‏ أشخاص‏ و‏نص‏‏

√ وإن واجب النصرة اليوم للمقاومة وللشعب الفلسطيني ومواجهة العدوان الصهيوني، لم يعد فرض كفاية إذ إنها لم تتحقق لحد الآن، بل هو فرض عين على كل أحد أن يقوم به حسب وسعه واستطاعته، فرديا وجماعيا، حضورا ومشاركة من أجل الاحتجاج وبهدف الدعم والمساندة، ومقاطعة لبضائع ومنتجات وخدمات الشركات الصهيونية والأمريكية وكل الشركات الداعمة للكيان، ومساهمة إنسانية خيرية، ونشرا للوعي بالقضية وتعميما للسردية الفلسطينية الصحيحة ودحضا للرواية الصهيونية الباطلة، ومواجهة واشتباكا إعلاميا ورقميا مع المتخاذلين، وترافعا سياسيا وحقوقيا، وتعبئة ميدانية في ساحات وفضاءات الوطن المؤسساتية والشعبية مناهضة لكافة أشكال الاختراق الصهيوني التخريبي لبلدنا عبر بوابة التطبيع الذي يرفضه الشعب المغربي ويسعى إسقاطه دفاعا عن الوطن المغرب.. ونصرة لفلسطين حتى تحقيق النصر والحرية والاستقلال.

√ إن الشعار الذي اتخذته المجموعة لهذه الوقفة: “تحرير القدس وكل فلسطين مسؤولية الأمة العربية والإسلامية”، ينبهنا لأمر عظيم وهو أن واجب النصرة والمساندة والسعي للتحرير الذي نقوم به هنا في المغرب ما هو إلا جزء لا يتجزأ من واجب الأمة العربية والإسلامية. ولذا نضم صوتنا وصوت الشعب المغربي ومختلف جهوده إلى أصوات وجهود ومبادرات مختلف ساحات الأمة وساحات الأحرار بالعالم للتعبير عن الإدانة الشديدة للإدارة الأمريكية الصهيونية الشريكة في العدوان الهمجي وحرب الإبادة الجماعية في غزة وفلسطين، مع توجيه التحية لكل أصوات الشعب الأمريكي الرافضة لهذا التوجه والتي خرجت للساحات والشوارع الكبرى في مختلف الولايات استنكارا للعدوان وللدعم الأمريكي الرسمي للكيان المجرم وتضامنا مع الشعب الفلسطيني.

قد تكون صورة ‏‏‏٤‏ أشخاص‏ و‏نص‏‏

√ ولا يفوتنا هنا أن نذكر الدول والحكومات العربية والإسلامية بواجبها ومسؤوليتها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني واتخاذ المبادرات العملية المستعجلة لوقف العدوان ورفع الحصار ومواجهة كافة مخططات التهجير وسلب حقوق الشعب الفلسطيني في استعادة كافة أرضه ونيل حريته واستقلاله في ظل دولة واحدة موحدة من النهر إلى البحر وعاصمتها القدس الشريف. نذكرها بهذه المسؤولية عساها تستيقظ من حال الذل والتخاذل الذي تعرفه وتتحرر من هيمنة أعدائها على قرارها وسيادتها بوقف مسلسل التطبيع المرفوض والمتدثر بعباءة “السلام الإبراهيمي” الذي يراد من خلاله التدليس والتلبيس على الشعوب وهيهات لهم ذلك.

وإننا اليوم، إذ نقف بكل معاني الإجلال والإكبار، أمام هذا الصمود البطولي للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في وجه آلة الإرهاب الصهيو-أمريكية والغربية بكل أساطيلها البرية والجوية والبحرية، فإننا:

1- نجدد المطالبة بوقف هذا العدوان والهولوكست والتعجيل بتقديم الدعم وإدخال المساعدات الإنسانية لأهلنا في غزة. ونطالب الدول العربية والإسلامية خاصة بتحمل المسؤولية في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والانسجام مع مواقف شعوبها الداعمة لحق هذا الشعب، المرابط الصابر المحتسب، في تحرير أرضه واستعادة كافة حقوقه المغتصبة، وفي مقدمتها الدفاع عن القدس والأقصى أما التهديدات والاعتداءات المتواصلة للمعتدين الصهاينة.

2- نجدد الإدانة الشديدة لمسلسل التطبيع المرفوض كلية، والذي نؤكد سقوطه شعبيا من خلال مسيرات ووقفات وفعاليات الشعب المغربي التي ضجت بها مدن وقرى الوطن منذ السابع من أكتوبر 2023 وقبل ذلك. ونطالب بضرورة الإعلان النهائي والرسمي عن إيقاف التطبيع، بإلغاء كافة الاتفاقيات التطبيعية مع الكيان المحتل وإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني وطرد عصابة الصهاينة من بلادنا، وسحب فريق مكتب الاتصال “المغربي” من كيان العدو. وهو الإجراء الذي بات يشكل الحد الأدنى من واجب الدولة تجاه الشعب المغربي، وتجاه مسؤوليتها إزاء قضية فلسطين التي تعتبر قضية وطنية، ومن اعتبار موقع رئاسة عاهل البلاد للجنة القدس.

قد تكون صورة ‏‏‏٦‏ أشخاص‏ و‏نص‏‏

3- ندعو كل من تورط في توقيع اتفاقية الشؤم التطبيعية، أو في المصادقة على اتفاقيات ثنائية مع الكيان الصهيوني، أو في تأسيس ما يسمى “مجموعة الصداقة-العار البرلمانية المغربية الإسرائيلية”، أو في ربط علاقات صداقة وتعاون معه من الهيئات والمؤسسات والشخصيات، إلى مراجعة مواقفهم والاعتذار عن أخطائهم المرتكبة في هذا الإطار، والانحياز للمواقف التاريخية المشرفة للشعب المغربي، دفاعا عن أمن وسلامة الوطن ومواجهة لأجندة الاختراق والصهينة التخريبية، ورفضا للإساءة لقضيتنا الوطنية باستغلالها للتسويق للتطبيع.

4- نتوجه بالدعاء إلى الله العلي القدير في هذا الشهر الفضيل والأيام المباركة لنصرة فلسطين وأهلها:

(-فاللهم بحق هذا الشهر الفضيل وهذه الأيام المباركة العشر الأواخر، نسألك أن تحفظ أهلنا في غزة وفلسطين بعينك التي لا تنام وعزك الذي لا يُضام وأرنا عجائب قدرتك في نصرهم على من عاداهم، عاجلاً غير آجل يا رب العالمين.

– اللهُم كُن لأهل غزة عونا ونصيرا يا رب العالمين، ونسألك لهم النصر الذي نصرت به رسولك وفرّقت به بين الحقّ والباطل حتّى أقمت به دينك، يا من هو ولي ذلك والقادر عليه.

– اللهم نستودعك أهالي غزّة وفلسطين فانصرهم واحفظهم بعينك التي لا تنام، واربط على قلوبهم وأمدهم بجُندك وأنزل عليهم سكينتك وسخر لهم الأرض ومن عليها.

– اللهم انصر المرابطين المستضعفين من أهل غزة وفلسطين، وبارك جهاد المجاهدين وأيدهم بجنودك ونصرك يا قوي يا كريم. وانتقم يا رب من أعدائهم، واقذف الرعب في قلوبهم وردّ كيدهم في نحورهم.

– اللهم وفقنا للقيام بواجبنا اتجاه أهلنا في فلسطين، ووفقنا لبذل ما نستطيع وكل ما في وسعنا لنصرتهم وللدفاع عن أوطاننا وأمتنا.
آمين والحمد لله رب العالمين).

قد تكون صورة ‏‏‏‏٥‏ أشخاص‏، و‏حشد‏‏ و‏نص‏‏

الرباط في الجمعة 25 رمضان 1445
موافق 05 أبريل 2024.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M