الكنبوري: كل جهد الجابري انصب على النقد والتشريح لا البناء والتأسيس

12 أكتوبر 2022 16:38

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري “على عكس ما يدعيه البعض من المعجبين بمحمد عابد الجابري؛ من أنه حاول تجديد التراث؛ دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التمييز بين النقد والتأسيس؛ فإن الجابري نفسه يقر في “العقل الأخلاقي العربي” بهذه الحقيقة التي أشرنا إليها قبل ثلاث سنوات؛ يقول: “أما أن يكون غلافنا العربي الإسلامي لباسا قابلا للتجديد ليغدو مناسبا لروح العصر وتحدياته ومتطلبات التقدم فيه؛ أو أنه قوقعة تكيف الجسد بدل أن يكيفها الجسد؛ فتلك مسألة أخرى لن نطرحها هنا كما لم نطرحها في الأجزاء السابقة بصورة مباشرة؛ ومع ذلك فنحن لا نخفي أن مشروع نقد العقل العربي بأجزائه الأربعة محاولة لتحويل القوقعة إلى لباس لنا”. مردفا “إنه يعترف بأنه لم يطرح هذه القضية إطلاقا؛ مع أن الأمر لا يحتاج إلى اعتراف لمن قرأوا مؤلفاته لأنها ناطقة. كل جهد الجابري انصب على النقد و التشريح لا البناء والتأسيس؛ والذين قرأوا”تفسيره” للقرآن؛ والتفسير بناء وتأسيس؛ يدركون أن الجابري كان أقل بكثير من مستواه كناقد. ولنا أن نلاحظ كيف يصف هنا التراث بالقوقعة!!!”.

وأضاف الباحث المغربي في منشور له على فيسبوك “لقد حاول في هذا الكتاب أن ينقد “العقل” الأخلاقي؛ فكان همه كله النقد لا بناء أطروحة في الأخلاق كما فعل آخرون أمثال دراز وطه عبد الرحمن والميداني وآخرون؛ والغريب أنه هو نفسه يعترف بذلك؛ إذ يقول “وبالتالي سنتحرر تماما من هاجسين؛ هاجس الرد على الغربيين؛ وهاجس اكتشاف قيم عصرنا في حضارة أسلافنا”. مؤكدا أن “هذا اعتراف ينسف “مشروع” الجابري كله من أساسه؛ إنه يعترف أنه لا يريد اكتشاف قيم عصرنا في تراث الأسلاف؛ فأين يكتشفها إذن؟ إذا كان يريد فعلا تجديد التراث كما يزعم فلماذا يريد القطيعة مع التراث في أخطر موضوع عند كل الحضارات؛ وهو موضوع القيم؟”.

وتابع الكنبوري في نفس منشوره “أما كلامه بأنه لا يريد الرد على الغربيين؛ فهذه في الحقيقة محاولة للرد المبطن على دراز والميداني وآخرين؛ لأنه يتهمهم بأنهم ردوا علي الغربيين؛ وهي تهمة غير صحيحة. صحيح أن دراز حاول بناء مشروع أخلاقي إسلامي مضاد للمشروع الغربي؛ ولكن هذا لم يكن ردا بل كان تأسيسا لمشروع على نقيض الغرب؛ وتلك مهمة صعبة وليست سهلة كما تصور الجابري الذي أتقن النقد على حساب التأسيس. لقد كتب محمد عزيز الحبابي مثلا عن الشخصانية الإسلامية ودا على الشخصانية الوضعية؛ ووضع طه عبد الرحمن مشروعا فلسفيا حاور فيه الفلسفة الغربية؛ فهل يعتبر هذا نقصا أم أنه مستوى عال من التأسيس؟”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M