بالفيديو.. هل يحق لمن صلى تقية أن يحكم على إذاعة القرآن بالتطرف؟

17 مارس 2016 22:39
بالفيديو.. هل يحق لمن صلى تقية أن يحكم على إذاعة القرآن بالتطرف؟

هوية بريس – نبيل غزال

الخميس 17 مارس 2016

ليس إدريس لشكر وحده من يبحث عن ذاته في المجال السياسي؛ ويصر على اللعب بورقة الحريات الفردية والمطالبة بتغيير أحكام الإرث والدفاع عن قضايا المرأة.. ويطلق الفرقعات الإعلامية ليلفت الأنظار، ويقول للناس نحن هنا؛ فيبدو أن إلياس العماري الأمين العام للوافد الجديد إلى المجال السياسي حزب الجرار؛ بات يسلك الطريق نفسه؛ وذلك بإعلان الحرب ضد من يسميهم “الإسلاميين”، والمطالبة بحرية الردة..

فخلال لقائه أمس مع طلبة المعهد العالي الصحافة والإعلام بالدار البيضاء، قال الأمين العام لحزب الأصالة والمُعاصرة: “إن المغرب يجب أن يؤمن بحرية المعتقدات، ليتسع للجميع”.

وهاجم إلياس في اللقاء نفسه إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، واتهمها بنشر خطابات التطرف، وقال: “القناة أنشئت للحديث عن الإسلام المنفتح والمتنوع، الذي أصبحنا نصدره للسينغال وفرنسا.. لكن القناة تُستعمل فيها مُصطلحات وعبارات تُشيد بالتطرف”.

وفي نفس السياق أشار العماري باستهزاء إلى أن “الناس يصدرون الطائرات ونحن نصدر…” أي الدين.

فنقل التجربة المغربية في المجال الديني مشروع ضخم أمر به الملك محمد السادس؛ وتشرف عليه مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة؛ لكن رغم طابعه الرسمي؛ فالرفيق إلياس ليس راضيا عنه، ولا عن إذاعة محمد السادس التي تخصص برامج لا يمكنني حصرها للتنديد بالتطرف والإرهاب والتشدد والغلو، وتؤكد في مناسبة وغيرها على ثوابت البلد والتسامح والحوار وقبول الآخر.. وتبتعد بعدا تاما عن السياسة وما يتعلق بها.

فبالرغم من كل ذلك؛ فالمرجعية اليسارية لزعيم “التراكتور” لم تمكنه من التسامح مع الإذاعة المذكورة..

فما هو التدين الذي يرضى عنه السائق الجديد للجرار إذا؟

وهل هو مؤهل أصلا للحديث عن مجال التدين والحكم على هذا السلوك بالتطرف أو الاعتدال؟

فبغض النظر عن مستواه التعليمي، فالرجل لم يسبق لي أن استمعت إليه وهو يتحدث بلغة أخرى؛ فرنسية أو إنجليزية..؛ أما لغته العربية (إنَّ مغربُكم جبل..)؛ فأقسم غير حانث لو حضر سيبويه أو ابن جني أو الخليل الفراهيدي مجلسه واستمعوا لحديثة بالعربية -وهو قليل-؛ لأغشي عليهم.

وأظن أن تعريجنا على علاقة -الرفيق- بالعلوم الشرعية والتدين عموما لغوٌ من القول؛ لأن إلياس واضح وشفاف، وأعلن بعظمة لسانه أنه كان يصلي تقية لا تدينا؛ وأخشى ما أخشاه أن يكون حكمه على قناة محمد السادس بأنها تشيد بالتطرف جاء عقب استماعه لقراءة عبد الحميد حساين لسورة “الكافرون”، أو لمحمد صديق المنشاوي لآيات المائدة {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ}..؛ فخال ذلك تشددا وتطرفا.

طبعا؛ نحن لا نزايد على إسلام الرجل؛ وليس هذا مجال نقاشنا ولا اختصاصنا، لكن مادام سي إلياس يؤمن بمشروع مجتمعي يرتكز على مرجعية علمانية؛ فلماذا لا يفصل هو بين الديني والسياسي؟ لماذا يمنع الديني من التدخل في السياسي، في حين يدخل هو (بسبَّاطه) إلى المجال الديني، و(يفصل ويخيط) كما يشار؛ ويصف هذا بالغلو والتطرف وذاك بالاعتدال والوسطية؟

يوم واحد فقط بعد لقاء إلياس مع طلبة معهد الصحافة بالدار البيضاء خصصت يوميته (آخر ساعة) صفحة كاملة للحديث عن التطرف الديني؛ عنونته بـ”هل يتجه المجتمع المغربي إلى التطرف الديني؟”، ومن بين ما جاء فيه: “صارت المنقبات يعتقدن أنهن يمتلكن الدين الصحيح والحقيقي، وأن جميع من يرتدين اللباس التقليدي المغربي سافرات ومتبرجات، في حين كانت النساء المغربيات في السبعينيات والثمانينيات يخرجن عاريات الرأس ويرتدين فساتين قصيرة بدون أية مشكلة“.

فالدين الوسطي الذي ينشده إلياس هو ما يسوق له في لسانه الإعلامي (آخر ساعة)، والذي يؤمن معتنقوه بأن (الحجاب عادة وليس عبادة) و(الدين لا علاقة له بالسياسة) و(أحكام الإسلام ليست صالحة لكل زمان ومكان)..

أظن أن كل مهزوز أو فاشل في المجال السياسي يحاول اليوم أن يجد له موطأ قدم في مجالات أخرى بعيدة عن مجال اشتغاله، من خلال إعلان الحرب على الجماعات الإسلامية، أو بعض الأحكام الشرعية مثلا، أما من يحترم نفسه من السياسيين عموما فهو يشتغل في إطار تخصصه؛ ويبذل جهده ويفرغ وسعه في إطار محاربة الفقر والبطالة والهشاشة..

[email protected]

آخر اﻷخبار
4 تعليقات
  1. السلام عليكم،

    أشار إلى نقطة تخرج صاحبه من الملة وربما هو لا يدري فإن كان عن علم فذلك هو الخسران. ..
    هذا الإنسان لا يفقه لا في الدين الشرعي ولا في العلوم اليومية…أقول له عد إلى التاريخ واقرأ على من تبحر في جميع العلوم …هل كانو مسلمين أو لا دين لهم؟
    العيب ليس فيك، بل العيب كل العيب في من صوت لصالحك. ..
    خلاصة القول :” اذا وسد الأمر لغير أهله ، فانتظر الساعة.”..

    السلام عليكم

  2. أنا لا أدري، ولا المنجم يدري، من أين جيئ بهذا الرجل المسخ الذي كلما فتح فاه، فاح منه بخر الجهل المركب، والأمية الدينية والسياسية، ولم أكن أتصور أبدا أنه يوجد في المغاربة هذا الصنف من الناس المتصف بقلة الحياء وكثرة الإفتراء، ولم يدر في خلدي أن هذا الصنف الهزيل ثقافة وتعليما يمكن أن يتسلق سلم هيئة سياسية ويصير على رأسها، وينطق باسمها، ويهذي كلما طرق موضوعا ذا بال. عجيب هذا الإنسان، يتحدث عن قيم الحداثة واليمقراطية وقد رأينا خلال الاستحقاقات الانتخابية الماضية كيف يستعمل هو وحزبه أساليب مغرقة في التخلف والإنحطاط لشراء الأصوات الإنتخابية، مثل توظيف الأموال المشبوهة، وتقديم الوعود الكاذبة، واستغلال الفقر والهشاشة، واللعب بورقة العنصرية والعرقية، وممارسة الغش بجميع صوره وأشكاله، وكل هذا من أجل أن يتربعوا على كرسي جماعة أو جهة حماية لمصالحهم ونهبا للمال العام واستغلالا للمناصب لنسج علاقات فئوية.

  3. يتحدث هذا الرجل عن التطرف وهو لا يفرق بين الكوع والبوع ولا يميز بين الحمل والجمل فثقافته المحودة لا تؤهله أن يتحدث حتى في مشكلات النفايات السائلة والصلبة أحرى أن يتحدث في الدين الإسلامي ويميز بين ما هو غلو وتنطع وما هي من صميم الدين وأساسياته وأنا أجزم لو أن محاوره لو طلب منه على مثال من التطرف الذي تروج له قناة محمد السادس-كما زعم- لما وقع إلا على مثال هو من المعلوم من دين الإسلام بالضروره وهذا يرجع إلى أن هذا المتحدث لا يحترم نفسه ولا يحترم التخصص لذلك عندما ينطق ينطق هجرا وعندما يقول يقول لغوا. في المجتمعات الراقية يطفو على سطوحها أصحاب المواهب العالية، والآراء السديدة، والكفاءات العتيدة وينزل إلى القاع الدهماء والرعاع، أما غيرها من المجتمعات فالفقاقيع والزبد هو الذي يطفو على وجهها أما الوجهاء والأذكياء فلا تسمع لهم ذكر، فهل الفقاقيع هي التي تقود السيول إلى حيث النفع والخير.

  4. يسخر هذا الرجل من تصدير التدين الصحيح وهو لا يعلم أن تصحيح الأفكار وتقويم المفاهيم وترشيد السلوك أهم من تصدير الطائرات التي يستعملها اللادينيون في قصف الأبرياء واحتلال البلدان وترويع الآمنين .وقل لي أنت ما هو برنامج حزبك العلمي والصناعي والتقني لتحويل المغرب إلى بلد منتج للطائرات المدنية والحربية، أقول: ليس لك برنامج حتى لإنتاج اللفت والجزر والبادنجان، وإنما برنامجك الذي افصحت عنه هو السعي في الاحتراب الداخلي وبناء ذاتك الحزبية على أنقاض الأحزاب الوطنية، إن كلام هذا الرجل نذير شؤم وباب فتنة وهو يذكرنا بكلام العهود البائدة في خمسينيات وستينيات القرن الميلادي الماضي حيث سطا على أمور المسلمين رجال داسوا كرامتها واصطدموا مع عقيدتها فوقعت من جراء ذلك الانتكاسة وهبط المجتمعات المسلمة إلى قاع التخلف والتبعية.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M