بعد “التراويح فوضى”.. الصباح تصف الشيوخ بـ”أفيون الشعب”

02 مارس 2023 18:48

هوية بريس – متابعة

لا يزال المغاربة يتذكرون جيدا الإساءة القبيحة ليومية “الصباح” وهم يستمتعون بالأجواء الإيمانية لليالي رمضان المبارك، وذلك بعد أن وصفت اليومية المثيرة للجدل في مقال لها الإقبال الكبير للمصلين على المساجد وافتراش الفضاءات المجاورة بـ”الفوضى”.

اليوم تخرج ذات الصحيفة بمادة جديدة تحت عنوان “الشيوخ أفيون الشعب“، واصفة إياهم بالمتاجرين الذين “يظهرون في أوقات محددة لإنجاز مشروع التحريف والإلهاء وبيع العجل“!!

المقال الموغل في الحقد والمحرض على الكراهية ضد العلماء والدعاة زعم أن الشيوخ “مدربون على شد النقاشات العمومية الجادة، من شعرها وجرها إلى مستنقعات الحيض والحضيض والإسعاف“، هذا مع الإشارة إلى أن ذات المنبر، ظل لأكثر من 20 سنة ينشر مواد إعلامية تشدد على عدم الخلط بين الدين والسياسة، ويطالب باحترام العلمانية التي تفصل بين المجالين، في تعصب مقيت للخط التحريري الفرانكفوني المدعوم من الخارج، والمناقض تماما لإسلامية الدولة وتوجه المجتمع.

مقال “الصباح” كله يصب في احتقار العلماء والدعاة المشاركين في النقاشات العامة، واصفا إياهم بشيوخ مواقع التواصل الاجتماعي الذين هجروا المساجد، في استغباء واضح للقراء واللاهثين وراء الخلفية الفاضحة لليومية المثيرة للجدل، إذ يعلم الجميع أن من أخرج هؤلاء من المساجد ورفض أن يكون لهم إسهام كبير في توجيه الناس وتعليمهم هي الجهة التي عملت منذ سنوات على تجفيف الخطاب الديني بالمسجد، حيث غابت دروس الوعظ والإرشاد بالرغم من أن ميزانية ضخمة تصرف على القيمين الدينيين كل سنة أجرا وتكوينا.

ولأن الصحيفة التي تلوث المشهد العام يوميا بصورها الفاضحة وملفاتها المثيرة، وتقتات على الإثارة وافتعال الصراع، تساند مشروع تجفيف الخطاب الديني، فإنها بدل أن توجه سهام نقدها للجهات الوصية على الشأن الديني، فإنها تستهدف المؤثرين من هؤلاء الشيوخ، الذين لا يمكن أن يكون لهم حضور واقعي أو افتراضي إلا إذا اتسم خطابهم باطلاع ووسطية تقنع المشاهد بمتابعته.

ويكفي المتابع الكريم أن يعلم أن ذات اليومية استجوبت في نفس صفحة المقال المثير شخصا لطالما وصفته بشيخ التطرف والإرهاب، ولأنه وجه وجهه اليوم صوب الضفة الأخرى، واختار أن يقف ضد كل ما هو شرعي وديني، فقد صار مرضيا عنه يقدم بصفة “المحلل” و”الباحث في الجماعات الإسلامية”!!

والشخص هو نفسه، لم يتغير منه شيء، لا اسمه ولا مستواه الدراسي، وإنما غير هندامه ورطب شعره، حلق لحيته الخفيفة، وبات مدافعا عن اللادينية مستميتا في حرب بعض الأحكام الشرعية.

فمن اختار هذا الطريق، فهو عند هؤلاء القوم، باحث ومفكر ومناضل.. وقل ما شئت بعدها من العبارات والألقاب، ومن دافع عن دينه وهويته وقيمه فهو أفيون مدمر للشعوب..

فبأي معيار يقيس هؤلاء، وأي مرجعية يخدمون؟ أظن أن القراء لديهم الجواب بشكل واضح وجلي.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M