بنسعيد آيت يدر يرسم معالم مستقبل ملف الصحراء المغربية

26 أكتوبر 2022 10:58

هوية بريس-متابعة

قال بنسعيد آيت يدر، أحد أبرز القادة التاريخيين لجيش التحرير المغربي “سبق لي أن صرحت في أوْج مشكلة الكركرات بأن أزمة هذا المعبر ليست سوى “القشة التي قصمت ظهر البعير” كما يقال. وقد استغلت جبهة “البوليساريو” هذه البؤرة بهدف الضغط على المغرب، وبالتالي التغطية على مشاكلها الداخلية”. مضيفا “ونتيجة لذلك، تسببت الجبهة في ضرب المصالح الحيوية للشعب الموريتاني بعرقلة سيولة البضائع والتجارة بين موريتانيا والمغرب؛ كما أضرت بمصالح بعض الدول الإفريقية، فضلا عن الإضرار بمصالح المغرب. إن الأمر هنا لا يتعلق بإغلاق معبر بسيط، وإنما بمصالح حيوية، وبصورة دول المنطقة، بل بوضع سياسي وجغرافي مهم”.

وأوضح آيت يدر في حوار خاص مع موقع هسبريس “لكل ذلك، جاء تدخل الجيش المغربي آنذاك لتصحيح الوضع وإرجاع الأمور إلى نصابها دون إراقة الدماء، علما أن باب التفاوض والحوار يبقى دوما مفتوحا، والحكمة يلزم أن تكون سيدة الموقف؛ لأن صحراويي تندوف هم أبناؤنا وبناتنا، ووطنهم أرحم عليهم من الغير؛ كما أن وطنهم الأم فاتحٌ ذراعيه لاحتضانهم وإيقاف مآسيهم اليومية”. مسترسلا “باب الحوار هو مدخل الحل الديمقراطي الذي يضمن المستقبل المريح لكل الأطراف. أما دق طبول الحرب، فتلك مسألة مرفوضة، ولن نيأس أبدا من مواجهة نذر الحرب بكل الوسائل؛ لأننا ندرك مآسيها وأهوالها ونتائجها الكارثية على شعوب المنطقة أولا، وعلى إفريقيا ما وراء الصحراء وأوروبا من جهة ثانية”.

وزاد المتحدث “هذا فيما يتعلق بالحدث الذي أصبح اليوم وراءنا، وجاءت بعده أحداث كبيرة متأثرة ومتفاعلة مع ما يجري في العالم من تحولات كبرى ستغير مجرى التاريخ، كالحرب في أوكرانيا وصراع الأقطاب العالمية من أجل مناطق النفوذ. ومن تلك التحولات الاعترافات المتواترة بمغربية الصحراء، أو الاعتراف بأن الحل المغربي هو الحل الأكثر واقعية”. مردفا “تلك تحولات مهمة جدا لا ينبغي أن تكون على حساب قضايانا العربية المصيرية. وإذا كان التحول في مواقف أمريكا وإسبانيا وألمانيا مهما للقضية في المحافل الدولية، فإننا كمغاربة نؤمن بعدالة قضيتنا، ونؤمن بأن استكمال الوحدة الترابية للمغرب أمر حيوي لحاضر المغرب ومستقبله”.

زخلص بنسعيد آيت يدر “وأعتقد أن أهم تحول في هذه المرحلة هو التحول النوعي الذي عرفه الموقف الرسمي الإسباني، لأن إسبانيا تتحمل مسؤولية تاريخية في هذا الملف إلى جانب فرنسا. ومع هذه المكتسبات لا بد من اليقظة المستمرة، علما أن تحصين الجبهة الداخلية للمغرب هو الصخرة التي تتكسر عليها كل الأطماع، والحوار المباشر مع كافة أبنائنا في الصحراء هو ما يفتح أفق المستقبل للمغرب الآمن وللفضاء المغاربي المستقر والمتكامل”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M