عدد سجنات شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-

29 أغسطس 2021 00:13
رسالة أم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهما الله- حين اعتذر لها عن بعده عنها

هوية بريس – متابعة

عدد سجنات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

وعددها سبع سجنات وهي:
1⃣ السجنه الأولى
مكانها: دمشق
تاريخها: 693هـ
سببها: لما سب عساف النصراني رسول الله وبلغ الخبر شيخ الإسلام ذهب هو والفارقي إلى نائب السلطان وأخبراه فطلب عسافاً فحضر فلما رآه الناس رموا عسافاً بالحجارة فغضب النائب وضرب شيخ الإسلام والفارقي بين يدي عساف وسجنهما
فائدة هذه السجنة: ألف شيخ الإسلام بعد خروجه من السجن كتابه العظيم ( الصارم المسلول على شاتم الرسول)
2⃣ السجنة الثانية
مكانها: مصر
تاريخها: من 26 رمضان 705هـ إلى 23 ربيع أول 707هـ
مدتها: سنة وستة أشهر
سببها: أنه ناقشه ابن مخلوف المالكي في مسألة العرش والكلام والنزول واشتد بينهما الخلاف وبعدها سجن
وفيها من المواقف البطولية والصدق مع الله ما يملأ النفس ويشرح الصدر.
(راجع أحداث سنة 705) من البداية والنهاية
وسجن معه هذه المرة أخوه شرف الدين.
ومن جميل ما يذكر أن أخاه شرف الدين ابتهل وهو في السجن إلى الله بالدعاء على من سجنه فمنعه شيخ الإسلام وقال له بل قل (اللهم هب لهم نوراً يهتدون به إلى الحق).
3⃣ السجنة الثالثة
مكانها: مصر.
تاريخها: عام 707.
مدتها: أيام غير معلومة.
سببها: استعداء السلطة عليه من المتصوفة لمنعه الاستغاثة والتوسل إلى المخلوقين فعقد له مجلس فاختلفوا في براءته وإدانته فخيروه بين واحد من ثلاثة
1- العودة لدمشق.
2- البقاء في مصر بشروط.
3- السجن.
فاختار السجن فمكث فيه فترة فألح عليه رفاقه بالعودة إلى دمشق فرضي ومن ثم خرج.
ثمرة هذه السجنة: ألف كتابه المشهور في الاستغاثة (الرد على البكري).
4⃣ السجنة الرابعة
مكانها: مصر.
تاريخها: 708.
مدتها: تزيد عن شهرين.
سببها لما اختار شيخ الإسلام بعد مشورة رفقائه العودة إلى دمشق -وقد كان قطع مسافر سافر لمدة يوم وليلة- أمر الوالي في مصر اللحاق به وإرجاعه.
فلما رجع اختلف فيه القضاة المالكية فلما رأى الشيخ اختلافهم قال: (أنا أمضي إلى الحبس وأتبع ما تقتضيه المصلحة) فعكف الناس عليه تعلما وزيارة واستفتاء.
5⃣ السجنة الخامسة
مكانها مصر
تاريخها 709هـ
سببها لما رأى أعداء شيخ الإسلام ما لشيخ الإسلام من صولة وجولة وعزيمة واجتماع الناس حوله كاد عليه نصر المنبجي والجاشنكير بهذه السجنة وذلك ليسلطا عليه من يغتاله وقد جاء مشايخ التدامرة إلى شيخ الإسلام وأخبروه بذلك فقال شيخ الإسلام مقولته المشهورة (أنا إن قتلت كانت لي شهادة وإن نفوني كانت لي هجرة وإن حبسوني كان لي معبداً أنا مثل الغنمة كيفما تقلبت تقلبت على صوف) فيئسوا منه وانصرفوا.
وما هي إلا أيام وتولى الملك بن قلاوون الملك فأفرج عن الشيخ واستدعاه وقتل الجاشنكير شر قتله وعزل ابن نصرا المنبجي ومات في زوايته
لطيفة وأراد الوالي أن ينتقم من القضاة والفقهاء الذين كانوا يوالون الجاشنكير (وهم الذين افتوا بسجن شيخ الإسلام) فاستشار شيخ الإسلام فعرف شيخ الإسلام قصده فأثنى عليهم خيراً وقال له (لو ماتوا لن تجد مثلهم في دولتك وأما أنا فهم في حل من جهتي وأنا أحللت كل من أذاني ومن آذى الله ورسوله فالله ينتقم منه).
ولذا قال ابن مخلوف المالكي (ما رأينا أتقى من ابن تيمية لم نبقِ ممكنا في السعي فيه ولما قدر علينا عفا عنا).
وفي هذه الفترة ألف منهاج السنة، والاستقامة، والرد على الجهمية وغيرها.
6⃣ السجنة السادسة
مكانها دمشق.
تاريخها من 12 رجب سنة 721هـ إلى 10 محرم سنة 722هـ.
مدتها ستة أشهر إلا يومين.
سببها مسألة الحلف بالطلاق وانتجت هذه مجموعة من الكتب في هذه المسألة.
7⃣ السجنة السابعة
مكانها دمشق.
تاريخها من 6 شعبان 728هـ إلى ليلة وفاته.
مدتها سنتين وثلاثة أشهر وأربعة عشر يوماً.
سببها مسألة شد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
ثمرتها أنتجت هذه السجنة مجموعة كبيرة من الثمار وهي على مرحلتين:
المرحلة الأولى ألف فيها شيخ الإسلام مجموعة من المؤلفات ومنها: الرد على الإخنائي وفتاوى كثيرة جداً أجاب فيها عن مسائل وردت عليه من خارج السجن.
المرحلة الثانية لما رأى خصوم شيخ الإسلام ما عليه من خير عظيم من العلم والإفتاء أمروا بإخراج كل ما عنده من أوراق وأقلام فكان يكتب في هذه الفترة بالفحم وقد نقل عنه تلميذه ابن عبد الهادي في العقود الدرية فتاوى من خطه بالفحم.
وهنا أقبل شيخ الإسلام على قراءة القرآن ومدارسته مع أحد المشايخ كان معه فقرأه ثمانين مرة وكان آخر آية قرأها على هذا الشيخ قوله تعالى (إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر).
وفي هذه السجنة قال (وقد فتح الله علي هذه المرة في معاني القرآن مالم يفتح لي من قبل وتمنيت أن جعلت كل أوقاتي في تفسيره) أو كلاماً نحوه.
وقد حصلت لشيخ الإسلام مواقف عظيمة وكبيرة دلت على علو رتبة شيخ الإسلام عند الله وعند خلقه في ثنايا هذه السجون لم أذكرها لطولها وكثرتها فراجعها من مواطنها.
____________

✍ عبد الإله بن فيصل الوصابي (1441/12/20).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M