لماذا زار تبون تركيا ولماذا تعد هذه الرحلة الأهم بالنسبة له؟

18 مايو 2022 18:08

هوية بريس – متابعات

يمكن وصف زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى تركيا بالتاريخية، ليس بالنظر إلى العدد الكبير من الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، وإنما لأنها تؤرخ لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي بين البلدين، خاصة في مجال الصناعات الدفاعية.

وهذا ما أشار له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عندما أعلن في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الجزائري، في 16 ماي 2022، أن البلدين “قررا إنشاء مجلس تعاون رفيع المستوى، لنقل العلاقات بين البلدين إلى مستوى جديد”.

حيث تم التوقيع على 15 اتفاقاً ومذكرة تفاهم، تتمثل في فتح مدرسة دولية تركية في الجزائر، والتعاون في مجال الخدمات الاجتماعية، وفي المجال البيئي، والتعدين، ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.

كما تم الاتفاق على افتتاح مراكز ثقافية في تركيا والجزائر، والتعاون في مجال التربية والتعليم، والأعمال التجارية الصغيرة، والتكنولوجيا والابتكار، والصيد البحري والاستزراع المائي، واعتماد الحلال في البلدان، والأشغال العامة، والإعلام، ومنتدى غرفة التجارة والصناعة التركية الجزائرية.

فالأوضاع الدولية المتأزمة على أكثر من جبهة، والحرب الروسية الأوكرانية وما أفرزته من ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، تفرض على البلدين الإقليميين تعاوناً وثيقاً على جميع الجبهات، لإرساء استراتيجية متكاملة، خاصة في الجوانب الاقتصادية والتجارية.

وفق “عربي بوست” فإلى وقت قريب كانت الجزائر الشريك التجاري الأول لتركيا في إفريقيا برقم لامس سقف 5 مليارات دولار سنوياً، إلا أنه بعد انهيار أسعار النفط، ودخول الجزائر في أزمة مالية ما بين 2015 و2019، تبنت سياسة تقشفية، ما أدى إلى تراجع المبادلات التجارية مع تركيا إلى 3.5 مليار دولار.

وفقدت الجزائر مؤقتاً صفتها كشريك أول لتركيا في إفريقيا، لكن المبادلات التجارية بين البلدين عادت لترتفع مجدداً مع تحسن أسعار الطاقة، لتبلغ في 2020، نحو 4 مليارات دولار.

وبحسب الرئيس أردوغان، فإنه “رغم الظروف الوبائية (لكورونا)، ارتفع حجم التجارة بين البلدين بنسبة 35٪ (في 2021) مقارنة مع عام 2020، وبلغ مستوى 4.2 مليار دولار”.

ويطمح البلدان إلى رفع هذا الرقم مجدداً وفي القريب العاجل إلى 5 مليارات دولار، ثم مضاعفته إلى 10 مليارات دولار، دون تحديد سقف زمني لهذا الهدف.

وعلى الرغم من أن الرئيس الجزائري لم يعط تفاصيل أكثر حول التعاون العسكري التركي خلال الندوة التي جمعته بالرئيس التركي، إلا أن التحول في سياسة التسليح الجزائرية مؤخراً والتي باتت تعتمد على التنوع وعدم الاعتماد على الحليف التاريخي روسيا فقط، تشير إلى إمكانية عقد صفقات عسكرية مع تركيا وبالأخص في مجال الطائرات بدون طيار.

وتعتمد الجزائر حالياً على الطائرات بدون طيار الصينية والجزائرية الصنع، لكن السمعة التي باتت تتمتع بها طائرة البيرقدار التركية تحتم على الجزائر اقتنائها خاصة وأن المغرب يمتلك نوعين منها.

وكشفت مصادر لـ”عربي بوست” أن تركيا كانت قد عرضت قبل سنوات على الجزائر شراء طائرات بيرقدار، لكن الجزائر لم تقتنع بها وقتها، لكن مع إثبات قوتها ميدانيا في كل من ليبيا وأذربيجان وأوكرانيا يحتم على الجزائر التفكر جدياً في الحصول عليها.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M