منتصف ليلة ليست عندنا كباقي الليالي

31 ديسمبر 2019 18:21

هوية بريس – محمد بوقنطار

الاستعدادات قائمة على قدم وساعد وساق، حركة دافقة، وهرولة طافقة، وحرارة نافقة، توجس ورعب وخيفة، الشوارع ملأى بالحواجز الأمنية، أبقت على القديم منها وأضافت له متاريس وثغور وحواجز جديدة، تخال الدولة تتأهب لحرب طاحنة ضروس، لولا أنك في غمرة هذا الجو من الاستعداد المخوف، تجد أن الشوارع ازدانت واجهات محلاتها التجارية بتزاويق وتناميق شبيهة بتلك العلقة على جدران الكنائس من الجفون والتصاوير والصلبان تؤرخ للحدث، لقد أزلفت الحانات للمعربدين، وتعبّأت المحال المتاجرة في أم الخبائث بالراجح من حاجيات العدة والعتاد والدخيرة، وتأهبت القنوات الفضائية الوطنية والإذاعات المحلية والجهوية للاحتفال برأس السنة الميلادية، وترادفت على الهواتف النقالة التهاني والمتمنيات بالعيد السعيد…

نعم لقد آن الأوان لأمة قل هو الله أحد أن تفرح وتسعد بميلاد الابن أو بمن جعلوا له الصاحبة والولد، وقالوا إنه ثالث ثلاثة تعالى الله الفرد الصمد عن هذا الركس والرجس والدنس والنجس علوا كبيرا.

صمتا أيّها العباد إن المغلوب لا يجد حرجا ولا عوجا في تلبّسه ومشيه متزمّلا في مسلاخ الغالب وطقسه، ومعشر المغلوبين في هذا الدرك لا مجبور فيهم ولا متبصر ولا عابر سبيل، ذلك أن منهم من اشترى شجرة الأرز وقد مات أبوه معتقدا أن مريم عليها السلام جاءها المخاض إلى جذع النخلة، وأنها بعد الهز تسّاقطت عليها رطبا جنيّا، ومنهم من يجادل في الله بغير علم ولا هدى في رفع الحرج من جهة كون الأديان ثلاثة، ومنهم من تكفل حد الانغماس في مشروع إخراج الأمة من نفق وضيق وقَدَرَة العزلة ورمضاء التطرف، رافعا شعار التسامح عن مغلوبية، مندفعا حد التماهي مع سيل التعارف الذي هو محض ذوبان في محلول التغريب وحوجلة الاستغراب المقيت، ومنهم من عاش الطقس تحت طائلة التفريج والترويح عن البنين والبنات تكسيرا لنمطية الحياة، ومنهم ومنهم …

والكل منهم قد احتفى واحتفل بميلاد الإله الروح والابن وثالث الثلاثة نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح من خلقه، وذلك مبلغنا من العلم فيه، وزادنا العقدي الذي به حصل الكف عن الخوض مع الخائضين من الغرقى في يم الاستلاب، والتسفل في غور الاستغراب وإخراج اليد في ظلمات الشك والارتياب.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M