منع فتاة من الدراسة بسبب الحجاب.. حينما يكون القانون الداخلي لمؤسسة التعليم بالمغرب ضد الإسلام وحقوق الانسان والدستور المغربي

13 نوفمبر 2020 18:32

هوية بريس – د.رشيد بنكيران

مدير مؤسسة التعليم “دون بوسكو” بالقنيطرة يمنع تلميذة (عشرة سنوات) من ارتداء خمار على الرأس بدعوى احترام القانون الداخلي للمؤسسة.

في الواقع، جواب المدير الصادم هذا يطرح عدة أسئلة ملحة لا يمكن لإنسان مغربي حر ووطني – فضلا على أن يكون صاحب غيرة دينية – أن يقفز عليها أو يسكت عنها:

– هل قانون الداخلي لمؤسسة التعليم دون بوسكو ببلادنا تعلو على الدستور المغربي وقانونه!؟

– هل ما يجري داخل مؤسسة دون بوسكو بالتراب المغربي هو خاضع للقانون الفرنسي وليس للقانون المغربي!؟

– هل مؤسسة التعليم دون بوسكو لا تدرس التربية الاسلامية كما هو مقرر في وزارة التعليم المغربية !؟

– هل تهديد الأمن الروحي للتلميذ المغربي المسلم في بلده لا يشغل بال وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية !؟

– هل البرلمان المغربي غير معني بجواب الصادم لمدير مؤسسة التعليم دون بوسكو !؟

– هل وزارة حقوق الإنسان والحريات لا ترى في جواب المدير مصادرة صارخة لحقوق الطفل والتلميذ!؟

هل وهل….

أسئلة كثيرة تفرض نفسها وخصوصا نحن أمام مقارنة صارخة بين ما يقع للمسلمين في فرنسا – ومنهم المغاربة – من مصادرة لحقوقهم وإساءة لنبيهم وتقييد لحريتهم وإلزامهم بنزع الحجاب في بعض الأماكن، وبين ما يقع للمغاربة في بلدهم ووطنهم من طرف مؤسسة تابعة لفرنسا من مصادرة حقوقهم على منوال ما يقع في فرنسا..

فالرسالة التي تصل لكل متأمل ومحلل منصف لهذه المقارنة؛ أننا نحن أمام جبروت الرجل الابيض الفرنسي وعنتريته وعنصريته الذي لا يرى للآخر المخالف لعقيدته وفكره أي حقوق أو خصوصية.

فهذا هو النموذج الحي للعلمانية الفرنسية التي يبشر بها المسبحين بحمد فرنسا وعلمانيتها بالمغرب.

وعودا الى موضوع الصورة أسفله، فهذه بنت أرادت أن ترتدي خمارها كما هو مطلوب منها شرعا وأدبا ومسموح لها دستوريا ، وقد قامت بذلك بمحض إرادتها، ورغم ذلك رفضها مدير مؤسسة دون بوسكو بدعوى قانون داخلي…، ورغم حضور المفوض القضائي الذي دوّن ما وقع في محضره، لم يتراجع مدير المؤسسة.

نعم، أهل البنت سيتوجهون إلى القضاء المغربي ليقول كلمته، ولكن أليس ما وقع هو أكبر من أن يختزل في قضية خاصة بالبنت وأهلها تنظر فيها المحكمة؟

أليس على جميع مؤسسات الدولة ان تجيب على الأسئلة المطروحة وغيرها؟

أليس على المجتمع المدني الحر النزيه أن يقول كلمته فيما يهمه ولا يبقى يتفرج كأنه غريب في وطنه.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M